التبويبات الأساسية

بالأمس القريب قضى انتحارا شاب في ريعان الصبا من زحلة، ليتحرّر من أغلال الذلّ والهوان التي يعيشها يوميّاً في بلد قضى حكامه على أحلامه ، وغدا سيتكرّر المشهد وينتحر آخرون، ومسؤولونا ما زالوا يتنافسون على مقاعد مهترئة وحصص أكبر، فلماذا هذا الاستهتار واللامبالاة القاتلة؟ متى سيقف جميعكم صفاً واحداً لتبحثوا في مصير الوطن والمواطنين عوضاً عن التنافس على مكاسب السلطة الوهميّة الفانية؟ متى ستتخلّصون من بثور الأنانيّة ورواسب الجشع، وتؤثرون الوطن وتناصرون الحق؟ متى ستدعمون الدولة لتقف على قدميها وتنهض من جديد؟ متى ستباشرون بترتيب أولويّات الوطن من كهرباء وماء وطرقات ومستشفيات وضمان اجتماعي وضمان شيخوخة؟ متى ستباشرون بمشروع حياد لبنان، وبعودته لحضنه العربي والدولي ليعود منارة للعالم ؟
لقد جرّبتم الحرب فكانت النتيجة أنّ الشعب رزح تحت نير الاستعباد، وحاولتم التدخل في امور الغير فانتصر الغير وسقطنا في قيعان القهر والحصار المجحف، استقبلنا لاجئين فباتوا هم اهل البلاد وأصبحنا نحن في غربة عنه . متى سنباشر بالعمل على اعادتهم الى بلادهم وخاصة ان عفواً عاماً قد حصل .
حبذا لو اننا نستفيق من سباتنا العميق ونفكر بلبنان لكي نعيده وطناً جديراً بتراثه وتاريخه العريق، وندعم فيه المؤسسات والمصارف والجيش ومؤسسات الدولة والجامعات والمدارس.
إنّ التاريخ مقصلة الزمن لا يستثني أحد، وقد برهن انّه ما من طائفة معيّنة تستطيع أن تسيطر على الوطن، فيجب أن تستيقظوا لتتوحّد ايديكم ومساعيكم، دون ايّ تحيز أو تمييز، لنعيد الى لبنان كرامته ولينعم الجميع بوطن اسمه لبنان الحلم .
مارون مخول
رئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي

صورة editor

editor