في حين باتت مشكلة السكن في لبنان من المشاكل الأساسية التي تستدعي حلولاً طارئة، تفاجأ اللبنانيون ببيان أصدره مصرف الإسكان يقضي بتعديل شروط القروض السكنية، والتي كان أبرزها رفع نسب الفائدة من 3٪ الى 3.75٪ إضافة الى تخفيض فترة تسديد القروض من 30 عاماً الى 20 عاماً، الأمر الذي أثار موجة من الغضب لدى جيل الشباب الطامح الى الزواج وتأسيس أسرة، والذي بات يشكل السكن عائقاً أمام استقراره ويبدّد آماله بشراء شقّة تضمن له مستقبلا آمناً.
صرخةٌ مدويّة انفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاغ #شباب_بلا_بيت، علّ صداها يصل الى المسؤولين، وما بين واقع تدنّي مستوى الأجور وشروط الإسكان القاسية، بدت الهجرة الحلّ الأمثل للشباب اللبناني و"الڤيزا" هي الخلاص الوحيد.
"إذا قصدُن يهشّلوا الشباب من البلد فزبطت معن بهيدا القرار" بهذه العبارة غرّد احد الناشطين عبر حسابه الشخصي على تويتر، ليتابع ضمن تغريدة أخرى: #شباب_بلا_بيت وبعد كام سنة لقدام راح يصيروا شباب بلا وطن" !
اذا قصدن يهشلوا الشباب من لبنان فظبتت معهن بهيدا القرار #شباب_بلا_بيت
حالةٌ من التذمّر والإحباط خيّمت على الشارع اللبناني والتي اشتدّت حدّة وتيرتها ليل أمس على "السوشيل ميديا"، بحيث أن المواطن لم يعد قادراً على عدّ "الكفوف". فالوضع الاجتماعي يزداد تدهوراً يوما بعد يوم والظروف المعيشية الصعبة باتت تنذر بانفجار وشيك، وكل ذلك يحصل على مرأى من أولئك الذين نصّبوا أنفسهم زعماء على هذا الوطن، يشاهدون انزلاقه مكتوفي الأيدي.
"عم يضحكوا علينا بالإصلاح والتغيير" هكذا علّقت "عبير" على بيان مصرف الإسكان، معتبرة أن هذا الشعار كان فضفاضاً في وطن تحكمه الوراثة السياسية ومافيا المال. وفي مقارنة سريعة ما بين الماضي والحاضر اللبناني قد لا نجد أي اختلاف، بل على العكس، فإن اللبنانيين أصبحوا في وضع اقتصادي واجتماعي كارثي لا يحتمل زيادة أية أعباء جديدة على كاهلهم، وإنّ "الاصلاح والتغيير" بات أشبه بالوعود العرقوبية التي لم تغيّر في الحال شيئاً.
#شباب_بلا_بيت وبلا شغل وبلا مستقبل ومسؤولين عم يضحكو علينا بالاصلاح وتغيير المستقبل الاسود ومقاومة كل جديد ونهايتنا لبنان بلا عقول منيرة وعالقاع در...
"انتي وانا يا ريت عنّا كوخ"، كلمات أغنية على الرغم من بساطتها الى أنها تجسّد واقع الحرمان الذي يحيط بالشباب اللبناني من كل جانب، و"بكرا بيعملولنا مخيمات" تغريدة موجعة رصدها موقع -لبنان٢٤- تسلّط الضوء على حالة اليأس التي وصولوا اليها، فجيلٌ كامل من "المُحبطين" يبدو أن بلادهم قد ضاقت بهم، فراحوا يتسكّعون على أبواب السفارات، "فيزا يا محسنين". وعلى الرغم من أنّ صواريخ الأحلام التي يطلقها السياسيون قبيل الانتخابات تلوّح بفجر جديد الا أن القرارات التي تصدر تباعاً تجعل الأمل متعثرا.
ويستمرّ خوف اللبنانيين من المجهول، وما بين زيادة الضرائب والزيادة على الأقساط الدراسية اضافة الى مشكلة النفايات والكهرباء والماء وعقدة البطالة التي لا يبدو لها حلّا في المستقبل القريب وسلسلة طويلة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية رسّخت قناعتهم بأن لبنان لن يخرج يوماً من القاع، وكأن الشباب كان ينقصهم "دفشة" حتى "يهجّوا"، فجاء بيان مصرف الإسكان ليقصم ظهر البعير!
لبنان 24