كرمت الحركة الثقافية انطلياس، أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج زيناتي المولود في مدينة حيفا الفلسطينية، وذلك في إطار المهرجان اللبناني للكتاب السنة 38، دورة المعلم بطرس البستاني، قدمته الدكتورة وفاء شعبان وأدارت التكريم الدكتورة أسمهان عيد الياس، على مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، في حضور عدد من الأساتذة الجامعيين وفاعليات ثقافية واجتماعية وتربوية وزوار معرض الكتاب.
بعد النشيد الوطني، ألقت الياس كلمة تحدثت فيها عن المكرم الذي "أفنى العمر في البحث والتدريس والتأليف، ويكفيه فخرا أنه رسم للفلسفة مسارا، أنار فيه درب كل متعطش الى الفلسفة منذ قديمها حتى عصرنا هذا".
وتناولت فترة اقتلاعه من ارضه ومجيئه إلى لبنان، حيث تعلم في مدارسه وتخرج من مدرسة الآداب العليا في بيروت استاذا للفلسفة، ثم ذهابه الى القارة السوداء ليدرس في مدارس غينيا والكونغو، ليغادر بعد ذلك إلى باريس ليتابع دراساته في الفلسفة.
وعددت المناصب التي تولاها والمهام التي شغلها والجوائز التي تسلمها.
شعبان
وكانت كلمة لشعبان تناولت فيها بدايات معرفتها بالمكرم في الجامعة اللبنانية - كلية التربية، واستذكرت "اللقاءات الفلسفية الغنية" التي جمعتها به في حوارات غنية، ونوهت بمعرفته الفلسفية الواسعة والمتنوعة والعميقة وثقافته العامة وجمالية نصه الفلسفي.
ولفتت إلى أن مؤلفاته تعتبر مرجعا مهما للطلاب، وتحدثت عن مشاركتها في ترجمة أحد كتب الفيلسوف الفرنسي جيل دلوز وهو "الاختلاف والتكرار".
وتناولت نشأته في حيفا الفلسطينية ومجيئه مع أسرته إلى لبنان بعد أن دخل المحتل إلى قريته، وتحدثت عن إسهام الفلسفة في تصويب بوصلة تفكيره نحو إصلاح حال الإنسان وردِّه إلى أصالته، ولفتت إلى أن لتتلمذه على الفيلسوف بول ريكور دور في سعيه إلى البحث عن الذكرى السعيدة من غير نسيان الشر.
وتطرقت إلى حياته التي أمضاها ملحدا وأنتهى مؤمنا مسيحيا، رابطة عودته إلى الإيمان بالبحث عن معنى لحياته، واعتبرت أن الإنشداد المتجدد إلى الإيمان المسيحي لا ينفصل عن حسرته على القدس التي يرى أن لا مسيحية من دونها، وما حل بها جريمة ارتكبها الغرب بحق المسيحية.
وشددت على أن زيناتي أراد للفلسفة أن تعيد بناء الإنسان الأخلاقي، فالأخلاق عنده ليست معطى فطريا إنما مكتسبة وفي حال تطور مستمر. وتحدثت عن خشيته من أن تلقى الفلسفة مصيرا يشبه مصير الإنسان المتجه إلى النهاية.
زيناتي
وألقى المكرم كلمة تحدث فيها إقامته في أفريقيا السوداء حيث درس الفلسفة، وسرد وقائع وأحداث حصلت معه في غينيا المسلمة والكونغو المسيحي.
شهادات
ختاما ألقيت سلسلة شهادات نوهت بمسيرة زيناتي المهنية وأفكاره الفلسفية المتقدمة.