أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي، احتفالا خطابيا حاشدا في مسرح المدينة ـ بيروت لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، بحضور عضو الكتلة القومية النائب مروان فارس، رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب رئيس مجلس العمد توفيق مهنا، وعدد من المسؤولين.
حضر الاحتفال أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان ووفد من القيادة، نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود القماطي، عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" محمد خواجة، نائب رئيس حزب الاتحاد أحمد مرعي، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة رامز مصطفى، عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي مهدي مصطفى، وعدد من ممثلي الأحزاب والقوى والفصائل.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم ألقى عضو المكتب السياسي في "القومي" وهيب وهبي كلمة تحدث فيها عن التحرير ومعناه الوطني وتأثيره في الصراع في مواجهة العدو الصهيوني، لافتا إلى "أن التحرير حصل بفعل المقاومة منذ زمن الشهيد الأول حسين البنا وشهداء الحزب والمقاومة استمرارا حتى تحرير فلسطين".
حمدان
وألقى حمدان كلمة الأحزاب والقوى الوطنية فقال: "إن التحرير تحقق نتيجة الجهاد والكفاح وشلال الدم المقدس على أرض لبنان لرجال الله، الذين راكموا كل نضالاتنا سواء بالمقاومة الفلسطينية او بالحركة الوطنية وأسسوا مقاومة جدية حررت أرضنا، وعندما اكتملت منظومة الدفاع جيشا ومقاومة واحتضان أهلنا اللبنانيين لهما في عهد فخامة الرئيس المقاوم العماد اميل لحود، اكتمل عقد التحرير في الخامس والعشرين من أيار عام 2000".
وحيا حمدان القوميين "الذين لبوا نداء الواجب التزاما بثوابت العقيدة القومية دفاعا عن سوريانا فكان دمهم المقدس على أرضها هو الشاهد والشهيد والحسيب".
ودعا إلى "توحيد الجهود لانتاج إدارة فاعلة وسليمة للعمل الوطني وفق برنامج عمل محدد الأطر وواضح الأهداف ومنظم الأداء كي نستطيع أن نخرج من الشرذمة والتصرفات السياسية العشوائية".
وشدد على "مواجهة توافق المذاهب ونظام الفاسدين والمفسدين الطائفي المتهالك والذي يحاول دائما أن يلغي قيمة العمل الوطني" مضيفا "هناك تصاعد في ديناميكية النضال الشعبي للقوى القومية والوطنية، واستنهاض للشباب المناضل في مواجهة قوى الطوائف والمذاهب الذين هيمنوا على الحالة السياسية في لبنان منذ سنوات وسنوات، وأدت إلى هذه المآسي التي يعيشها الوطن، نتيجة هذا الفراغ في المؤسسات الرسمية من رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء والنواب، وصولا إلى كافة مفاصل الدولة".
وأكد حمدان "رفض قانون الستين الذي يعلم الجميع أنه سيؤسس لحراك شعبي أقوى من الحراك الشعبي الذي ثار إثر أزمة النفايات، وسيفجر مشكلة وأزمة على الصعيد الوطني، أما القانون المختلط فهو أسوأ من قانون الستين لأنهم سيحاولون من خلاله الغش والزعبرة في الدوائر"، داعيا إلى "سن قانون انتخابي قائم على أساس النسبية وفق دائرة وطنية واحدة".
وختم: "اليوم نجدد فرحنا يوم تناثرت سناء محيدلي نارا ونورا وارتقت إلى ربها شهيدة، وتقدمت أفواج الشهداء حتى تحقق التحرير عام 2000".
قماطي
وألقى قماطي كلمة حزب الله فاعتبر "أن عيد المقاومة والتحرير إنجاز تاريخي رسم مفاعيل كثيرة لا تزال قائمة حتى اليوم، وستستمر، وأن هذا الانتصار الكبير الذي تحقق في العام 2000 هو نتيجة تراكم نضال المقاومة على تنوعها".
وقال: "لقد ولَّى الفكر الرجعي الذي كان يهيمن على أبنائنا، والذي يقسم بين أبناء المشروع السياسي الواحد، بحجة الاختلاف في العقيدة أو المنطلق، فما يوحدنا هو المشروع السياسي، والعدو الواحد، لذا فإن التحرير هو نتاج التراكم في المقاومة، ولا نقول ذلك لكي نرضي طرفا من الأطراف، بل نقول ذلك لأنها الحقيقة، فدماء المقاومة الفلسطينية والوطنية والإسلامية امتزجت وتراكمت وأعطت قوة، لكي تحقق هذا الانتصار، وعندما تحققت أعلن الأمين العام السيد حسن نصر الله أن هذا الانتصار هو للبنانيين بكل شرائحهم وهو لكل الوطن والأمة، ونريد أن نؤكد أن هذا الانتصار بمفاعيله القومية والعربية والناصرية، والإسلامية والعلمانية، والوطنية ينتج في الأمة، ويواجه المؤامرات".
واعتبر قماطي "ان انتصار المقاومة في 2000 و2006 وكل الانتصارات والانتصار اليوم في سوريا هو لأجل فلسطين، وفي مواجهة عدو واحد هو العدو الصهيوني، لن ننسى فلسطين ولن نتوانى عن تحريرها، وسيستمر النضال من أجلها، وسيبقى شعارنا أن صراعنا مع هذا العدو ليس صراع حدود بل هو صراع وجود". مضيفا "المعركة مستمرة وقد استطعنا خلال السنوات الخمس الماضية أن نواجه المؤامرة، وأن نمنع تحقيق الأهداف الأميركية والغربية في سوريا، والرجعية العربية سواء كانت مملكة أو إمارة أو جمهورية، هذه الرجعية التي ساهمت في دعم التكفيريين الظلاميين، والتي هدفت ومن ورائها أميركا القضاء على محور المقاومة دولا وحركات، فقاتلنا وامتزجت الدماء العربية والإسلامية الواعية والقومية لتواجه هذه المؤامرة، فكان أن ارتقى شهداء من الحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا، وشهداء من حزب الله والمقاومة والوطنية، وامتزجت دماء الشهيد محمد عواد من الحزب القومي بدماء الشهيد القائد مصطفى بدر الدين لكي يقولوا للعالم أننا معا أبناء أمة واحدة نقاتل ونواجه وننتصر معا، وها هي المؤامرة تتراجع وتنكفئ وتعترف بالفشل ويعترف رؤساؤها وعرابوها بعدم تحقيق الأهداف المتوخاة، ويحاولون البحث عن حل لهذه الأزمة التي أوقعوا أنفسهم بها، وإذا بالوحش الذي صنعوه ومولوه، وأمنوا له كل التسهيلات والإمكانات يتحول وحشا عليهم، ويحاولون الآن القضاء عليه لأنه وصل إليهم، وإلى بيوتهم وأنظمتهم".
أضاف: "إن الأنظمة العربية الرجعية المتآمرة لن تصمد أمام محور المقاومة، وصمود الشعوب وروح التغيير التي أطلقها الانتصار عام 2000 ليشرق على الأمة وليؤكد أن الخير باق في هذه الأمة، وأن في هذه الأمة قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ".
وتطرق إلى المستوى المحلي فقال: "لن تنفع عشاوات ولا غداوات ولا سفراء، ولا إشارات ولا إغراءات، كل ذلك لا ينفع مع محور المقاومة ونصرها، ظنوا أنهم يستطيعون عزل المقاومة، عندما اتخذوا قرارات واهية في جامعة الدول العربية لعزل المقاومة وعزل حزب الله، وظنوا أنهم يستطيعون عزل حزب الله في العالم الإسلامي عندما اتخذوا في منظمة العمل الإسلامي قرار تصنيف حزب الله بالحزب الإرهابي، والآن يريدون في عشاء سطحي أن يقولوا أن هذه الأطراف اللبنانية أتت إلينا وهي عندنا وأن حزب الله هو الوحيد المعزول عن هذا اللبنان".
وأردف قائلا: "ان المسار في لبنان مسار مقاوم مقاتل، والمقاومة هي نهج، وأن المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة التي هي معادلة ردع في مواجهة العدو "الإسرائيلي" وفي مواجهة التكفيريين، ولولا هذه المعادلة وهذه المقاومة ما كنا لنعيش هذا الأمان في لبنان، وهذا لا يلغيه عشاء ولا يغير في خط المقاومة ولا يعزلها، فالمقاومة مستمرة ونهجها ثابت.
المقاومة تواضعت ولامنا حلفاؤنا وانتقدونا عندما قلنا أننا لا نربط الانتصار بالسلطة، وقالوا أن المقاومة إذا انتصرت في أي مكان تستلم الحكم وتسيطر على الدولة فلماذا لم تفعلوا ذلك، ونحن نؤكد اليوم أن لا سلطة تغرينا، لأن لنا استراتيجية واضحة هي مواجهة العدو الذي زرع في قلب أمتنا، وما زال هذا العدو يعتدي ويخرب وهو مدعوم من كل أنحاء العالم، وهذا هو العدو الذي نواجهه ولن نغير البوصلة، وسنمضي في طريق الإصلاحات السياسية في لبنان، وكما في المقاومة، نحن معا في الإصلاح السياسي، وفي الوصول إلى قانون انتخابات عصري على أساس النسبية، ونحن معا في مواجهة الفساد، ونحن يجب أن نكون معا في كل استحقاق سياسي لأن خطنا السياسي هو الذي يرسم مواقفنا، وقد استطعنا خلال الفترة الأخيرة بفضل هذا الأمن والأمان، وبفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، استطعنا أن نجري انتخابات بلدية مشرفة، وكانت نتائجها حرة لكل اللبنانيين، وهذا يؤكد أننا نستطيع أن نجري انتخابات نيابية، ولا ضرورة لتمديد ولا لأي حجة أن تؤجل هذا الاستحقاق".
وختم قماطي: "معا نسير، ومعا نواجه، وخط المقاومة يستمر، وعداؤه واضح تجاه العدو الإسرائيلي، ومعا بدم الشهيد علوان والشهيدة سناء محيدلي ودم الشهيد أحمد قصير سننتصر ونكمل المسيرة".
مصطفى
وألقى مصطفى كلمة المقاومة الفلسطينية فقال: "في عيد المقاومة لا بد أن نتوجه بالتحية لباعث الحياة والمقاومة في هذه الأمة الزعيم الخالد أنطون سعادة".
وأكد "ان الصمود الذي أبدته سوريا وحلفاؤها يجعلني لا أعتقد هناك من هو قادر على أن يفرض مشيئته على مشيئة الشعب السوري، وعلى مشيئة محور المقاومة، ما يريدونه من الاتفاق الجديد هو أن يصبح الكيان الصهيوني عضوا طبيعيا في الواقع الإقليمي، من خلال دفع المبالغ للانفتاح على العدو الصهيوني ليقفوا ويقولوا بكل وقاحة من جانبنا الأموال ومن جانبكم العقول، باستبدال واضح للعدو الصهيوني العدو الاستراتيجي لهذه الأمة، لتصبح الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي العدو".
وأضاف: "ان أخطر ما يواجهنا اليوم هو الانقسام الفلسطيني، الذي يتيح للعدو الصهيوني تثبيت رؤاه ووقائعه الميدانية، في تهويد القدس والاستيطان والاعتقال ومصادرة الأراضي والاستمرار في حصار قطاع غزة، وهذه الإعدامات والمحارق اليومية لأبناء شعبنا في الضفة الغربية وغزة وأراضي 1948.
وانتصار 25 أيار كان له الوقع المؤثر باستنهاض همم أبناء الشعب الفلسطيني بانتفاضة ثانية سميت بانتفاضة الأقصى، واليوم وعلى وقع الصمود السوري، شد الشعب الفلسطيني في الداخل همته وانتفض، وأيقن أن هذه الأمة لن تسقط والانتفاضة لا زالت مستمرة بالرغم من محاولات السلطة البائسة".
واردف: "وبالرغم من هذا كله نحن في قوى المقاومة الفلسطينية سنبقى على خياراتنا لأننا ندرك جيدا أن المقاومة وفلسطين لن تكون بخير ما دامت هذه ليست بخير، واليوم ومع هذا الصمود الأسطوري نؤكد أن القضية الفلسطينية ذاهبة باتجاه تحقيق تطلعات شعبها على كامل التراب الفلسطيني، من نهرها إلى بحرها".
وختم كلمته بتوجيه التحية إلى رجالات المقاومة وشهدائها، ولقائد المقاومة السيد حسن نصرالله.
خواجة
وتحدث خواجة فقال: يشرفني التحدث عن منبر الحزب السوري القومي الاجتماعي لنحيي معا الذكرى 16 لعيد المقاومة والتحرير، سأعود إلى التاريخ عله يعطينا أفضل التفسيرات، في مقابلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ليفي أشكول مع صحيفة ألمانية، سئل عن لبنان، قال متباهيا، لو أردنا الدخول إلى هذا البلد لاكتفينا بإرسال كتيبة مجندات من الجيش الإسرائيلي، هذا الكلام جاء غداة حرب 1967، وكان جيش العدو قد احتل خلال بضعة أيام مساحات تساوي ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين التاريخية، وهذه النظرة إلى لبنان لم تقتصر على الإسرائيلي بل حتى العرب كانوا يعتقدون أن لبنان هو الخاصرة الرخوة أو النقطة الضعيفة في منظومة ما سمي بدول الطوق، من هنا أتت فلسفة بعض اللبنانيين القائمة على "قوة لبنان في ضعفه".
أضاف: "شاءت الأقدار، وطبعا بفضل المقاومة، أن يقدم هذا البلد الصغير، المنقسم على ذاته، تجربة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي "الإسرائيلي" فقد نجحت المقاومة في تحقيق إنجازين غير مسبوقين في تاريخ هذا الصراع، الأول تحرير الأرض بفعل الجهاد والنضال المسلح، والفرض على العدو أن يخرج من أرضنا المحتلة، من دون قيد أو شرط أو اتفاقية ذل تحت مسميات السلام، أما الإنجاز الثاني فهو انتصار تموز 2006، ونحن على مقربة من ذكراه، حين حاول الجيش "الإسرائيلي" أن يثأر لهزيمة 25 أيار، ومرة جديدة أثبتت المقاومة فعاليتها، وقدرتها الفائقة فألحقت بالعدو هزيمة لن ينساها أبدا، ومنذ ذاك الحين رسمت معادلات الردع، وبات "الإسرائيلي" يفكر ألف مرة ومرة، قبل أن يحاول الدخول ولو متر إلى الأرض اللبنانية، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق إلا بفضل المقاومة".
وقال: "حين أتحدث عن المقاومة لا أقصد فصيلا بعينه، هي مقاومة كل اللبنانيين، وعندما أتحدث عن المقاومة يحضرني الحزب السوري القومي الاجتماعي، بقياداته وشهدائه وجرحاه ومعتقليه، تحضرني أفواج المقاومة اللبنانية أمل، ورجال حزب الله، والمقاومون الناصريون، كل هذه رسمت المشهدية الجميلة وإن كانت المقاومة الإسلامية كان لها الفضل الكبير في الانتصار الأكبر".
وتابع قائلا: "حين نتحدث عن المقاومة نقصد المقاومة بكل أشكالها وآلياتها، المقاومة المسلحة والسياسية والاقتصادية، ونحن اليوم نتعرض لحرب اقتصادية مالية، وقد تكون هذه أشد وأبشع وأكثر خطورة من الحرب العسكرية، والأهم المقاومة الثقافية، ما دامت الكلمة والموقف والثقافة تصنف العدو عدوا والصديق صديقا، لا خوف على هذه الأمة، فاليوم العمل جار بأساليب غير عسكرية لأخذنا إلى مكان آخر، ليصبح الصديق عدوا، والعدو صديقا وحليفا.
وعندما نتحدث عن انتصارات المقاومة في لبنان، لا يمكننا إلا أن نتذكر الدعم الكبير الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يمكننا إلا أن تكون سوريا حاضرة في أذهاننا، كونها كانت ولا تزال الظهير الاستراتيجي للمقاومة، وهذا ما قد يفسر لنا بعض أهداف الحرب على سوريا، لأن سوريا كانت شريان الحياة والسلاح والحماية والحاضنة للمقاومة، من هنا تغيرت أساليب العدو وحلفاء العدو، إن كانوا هؤلاء الحلفاء إقليميين أو دوليين، فبدل الهجوم المباشر، يحاولون إسقاط الذراع التي استندت إليها المقاومة، ظنا منهم أنهم إذا أسقطوا سوريا سوف تسقط المقاومة تلقائيا، ونحن على ثقة كاملة أن سوريا سوف تنتصر، وأن الجماعات الإرهابية من داعش إلى النصرة وأحرار الشام والزنكي وجيش الإسلام…. هذه كلها مسميات مختلفة ولكنها من مربط واحد، هذه الجماعات سوف تهزم كما هزم العدو الإسرائيلي".
واردف:"نحن في لبنان نقدر الجهد الكبير الذي بذلته المقاومة والجيش اللبناني والقوى الوطنية وشعبنا وتحصين حدودنا لمنع النيران السورية من الامتداد إلى الداخل اللبناني، ونحن على يقين أن الشعب الذي هزم العدو الصهيوني بكل جبروته، حتما سوف يهزم كل قوى التكفير وكل قوى الظلام بكل أشكالها وأنواعها على الأرض السورية، وفي لبنان وفي فلسطين وفي كل أرض عربية".
وختم: "تحية خاصة باسم الرئيس نبيه بري وقيادة حركة أمل إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، هذا الفصيل الرائد في حركة المقاومة، ليس منذ اجتياح 1982 فقط، فالحزب السوري القومي الاجتماعي بدأ عمليات المقاومة في الجليل الأعلى ويافا والرملة وحيفا، حين واجه عصابات شترن والأرغون حين كانت "نسور الزوبعة" تحارب في فلسطين، فلا عجب من قاتل في 1947 و1948 في فلسطين أن يكون في طليعة حركة المقاومة اللبنانية والعربية".
مهنا
وألقى مهنا كلمة قال فيها: "إن عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار 2000 ليس انتصارا ماضويا بل هو عيد مستمر في حاضرنا، يحمل الكثير من المعاني والأبعاد.
نحيي عيد المقاومة والتحرير، لأننا انتصرنا في حرب تموز 2006، تلك الحرب التي استهدفت تصفية المقاومة ونزع سلاحها ووقف مسيرة انتصاراتها.
نحييه لأننا انتصرنا على الحرب ـ الفتنة التي توسلها العدو وحلفاؤه لإغراق المقاومة في مستنقع الفتن واستنزاف قواها خارج خطوط المواجهة الأمامية معه.
نحييه لأننا ننتصر على الحصار والتضييق المالي والنقدي الهادف الى تجفيف مصادر تمويل المقاومة ومؤسساتها، وهو حصار يشكل استهدافا لاستقرار لبنان الاقتصادي والنقدي واعتداء على سيادة الدولة اللبنانية وقوانينها ونظمها الاقتصادية".
وأكد "أن مقاومتنا ضد الإرهاب وقواه ومشاريعه ومجموعاته هي مقاومة بوجه العدو الحقيقي ومخططاته. فنحن نقاوم الإرهاب انتصارا لوحدة الدولة والمجتمع، ونقاوم الإرهاب لإسقاط مشاريع التقسيم والفيدرالية، ونقاوم الإرهاب لنحمي خيار الدولة المدنية والهوية الحضارية، ونقاوم الإرهاب لنصون حق الأمة ونحفظ ثوابتها ونحصن صمود قواها وحتى تبقى البوصلة فلسطين".
واضاف: "إن الزحفطونيين من قادة الأنظمة العربية لا يتمتعون بذرة كرامة أو مسؤولية أو صحوة، فهم راهنوا ويراهنون على التسوية، ولم يحققوا من هذه الرهانات سوى المزيد من الاستسلام.
وأننا نسأل، ماذا جنى اصحاب أوهام التسوية؟ هل استعادوا أرضا؟ هل أوقفوا استيطانا؟ هل منعوا تهجير وتشريد وقتل المزيد من ابناء شعبنا في فلسطين؟ هل حالوا دون أن يمارس العدو ارهابه وعدوانه؟
ألا ترون أنه بذريعة الرهان على التسوية صارت هناك شراكة أمنية وحربية واستراتيجية بين اصحاب مشاريع التسوية وبين العدو الصهيوني ضد الامة ومصالحها، وضد المقاومة ونهجها وضد خط الممانعة وقلاعه وبخاصة القلعة التي تمثلها دمشق حجر الزاوية في الصمود والمقاومة؟".
وأردف مهنا: "إن الحكام الذين يخدعون شعوبهم بمبادراتهم باسم السلام الدافئ أو الحار أو البارد، لن يستجيب العدو لمبادراتهم، فهم تحولوا الى اطراف تستنجد بالعدو ضد شعوبهم وضد المقاومة وضد كل من يحمل راية فلسطين".
وقال: "المقاومة ثقافة ونهج حياة ولذلك نؤكد التزامنا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لأن لبنان قوة ودورا وموقعا نهض على هذه الركيزة الثلاثية. كما نؤكد على مبادئنا الإصلاحية لقيام دولة مدنية حديثة متحررة من مخلفات القيود الطائفية والمذهبية في كل مستويات الدولة ومؤسساتها وتشريعاتها وإداراتها ومواقعها.
ونؤكد على الإصلاح السياسي ومدخله قانون انتخاب عصري يقوم على النسبية وخارج القيد الطائفي".
وختم مهنا قائلا: "سوف نبقى في خندق أمامي طليعي، ندافع عن الأمة حيث تقتضي المصلحة القومية ذلك، وجدنا المصلحة في قتال العدو على أرض فلسطين فقاتلناه، وعلى أرض لبنان قاتلناه، واليوم نقاتله بكل عز وكبر على أرض الشام، لتبقى سوريا الأمة، وسوريا الوطن، وسوريا القضية، واحدة موحدة كما أراد باعث النهضة أنطون سعادة".