ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في اطار زيارته الراعوية الى جنوب افريقيا، الذبيحة الالهية في كنيسة سيدة أرز لبنان في جوهانسبورغ، عاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح والزائر الرسولي على جنوب افريقيا الاكسرخوس سيمون فضول والرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الاب العام مالك بو طانوس والمشير الاب فادي تابت وآباء الرسالة في جوهانسبورغ والمونسنيور بارني ماكالير مع لفيف من الكهنة.
العظة
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الاب الذي في يعمل اعماله"، أشار فيها الى دور الرب في حياتنا والى دور الكاهن في خدمة الرب، فقال:"كلمة الرب يسوع في إنجيل اليوم تبين لنا اعماله . فالعميان أبصروا والبكم تكلموا والصم سمعوا والعرج مشوا والبرص تطهروا والموتى قاموا ليظهر للجماهير انه اله متجسد. هو يدعونا اليوم ان نعمل نحن اعمال الرب عندما نعمل عمل الخير عندما نقول الحقيقة ونبني العدالة والسلام نعمل عمل الله كذلك عندما نحب بعضنا بعضا وعندما نحسن على الفقير ونسامح من يسيء الينا هكذا تظهر الحقيقة الكبرى ان الانسان مخلوق على صورة الله. الباباالقديس لاوون الكبير كان يقول "أيها الانسان اعرف كرامتك فانت مخلوق على صورة الله".
أضاف: "يسعدنا اليوم ان نحتفل بعيد الثالوث الأقدس في كنيسة سيدة الأرز في جوهانسبورغ في افريقيا الجنوبية واحيي الآباء المرسلين اللبنانيين الذين يخدمون رعيتنا وجاليتنا اللبنانية، فمن خلال سر الكهنوت يقومون بعمل الله. فالكهنوت يعطي سلطانا إلهيا وعندما يعظ الكاهن انما يفعل ذلك باسم المسيح وعندما يعمد او يثبت يقوم بذلك باسم المسيح كذلك عندما يغفر الخطايا وعندما يقيم ذبيحة القداس أيضا. لهذا السبب انتم تحبون الآباء وتؤازروهم".
ونوه بدور الجالية اللبنانية قائلا:"أحيي كل هذه الأجيال التي اتت منذ حوالي مئة وثلاثين سنة الى جنوب افريقيا وحقق أبناؤها ذواتهم بمؤازرة الكهنة الذين رافقوهم منذ وصولهم، ثم تولت جمعية المرسلين اللبنانيين هذه الخدمة، وأننا نشكر الجمعية والاباء على رسالتهم هذه".
وتابع: "أحيي أبناء جاليتنا انتم الذين ساعدتم هذه الدولة على كل المستويات، فمن يبني يقوم بعمل الله. لا يكفي ان نقول ان الانسان مخلوق على صورة الله وحسب انما يجب ان نتذكر ان الله هو فينا وفي إرادتنا، فمن ارتكب الشر يكون قد طرد الله من حياته وهذه جريمة كبرى بحق الله وهذا تمرد على الخالق. لذا نحن نصلي معكم من اجلنا جميعا كي نعيد الله الى نفوسنا، ونصلي خصوصا من اجل منطقة الشرق الاوسط ، من اجل شعوبها كي تعيش بسلام، ومن اجل امراء الحروب لكي يستعيدوا صورة الله فيهم فيوقفوا الحروب ويحترموا كرامة الناس . نصلي من اجل من يتعاطى الشأن العام كي يدرك ان المسؤولية السياسية هي مسؤولية خطيرة هدفها الاساسي تأمين الخير العام".
وختم الراعي قائلا:"اطلب منكم ان تصلوا يوميا وتقولوا: "يارب ساعدني في هذا اليوم كي اقوم بالعمل الذي تريده مني لأعكس صورتك في حياتي، انت يا من خلقتني على صورتك ومثالك".
حفل العشاء
بعد القداس، أقامت الجالية اللبنانية حفل عشاء على شرفه، تخلله كلمات ترحيبية. وفي كلمته أشار الراعي الى "العلاقة التي تربط البطريركية بأبنائها المنتشرين في جنوب افريقيا، متوقفا عند اربع نقاط تجسد هذه العلاقة: الجماعة المسيحية الموجودة في جنوب افريقيا، الآباء المرسلون، السفارة اللبنانية والمؤسسة المارونية للانتشار".
أضاف: "انتم ابناء الجالية اللبنانية دمكم لبناني وشخصيتكم لبنانية. هذا ليس كلاما شعريا بل حقيقة علمية وتاريخية. خذوا موضوع استعادة الجنسية على محمل الجد لان فيها استمراريتكم من خلال ما تمنحكم من حقوق مدنية قد لا تهتمون لها انتم لكن ستفيدون بها أولادكم وتحفظون تراثكم وشخصيتكم. الجنسية اللبنانية مهمة لان لبنان البلد الوحيد الذي يحافظ على التعايش المسيحي - الاسلامي ويفصل بين الدين والدولة النظام السياسي في لبنان مبني على الديمغرافيا. المسيحيون والمسلمون يتشاركون رسميا في الحكم والإدارة . الدولة تأخذ بعين الاعتبار المناصفة، لكن نريد ان يتطابق الواقع مع هذه الاعتبارات. انتم باستعادة جنسيتكم تحافظون على هوية لبنان وهنا يكمن دوركم ومسؤوليتكم. الزيارة الراعوية التي نقوم بها تندرج في اطار الشعار الذي اتخذته لرسالتي "شركة ومحبة". الشركة ببعديها الوحدة مع الله والاتحاد مع الناس . فعندما نبني بيتا نضع حجارة وأسمنت اي نبني البيت بالحب، دون حب لا بناء، نحن بحاجة لمحبة الناس".
وكان تحدث خلال حفل العشاء رئيس الجمعية اللبنانية المسيحية ايرول ريشا، مشيرا الى "دور المرسلين الموارنة في جنوب افريقيا في مرافقة الجالية اللبنانية منذ اكثر من مئة وثلاثين عاما". كما تحدث عن "اهداف المدرسة التابعة لجمعية المرسلين التي انتهجت تعليم اللغة العربية وتراث الكنيسة المارونية وطقسها الليتورجي".
بدوره، شرح القائم باعمال السفارة اللبنانية في جنوب افريقيا ارا ختشادوريان في كلمته، "تطور ملف استعادة الجنسية وانجازات السفارة في هذا الاطار ومتابعته للملف مع وزارة الخارجية اللبنانية".
ثم كانت كلمة لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت أفرام، حض من خلالها "اللبنانيين في جنوب افريقيا على المطالبة بجنسيتهم اللبنانية".
كما، تحدث السفير اللبناني السابق في جنوب افريقيا شربل اسطفان عن "الاهتمام الذي أولاه خلال عهده وما زال لملف الجنسية"، داعيا "الحكومة الى تفعيل طلبات استعادة الجنسية".
وتطرق رئيس الرسالة المارونية في جنوب افريقيا الاب بدوي حبيب الى "رسالة الجمعية ودورها في مرافقة ابناء الكنيسة المارونية في عالم الانتشار".