في عالم السياسة المحلية، تبرز بعض الشخصيات التي تترك بصمة واضحة في مجتمعاتها، بفضل تفانيها وإخلاصها في العمل. ومن بين هذه الشخصيات، يظهر رئيس بلدية البرجين د. محمد ياسين المهندس الناجح والرئيس التنفيذي ومؤسس شركة محمد ياسين للاستشارات التي تضم مجموعة شركات للهندسة في لبنان ومختلف الدول العربية، أستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة بيروت العربية الذي اختار أن يضع كل إمكانياته في خدمة بلدته وأهلها، فهو لا يتوقف عن العمل المتواصل من أجل تطويرها وتلبية احتياجاتها. بفضل رؤيته الثاقبة واهتمامه الدائم بالتفاصيل، أرسى معايير جديدة من الإنجاز في مجالات عدة، من البنى التحتية إلى تحسين الخدمات العامة، مؤكداً أنه لا يوجد هدف بعيد عن متناول اليد عندما يترافق العمل الجاد مع حب الوطن.
ولعل أبرز إنجازاته كان بناء القصر البلدي، الذي كان حلمًا للبلدة وأصبح حقيقة بفضل جهوده الخاصة ومبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدمت الدعم المالي لهذا المشروع الرائع. إذ يعرب رئيس البلدية عن شكره الجزيل لدولة الإمارات على هذا الدعم الكبير الذي ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الذي يعكس العمل الدؤوب والإيمان المستمر بتطوير البلدة.
هو القائد الذي يضع مصالح الناس في صلب اهتماماته، مستمراً في قيادة بلديته نحو مستقبل أفضل، بكل إخلاص ومحبة لقريته وأهلها..
- هل ستجدد ترشحك للانتخابات البلدية؟
نتمنى أن تتم الانتخابات البلدية في موعدها المحدد، وقد أكد وزير الداخلية على ذلك. أما بالنسبة لموضوع ترشحي، فقد قمت بما يمليه عليَّ ضميري تجاه بلدتي البرجين. ولكن قرار ترشحي لا يخصني وحدي، بل هو قرار يتم بالتشاور مع الفعاليات السياسية والاجتماعية في المنطقة وأهالي بلدتي وفعاليتها لاتخاذ القرار مع أهمية إفساح المجال للجيل الجديد من الشباب.
- ما هو أثر تأجيل هذا الاستحقاق على البلد وعلى المؤسسات والبلديات؟
العمل البلدي جزء لا يتجزأ من العمل السياسي. فهو سلطة تنفيذية بحد ذاتها ومرتبط بشكل مباشر باللامركزية الإدارية التي تتطلب تعزيز قدرة البلديات على العمل بشكل مستقل وفعّال. البلدية تتحمل مسؤوليات ضخمة، فهي مسؤولة عن توفير الخدمات الأساسية للمجتمع، من أمن غذائي، وحماية بيئة، وتعليم، وصحة، بالإضافة إلى مشاريع التنمية والبنية التحتية.
ولكن، لا يمكننا إغفال الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة، من أزمة اقتصادية خانقة إلى جائحة كورونا، وصولًا إلى الحرب. هذه الأزمات أدت إلى ضغوط كبيرة على البلديات، وكان التمديد للبلديات في هذه الفترة سببًا في تعطيل العمل البلدي. فقد فقدت العديد من البلديات أعضاء من مجالسها نتيجة الأزمات، مما أثر سلبًا على التنسيق والعمل الجماعي داخل المجالس البلدية، وبالتالي ضعف الإنتاجية.
- كيف أثرت الأزمة الاقتصادية على عمل البلديات؟
انعكاسات الحرب على بلدة البرحين، جهود بلدية البرحين في مواجهة الأزمات؟
قبل اندلاع الحرب على لبنان في عام 2024، كانت بلدة البرحين قد بدأت تحضيراتها لمواجهة أي طارئ، حيث كانت الحرب على غزة تلوح في الأفق، وفي هذه الأثناء، عمل اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي والجنوبي على تشكيل خلية أزمة مركزية. هذه الخلية كانت تضم ممثلين من مختلف الأوساط، بما في ذلك محافظ، نواب، قائمقام، أحزاب، جمعيات، ورؤساء بلديات ودفاع مدني. الهدف من هذه الجهود كان التأكد من أن جميع البلديات في المنطقة مستعدة لمواجهة أي أزمة قد تحدث، وتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها في حال اندلعت الحرب.
الاستعدادات والتحضيرات المبدئية
في البداية، أشار رئيس بلدية البرحين إلى أنه كان جزءًا من هذه الاجتماعات التحضيرية، حيث أبدى ملاحظاته حول كيفية تأمين احتياجات البلدات في حال وقوع الحرب. وقال: "كانت حرب 2006 تترك أثراً كبيراً، واستقبلت بلدتنا حوالي 350 عائلة نازحة، ولذلك، كنت أعتقد أنه في حالة حدوث حرب جديدة في 2024، قد تستقبل بلدتنا ما بين 600 و700 عائلة نازحة، ولذلك كان لابد من وضع خطط استراتيجية للتعامل مع الوضع."
وكانت البلديات قد تلقت تطمينات من الحكومة حول توفير كافة الاحتياجات للنازحين. لكن رئيس البلدية كان يعتقد أنه من الأفضل أن يتم تأمين الاحتياجات الأساسية فوراً لتفادي أي تأخير قد يحدث. وأضاف قائلاً: "كنت أقول لهم إننا بحاجة إلى فرش وحرمات وحصص غذائية وأدوية للعائلات، وإن هذه الأمور يمكن أن تؤمنها الدولة أو من خلال الجمعيات والمنظمات الإنسانية مثل الـ NGO، لكن على البلديات أن تكون جاهزة لإدارة الأزمة."
الواقع على الأرض: 150 عائلة في 4 ساعات فقط
وفعلاً، بعد اندلاع الحرب في الساعة 12:30 ظهراً، بدأت تتوافد العائلات النازحة إلى بلدة البرحين بشكل غير متوقع. فقد استقبلت البلدة خلال 4 ساعات فقط ما يقارب 150 عائلة. وكذلك البلدات الأخرى لان إقليم الخروب، كان بمثابة "بوابة الجنوب" ولذلك كانت الأسر النازحة تتجه إليه بشكل مباشر نظراً لقربه من مناطق المواجهات. وانا كنت على تواصل مستمر مع المسؤولين المحليين، عملنا سريعًا على تشكيل خلية أزمة مكونة من 150 شخصًا لتأمين المأوى والطعام والمستلزمات الأخرى للنازحين.
على الرغم من أن بلدية البرحين لم تكن تمتلك كافة الإمكانات اللازمة للتعامل مع هذا الوضع، إلا أنها سارعت بتوفير كل ما يلزم لضيوفها. على سبيل المثال، كانت مدرسة البرجين في البلدة غير مؤهلة للسكن، ولكن البلدية قامت على الفور بتنظيفها ودهنها لتأهيلها لاستقبال النازحين، رغم أن المدرسة كانت بحاجة للكثير من التجهيزات الأساسية. وأضاف رئيس البلدية: "قمنا بتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين من طعام وشراب، وفتحنا أبواب مدارسنا لاستقبالهم. كان علينا أن نتحمل هذه المسؤولية على عاتقنا بالكامل". بالتكاتف والتضامن مع كل فعاليات البلدة.
التحديات التي واجهتها البلديات
رغم أن الدولة فتحت خلايا أزمة في كل المناطق لتنسيق الدعم، كانت البلديات تواجه تحديات كبيرة. رئيس البلدية أشار إلى أن العمل البلدي كان يتطلب جهودًا مضاعفة في ظل غياب التمويل الكافي من الدولة. وأوضح قائلاً: "كانت البلديات في حاجة ماسة إلى دعم الحكومة، لكننا لم نتلقَ الدعم الكافي في الوقت المناسب. كل شيء كان يتم على عاتقنا الشخصي. ومع ذلك، لم نكن نسمح بأن يشعر النازحون بأي نقص في احتياجاتهم."
وأضاف: "أنا هنا أود أن أوجه الشكر الكبير للمحافظ والقائمقام الذين كانوا متعاونين معنا، لكن التحدي الأكبر كان في قدرتنا على تقديم الخدمات الأساسية في ظل غياب الموارد. ومع الأزمة الاقتصادية التي نمر بها، كانت البلديات في وضع صعب للغاية."
البلديات: سلطة تنفيذية غير معترف بها بشكل كافٍ
وأحد أبرز النقاط التي أشار إليها د. ياسين هو ضرورة تحسين وضع البلديات من خلال زيادة الدعم لها من قبل الحكومة عبر الصندوق المستقل. وقال في هذا الصدد: "البلدية هي السلطة التنفيذية على الأرض. نحن نعمل على تقديم كافة الخدمات اليومية للمواطنين، سواء كانت تتعلق بالبنية التحتية أو بتوفير احتياجات أخرى مثل الرخص والتراخيص والأنشطة التنموية. لكن المشكلة تكمن في عدم تسديد المتوجبات الكاملة من الدولة
وأشار إلى أن البلديات تتعرض لضغوط كبيرة لأنها مضطرة للقيام بالعديد من الأعمال التنموية. وأضاف: "نحن نتحمل الكثير من الأعباء في الأوقات الصعبة مثل الأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، ولا بد من أن نتلقى الدعم المطلوب.
المشاكل التي واجهتكم في العمل البلدي
من تجربتي خلال الست سنوات الماضية في العمل البلدي، أدركت أن البلديات تواجه العديد من التحديات والمسؤوليات. أول نقطة أود التأكيد عليها هي ضرورة انتخاب رئيس البلدية مباشرة من الشعب. هذا التغيير من شأنه تعزيز الشفافية والمساءلة، ويمنح البلدية قوة تمثيلية أكبر تجاه المواطنين.
مسألة استقالة أعضاء المجلس البلدي
إذا استقال نصف المجلس البلدي، فإن البلدية تصبح معرضة للفراغ وتُحل. وهذا أمر غير مرغوب فيه. بلديتنا تمكنا من الحفاظ عليها رغم التحديات، لكن العديد من البلديات الأخرى تم حلها. في هذه الحالات، يتولى القائمقام مهام البلدية، وهو ما يضيف عبئًا كبيرًا عليه، خاصةً وأن القائم مقام له أيضًا مهام أخرى في المنطقة. بذلك، يصبح المواطنون مضطرين للذهاب إلى القائم مقامية لحل قضاياهم. وهذا ما يضع ضغط على المواطن
التعاون مع السلطات المركزية
حتى تتمكن البلدية من العمل بشكل فعّال، يجب أن يكون هناك تعاون مستمر مع الوزارات والسلطات المسؤولة. على سبيل المثال، الطرقات الداخلية في البلدة هي مسؤولية البلدية، ولكن مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه، أصبح مدخول البلدية غير كافٍ. الجباية ضعيفة، وصندوق البلديات المستقل لا يقدم الدعم اللازم، والدولة اللبنانية عبر وزاراتها لا تلبي احتياجات البلديات. هذا يمثل تحديًا كبيرًا في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين من زفت وبنية تحتية.
ضرورة سرعة الاستجابة
إذا طلب رئيس البلدية شيئًا من الوزارات المعنية، يجب أن تتم دراسة الطلبات بجدية وبشكل أسرع. البلديات يجب أن تكون قادرة على العمل بمرونة وتلبية احتياجات الناس في الوقت المناسب.
التعاون بين البلديات ضمن الاتحاد
عندما تكون البلدية جزءًا من الاتحاد، من الضروري أن يضع الاتحاد استراتيجية عامة للمنطقة. على سبيل المثال، في إقليم الخروب، لماذا لا يقوم الاتحاد بوضع مخطط توجيهي شامل للمنطقة؟ لماذا لا نقوم بمسح الأراضي بشكل كامل؟ حتى الآن، لدينا نحو 40% من الأراضي غير ممسوحة. لماذا تستغرق المخططات التوجيهية وقتًا طويلًا لإنجازها هذه الأمور تؤثر بشكل كبير على ترتيب وتنظيم المنطقة، وبالتالي على جودة الحياة فيها.
المخطط التوجيهي للبلدية للقرى
إذا تم وضع مخطط توجيهي للبلدة، فلن يكون البناء عشوائيًا، وبالتالي سيكون لدينا منطقة منظمة وجميلة. في بلدتنا، نسعى إلى تحويل البرجين إلى واحدة من أجمل القرى في المنطقة. لتحقيق ذلك، يجب أن يكون المخطط والتصميم التوجيهي جزءًا من المخطط العام لإقليم الخروب، ويجب أن يقوم الاتحاد بتنفيذ ذلك.
التوافق العائلي والحزبي في العمل البلدي
في النهاية، العمل البلدي يحتاج إلى توافق بين جميع الأطراف المعنية، سواء كانت عائلية أو حزبية، وذلك لتحقيق النجاح والتقدم في البلدية.
هل أنت رئيس توافقي؟
نعم، عندما تم انتخابي رئيسًا للبلدية، كانت الانتخابات تجرى في بيئة توافقيّة بين مختلف الأطراف. تمكنا من العمل سوياً لتحقيق مصلحة البلدة والمواطنين.
هل الاتحاد يقوم بواجباته وهل هو فعال؟
في الفترة الأخيرة، صراحةً، لم أتمكن من حضور الاجتماعات، ومع كامل الاحترام للجميع، أستطيع أن أسأل: لماذا لا يزال اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي قائمًا في مقر مستأجر؟
أين هو مركزه الفعلي؟
في "مزبود"؟
لماذا لم نضع خطة لمعالجة النفايات؟
لماذا لم نضع خطة للتعامل مع موضوع الصرف الصحي ومحطات التكرير؟
ماذا تقترح على الإتحاد؟
أقترح أن يكون الاتحاد فاعلًا وحيويًا، يجب أن تكون استراتيجيته أكثر وضوحًا وفاعلية. إن وجود الاتحاد دون تنفيذ خطط استراتيجية تساهم في معالجة قضايا حيوية يحد من قدرته على التأثير الإيجابي على المنطقة. وكذلك الإتحاد مرّ بنفس الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأيضًا، يجب أن نتطرق إلى موضوع الشرطي البلدي. هل يعقل أن هذا الموظف الذي يخدم في البلدية لا يتلقى التأمين الصحي الكافي؟ في النهاية، هو موظف دولة سواء كان مثبتًا أو متعاقدًا. وإذا مرض هو أو أحد أفراد عائلته، من سيتكفل بتقديم العلاج له؟ هذا يُعدّ من الأمور الأكثر إشكالية التي واجهتها في العمل البلدي، وأدعو وزارة الداخلية والبلديات، وكذلك الاتحادات، إلى إعطاء الشرطي البلدي وموظفي البلدية نفس الحقوق التي يتمتع بها موظفو الدولة، بما في ذلك التأمين الصحي المناسب، مثل تعاونية موظفي الدولة.
إن راتب الشرطي البلدي محدود جدًا، فكيف يستطيع أن يؤمّن علاجًا له ولعائلته؟ هذه من أبرز المشكلات التي يجب معالجتها بشكل عاجل.
كيف أثر عملك في الشأن العام على حياتك الخاصة والمهنية؟
لطالما سألني أفراد عائلتي هذا السؤال، وكانوا يرددون على مسمعي دائما: "ما الذي يجذبك إلى هذا المجال؟ لماذا تركز على العمل في الشأن العام؟" الحقيقة أننا في لبنان كثيرًا ما نُضطر للمقاربة بين الأثنين.
إذا كنت لا أشارك في الشأن العام، قد يأتي شخص آخر ويملأ هذه المساحة ويأخذك الى مكان آخر. بالطبع، يوجد في المجتمع الخير والشر، ولكن ما أراه هو أنني مسؤول عن مجتمع معين، وأعيش مع هذا المجتمع. ليس من الضروري أن أكون وحدي في هذا الدور؛ قد يأتي شخص آخر يفكر بالطريقة نفسها، ويكمل ما بدأته. المهم أن يكون هذا الشخص من مجتمع الخير وأن يحمل نفس المبادئ.
لا شك أن العمل في الشأن العام يستحوذ على الكثير من الوقت، لكنه إذا كان خيارًا شخصيًا، فيجب أن يتحمل الشخص المسؤولية المترتبة عليه. عليه أن لذلك يجب أن يكون قادرًا على الموازنة بين عمله الخاص ومهامه في الشأن العام. وبصراحة، لا يمكن إخفاء أن هذا العمل يؤثر بشكل ما على عملك الخاص.
كلمة أخيرة
أود أن أشكركم أولا.
عندما جئت إلى بلدية البرجين، كانت البداية متواضعة للغاية؛ كانت لدينا غرفة صغيرة داخل مدرسة. لكنني اليوم، أستطيع أن أقول إنني فخور بما تم إنجازه. وأتوجه إلى أهلي ومجتمعي وعندما تختارون رئيس بلدية وأعضاء مجلس بلدي، يجب أن تبحثوا عن الأشخاص الذين يمتلكون القدرة والإرادة على القيام بهذه المهمة. لا تنتخبوا أحدًا فقط لأنّه ينتمي إلى عائلة معينة أو إلى اتجاه محدد، بل اختاروا من هو قادر على تقديم الأفضل لبلدتكم.
واجهت الكثير من التحديات خلال فترة ولايتي، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ولكن بفضل الله وبفضل الدعم الذي تلقيته من كل من حولي، استطعت أن أتجاوز هذه الصعوبات. تمكنت من تحقيق ما طمحت إليه، فقد تم بناء قصر بلدي في البرجين بتمويل كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي نشكرها جزيل الشكر. هذا القصر ليس لي شخصيًا، بل هو ملك للبلدة والناس. ورغم أنني كنت أنا من عملت على إنجازه من خلال علاقاتي وجهودي الشخصية بعد وضع حجر الاساس من قبل الرئيس سعد الحريري، إلا أن القاعدة الأساسية كانت التعاون والعمل الجماعي مع أعضاء المجلس البلدي.
اليوم، أستطيع أن أقول بفخر أنني دخلت القصر البلدي في البرجين، وعملت مقارنة بين ما كانت عليه البلدية من قبل وما أصبحت عليه الآن. كما قمت بإدخال مكننة كاملة للبلدية، حيث كنا نعمل سابقًا في غرفة مستأجرة في مدرسة.
وأكثر ما أفتخر به هو مشروعي مع الشباب. كانت علاقتي مع المجتمع المدني قوية للغاية، وأطلقت العديد من الأنشطة التي تهم الشباب؛ فتأسست فتم تأسيس كشافة التربية الوطنية، وافتتحت فرقة الرقص، وكنت دائمًا أمد يدي لشباب البلد لمساعدتهم في بناء مجتمع أفضل.
من القرارات الجريئة التي اتخذتها كانت في مجال البناء والترخيص، حيث أصدرنا قرارًا بتقليص البناء على حدود الطرقات الداخلية، وهو قرار لم يكن سهلًا أبدًا، ولكنه ضروري للحفاظ على جمالية بلدنا. كما عملنا على تطوير مشاعات البلدة، وضمت مشاريع عديدة، بما في ذلك الحدائق والمساحات الخضراء. وقدمت طلبًا إلى وزارة الزراعة لتحويل حرش البرجين إلى محمية طبيعية.
ومع الوقت، بدأنا بتطوير قطاع السياحة في البلدة، وزرعنا الخروب في الكثير من المناطق. نحن نعمل أيضًا على مشاريع أخرى بالتعاون مع الوزارات المعنية، مثل تزفيت الطرقات وتحسين الخدمات.
فيما يخص العمل الإداري، فقد تنازلت عن جميع المخصصات المالية المقررة لي كرئيس بلدية. لقد كنت دائمًا في خدمة أهالي البرجين، وأعتبر أن ضميري مرتاح لأنني عملت بما يرضي الله ويخدم الناس.
وأخيرًا، اليوم، ونحن على أبواب إطلاق مشاريع جديدة مثل فتح مدرسة مهنية زراعية، أقول إنني راضٍ عما أنجزته، وأتمنى أن أكون قد قدمت لبلدتي كل ما أستطيع
ووضعت خبرتي ووقتي وعلاقاتي في خدمتهم وهذا لشرف لي أن أكون عاملاً لخدمة بلدتي البرجين..