أقامت منظمة جبيل في الحزب الشيوعي اللبناني، عشاءها السنوي، بمشاركة سفراء فنزويلا خيسوس غوناليس وكوبا الكسندر بيليسر موراغا وروسيا الكسندر زاسبكين، الأمين العام للحزب حنا غريب وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، مسؤول منطقة جبيل هيثم الحلو والأعضاء وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات حزبية واجتماعية وثقافية.
بعد النشيدين اللبناني والشيوعي، ألقى الحلو كلمة لفت فيها الى أن "اللقاء يأتي بعد أسبوع من الذكرى 44 للحرب الأهلية التي دمرت البلد ومات فيها الآلاف، حرب خافوا فيها من انتشار اليسار والحزب الشيوعي من الشمال الى الجنوب فحاولوا تحجيمه وقتلوا كوادره وخطفوا دكاترته، وانتهت بأمرائها في السلطة يتقاسمون مغانمها وكل مقدرات البلد حتى يومنا هذا، وحرموا حزبنا من أي موقع مع أننا التزمنا وسلمنا سلاحنا للدولة".
وشدد على أن "الحزب الشيوعي هو حزب الشهداء والمقاومين والفقراء، واليوم ندعم صمود فنزويلا مادورو في وجه الاستعمار الاميركي الهاجم على المنطقة لوضع اليد على ثرواتها الطبيعية وفرض شروطه بقبول توطين الفلسطينيين ومنع عودة النازحين السوريين الى بلادهم".
ودعا إلى "إقرار قانون انتخابات على أساس النسبية ولبنان دائرة واحدة وخارج القيد الطائفي لانه المدخل الاساسي للاصلاح وبناء الدولة الوطنية الديموقراطية المقاومة".
غوناليس
وألقى السفير الفنزويلي كلمة نقل فيها تحيات السلطة الفنزويلية والشعب. وقال: "لدينا الكثير من التشابه في ما نواجه نحن في فنزويلا وأنتم في لبنان، والأهم ان معركتنا واحدة وضد العدو الواحد، فنحن تعلمنا من البطل الوطني سيمون بوليفد القول بإن تصميمنا ووحدتنا يؤديان الى الانتصار، فالوحدة الشعبية هي الأساس والرئيس الحالي لفنزويلا يقول إن هناك أربع مسائل أساسية هي الوحدة والنضال والصلابة في الادارة والمواصلة من أجل الانتصار".
واعتبر أن "لقاء اليوم يبرز المسألة الأساسية أي الوحدة". وقال: "التلاقي والتلاحم بين الناس يؤدي الى النجاح، ونحن في فنزويلا نخوض معركة صلبة وشرسة لأن العدو الاميركي يخوض حربا ضدنا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي ويوجه لنا التحديات، كذلك تخوض الشعوب العربية معركتها قبلنا، ولكن الامبريالية الاميركية في تراجع، وهذا برز في سوريا وفي آسيا الشرقية والقارة الافريقية، كما ان هناك تمايزا بينها وبين حلفائها الاوروبيين. أما المعركة الاخيرة اليوم ففي القارة الاميركية وبشكل خاص في فنزويلا".
ونوه ب"الدعم العربي والروسي لمواصلة معركتنا".
غريب
والقى غريب كلمة اعتبر فيها ان "فنزويلا اليوم رأس حربة في وجه الامبريالية الاميركية وهجمتها على المنطقة ولا سيما على اميركا اللاتينية"، وشدد على أن "كوبا كانت وستبقى الثورة الدائمة والمستمرة، شاء الاميركي أو أبى، فأميركا اللاتينية هي اليوم في عز المواجهة والاشتراكية لن تسقط في كوبا ولا في أي دولة من الدول التي هي اليوم رأس المواجهة ضد الامبريالية واشكال الهيمنة والسيطرة والغطرسة الاميركية على المنطقة".
وقال: "الشعب اللبناني والشعب العربي يكنان كل الاحترام للشعب الروسي والشعوب السوفياتية لما قدمته لشعوبنا العربية في نضالها في مواجهة الكيان الصهيوني المتغطرس، ويقدران الدور الروسي في كسر الغطرسة الاميركية والهيمنة والسيطرة على العالم من اجل كسر هذا النظام الرأسمالي العالمي الآحادي وبناء نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب يفسح في المجال امام تقدم الشعوب نحو التحرر الوطني والاجتماعي من اجل بناء الاشتراكية والمساواة والعدالة في العالم الأجمع".
وشدد على أن "تاريخ بلاد جبيل يشهد لها على نضالها الوطني وتضحياتها ودماء شهدائها"، مذكرا ب"شهيد الحزب فرج الله الحلو في الدفاع عن ارض لبنان والقضية العربية والتحرر الوطني والاجتماعي وعن الاشتراكية". وقال: "لقاؤنا اليوم تجسيد لقضية واحدة وأساسية هي سبل الانتصار على الامبريالية وعلى رأسها الاميركية التي تتحكم بالعالم وتدخلها بالحروب، وكما تقوم اليوم بالهجوم على فنزويلا للسيطرة على ثروتها النفطية، سبق لها وهجمت على لبنان وسوريا والعراق والمنطقة العربية لنهب ثرواتها وخيراتها للسيطرة عليها".
ودعا الى "المقاومة العسكرية المسلحة من اجل استرجاع كل المناطق والاراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية وكل الاراضي العربية المحتلة"، وشدد على أن "القدس ستبقى عربية وعاصمة للدولة الفلسطينية وعلى أن قرار الرئيس الاميركي بضم الجولان الى الكيان الصهيوني لن يمر، فهي ارض عربية وسورية محتلة وسنعمل على تحريرها بكل الامكانات". وذكر ب"التضحيات التي قدمها الحزب الشيوعي على مدى 94 عاما من تاريخ المقاومة في وجه الاحتلال دفاعا عن الارض دون مساومات ومفاوضات"، وشدد على أن "خيار المقاومة هو الطريق الوحيدة للتحرير".
وأسف "كيف ان رفات القتلى الذين اعتدوا على لبنان تعاد الى الكيان الصهيوني وتبقى جثامين شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ومن بينهم تسعة جثامين شهداء للحزب الشيوعي اللبناني لدى هذا الكيان الصهيوني ولدى نتنياهو". وطالب "الدولة ووزارة الخارجية وكل من لديه امكانية وطاقة وقدرات وفي مقدمتهم الدولة الروسية بالعمل لاسترجاع هذه الجثامين".
وطالب ب "الحرية للاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية والحرية ايضا لجورج ابراهيم عبدالله المعتقل في السجون الفرنسية".
ودعا "الجميع إلى الاستعداد في الاول من ايار المقبل لتصعيد الحراك الشعبي في الشارع من اجل تغيير النظام الضريبي وفرضه على الأثرياء وحيتان المال"، مشددا على أن "الفساد كامن في نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، ومن يريد مواجهته عليه ان يواجه هذا النظام وليس المشاركة فيه".