قال الفنان راغب علامة بأنه سعيد بمشاركته في برنامج المواهب الغنائية «ذا فويس» في موسمه الخامس على شاشة «إم بي سي». ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أعلنت منذ نحو 5 سنوات عن انسحابي من هذه البرامج كانت لدي قناعاتي الخاصة المتعلقة في هذا الموضوع. ولكني اليوم صرت جاهزا للعودة هذه خصوصا أنه ليس من السهل إقناعي بالعودة عن قرار سبق واتخذته». والمعروف بأن راغب علامة كان قد اتخذ قراره بالانسحاب من رئاسة لجنة «أراب آيدول» في عام 2014 لأسباب وصفها يومها بأنها اختلاف في وجهات النظر.
وعما إذا الزمن والوقت كفيلان بإجراء تغييرات في قراراته يقول: «أنا لم أبدل في قراراتي وأشدد بأنه ليس من السهل إقناعي بالعودة عنها. ولكن الأمور جرت كما أشتهي ومجموعة «إم بي سي» كانت متجاوبة جدا مع طروحاتي».
وعن علاقته اليوم مع الفنانة أحلام بعدما شهدت توترا في الماضي يقول: «أحلام تغيرت كثيرا قلبا وقالبا وأنا سعيد بمشاركتنا معا في «ذا فويس». ويمكنني القول بأن علاقتي بها اليوم أكثر متانة وقوة من الماضي. وهي من النجوم المدربين الأقرب إلى قلبي في البرنامج وستلمسون ذلك عن قرب ابتداء من مساء غد (21 الجاري) موعد انطلاق أولى حلقات «ذا فويس5». وعما إذا هناك خطوط حمراء رسمت لا شعوريا بينه وبينها تحدد هذه العلاقة المتجددة يرد: «أبدا ليس هناك من خطوط حمراء». وهنا سألته «حتى لو قامت بالضغط على الزر خاصتك في مرحلة «الصوت وبس» لتدور بكرسيك نحو المشترك؟ «لقد فعلتها وضغطت على الزر خاصتي خلال أداء أحد المشاركين وهذا الموضوع لم يزعجني بتاتا. فعلاقتنا يتخللها المزاح والمناوشات الطريفة كالعادة والتي ترسي بأجواء جميلة على البرنامج». وعما إذ يمكن أن يعيد الكرة ويجلس إلى جانب أحلام في برنامج «أراب آيدول» يوضح: «أبدا لا يمكنني أن أتشارك معها مرة ثانية في «أراب آيدول» لأن أسلوب وفورمات البرنامج مختلف تماما عن «ذا فويس». فهنا لكل منا فريقه ومسؤول عن قراراته أما في «أراب آيدول» فالوضع يختلف وعلينا أن نتشارك بالقرارات المأخوذة وهو أمر لا نتفق فيه».
ويصف صاحب لقب «سوبر ستار» الموسم الخامس من «ذا فويس» بأنه يتضمن مشاركة مواهب غير عادية. «فريقي يتألف من مواهب رائعة وقوية وانتظروا مشاهدة حالات إنسانية تحرك المشاعر العاطفية لدى المشاهد. كما أن هناك تناغما ملحوظا بين المدربين النجوم. فأحلام وأنا لم نستطع أن ننجح كثنائي يشارك في اتخاذ القرارات ولكننا برعنا كمدربين لكل منّا فريقه». ويتابع راغب علامة في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع على توافق فسميرة سعيد مبدعة في خياراتها وإنسانة رقيقة جدا وعاطفية ومحترمة وهو ما يصح أيضا على الفنانة أحلام. كما أن محمد حماقي لديه مرات كثيرة آراء صائبة تفاجئنا وأنا شخصيا سعيد بالشراكة مع المدربين الأصدقاء وأستمتع بشكل أكبر بالمشتركين وأدائهم فهم بمثابة مواهب حقيقية».
وعما إذا تجربته في مرحلة «الصوت وبس» من البرنامج والتي تقضي بسماع الصوت من دون التعرف إلى وجه المشترك كان له وقعه الخاص عليه يجيب: «في الحقيقة وبغض النظر عن زمن المرئي والمسموع الذي نعيش فيه، ولكن الإطلالة لها رونقها وتساهم في تقريب شخص منك أو العكس. وفي عملية إلغاء الصورة في المرحلة التي ذكرتها من البرنامج لتنحصر بالإصغاء والاستماع إلى صوت المشارك يولّد صعوبة أكبر في التركيز. فالنجومية لا تتألف فقط من صوت جميل بل معايير عديدة مجتمعة وبينها شخصية الفنان وإطلالته وهو ما نفتقده في مرحلة «الصوت وبس» ويولّد لدينا صعوبة في الخيارات».
ويشير علامة بأن فريقه يتألف من مواهب متعددة الجنسيات وبينهم من يتقن الغناء الخليجي وهو ليس من منطقة الخليج ومواهب أخرى لبنانية ومغربية وغيرها. وراغب الذي يعد من الفنانين المخضرمين والأكثر شهرة في العالم العربي، يؤكد بأن هذه التجربة كان لها إضافة كبرى على مشواره ويقول: «لقد غنيت على أهم المسارح في العالم وعمري الفني يبلغ نحو 40 عاما، ورغم ذلك لا زلت أتوق لتجارب جديدة أخوضها من شأنها أن تضفي إلى الكثير. فبرأيي أن العطاء هو من أجمل ما يمكن أن نمارسه في حيتنا وأشعر وفي كل تجربة جديدة أخوضها بأن هناك كمية من العطاء أبذلها فيها فتفرحني. فأنا لم ولن أكتفي من خوض تجارب مشابهة في حياتي الفنية مهما تقدمت في مشواري الفني».
وعما إذا تواصله اليوم مع جيل جديد من الشباب يتابعونه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل له معان خاصة يوضح: «إذا ما اطلعت على حسابي على موقع «إنستغرام» الإلكتروني لا بدّ أن تلاحظي الكم من الشباب والأولاد وحتى الأطفال الذي يمدوني بفيديوهات مصورة أنشرها بدوري وهم يغنون أو يرقصون على إحدى أغنياتي. هذه النقطة بالذات تشعرني بفرح كبير كوني أتواصل مع أحفاد من غنيت لهم وتابعوا مشواري منذ نحو 40 عاما. فيصبح لدي اكتفاء ذاتي مترجم على الأرض بالفرح الذي أنثره هنا وهناك. فأنا بطبعي أحب أن أفرح الناس وأزودهم بطاقة إيجابية».
وفي ظل اللااستقرار المادي والاجتماعي الذي يعيشه اللبناني سألت راغب علامة عن طبيعة المهمة التي يجب أن يقوم بها الفنان اللبناني في هذا الموضوع ليبادر: «يا عزيزتي عندما قدمت أغنية «طار البلد» قامت الدنيا ولم تقعد وأثار البعض من سياسيين وغيرهم مشكلات كثيرة حول الموضوع. ولم يتوان بعضهم عن الاتصال بالإذاعات لمنع بث الأغنية. يومها لم أقصد أن أصوب على السياسيين بل على وضع عام نعيشه، إذ شعرت بأنني كفنان هناك مهمة مطلوبة وتناديني لأقوم بها. ولكن مع الأسف لا أحد يحاسب أحدا وهو أمر غير صحي بتاتا إذ أن الحساب هو ركيزة رئيسية لنشأة وتربية صالحتين. فالأم والأب يحاسبان ولدهما إذا أخطأ وإلا فكيف يمكن أن تسير الأمور في البيت الواحد على الخط المستقيم؟ فبرأيي هناك فلتان هائل على جميع الأصعدة وليس هناك من يحاسب أحدا سيما وأن الحصانات تمنع ذلك عن سياسيين ومحامين وأطباء وغيرهم». ويختم في هذا الموضوع: «نبقى متمسكين بالأمل ومتفائلين بهذا البلد وعما سيحمله لنا ولأولادنا في المستقبل القريب».
ويعلق راغب علامة على خسارة لبنان مؤخرا أحد أهم المخرجين وصانع النجوم سيمون أسمر ويقول: «إنه شخص لن يتكرر بالتأكيد مع أني لست من محبذي تسميته بـ«صانع النجوم» بل مكتشفها. فالنجم لا يمكن صناعته بل هو موهبة ونعمة إلهية يعطيها له رب العالمين منذ الولادة فإما يكون نجما أو لا يكون. فالراحل سيمون أسمر كان لديه رؤيا ثاقبة لا تخطئ. أما خلافي معه فكان على قاعدة سياسة الاحتكار التي مارسها على المواهب التي يكتشفها من خلال شركة خاصة به. وأنا واحد منها رفضت هذا المبدأ مما ولّد بيننا توترا ما في علاقتنا معا».
ويعتبر راغب علامة من النجوم القلائل الذين رفضوا احتكار شركة معينة لأعماله فهل هذه الحرية ساهمت في تألقه؟ يرد: «هي ليست حرية بل بعد نظر لازمني منذ بداياتي. فرفضت مبدأ الاحتكار من أساسه فلماذا أسلط سكينا على رأسي وأنا بغنى عنه؟ وهذه الاحتكارات التي تدعي إرساء العدل بين الفنانين ساهمت في نشر الـ«لا عدل» بينهم. ولعل موقف إليسا مؤخرا وإعلانها عن نيتها الاعتزال أفضل دليل على ذلك. وهنا أود التوجه للفنانين بشكل عام وأقول لهم: «أنت طائر يتوجب عليك التحليق عاليا فلا تسمح لأحد بأن يربطك بحبل وهو يدعوك إلى التحليق لأنك ستقع وتنكسر».
وعما يستفزه اليوم على الساحة يقول: «من الناحية السلبية يستفزني احتكار شركات الإنتاج الذي تحدثت عنه، والتشويه بشكل عام الذي يضرب مختلف المجالات من دون تفرقة. ولكن من ناحية ثانية هناك أمور إيجابية تلفتني، وأريد أن أعوّل على الانفتاح الذي تمارسه المملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة. فهذه البلاد العزيزة جدا على قلبي استطاعت وبفترة قصيرة أن تقطع أشواطا في الانفتاح على جميع الأصعدة. وقد شهدت بأم العين على السعادة التي تغمر أهل السعودية اليوم لوضع الانفتاح والاحترام للإنسان على سلم أولويات برنامج ملكها الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. كما أرغب في الثناء على عمل هيئة الترفيه في المملكة والقيمين عليها، التي تهتم بفرح المواطن السعودي وتتواصل مع الفنانين من باب الرقي والاحترام. وأتمنى أن تبقى السعودية الأخ الأكبر المبادر في العالم العربي لإرساء الخير أينما حلّت».
وعن أعماله الجديدة يقول: «أحضر لعدد من الأغاني التي سأطلقها قريبا جدا وسأعلن عنها فور انتهائي من تسجيلها وتنفيذها إذ لم أتخذ بعد القرار الأخير بالنسبة للأغنية التي سأقدمها قريبا وأطرحها في الأسواق».
فيفيان حداد - الشرق الاوسط