كتبت الباحثة في علم النفس وعلم الاجتماع الدكتورة ريتا السلوى عطالله تحت عنوان :
حرب "الأعدقاء" ما بين التيار والقوات عن "زحلة للإحصاء"
(دائرة زحلة نموذجا )
إنها ليست "حرب إلغاء"، ولا يمكن أن تكون ،وإن ارتفعت وتيرة الخلافات الإعلامية، فمن قال أن الإ،علام هذا الإعلام، يعبّر عن حقائق الواقع؟
إن ما بين هذين الحزبين المسيحيين الكبيرين ،هو بمثابة "ربط نزاع " تستنفر تداعيات هذه الحالة ،في كل الدوائر الإنتخابية ،ومنها "دائرة قضاء زحلة" .
يدرك كل من الحزبين استحالة السيطرة على كل المقاعدالإنتخابية المسيحية في زحلة :لقد أحدث القانون النسبي ـالتفضيلي رسملة كل قوة سياسية، بحيث يتعذّر عليها الهيمنة، فيما المجتمع اللبناني التعددي غير قابل للتموضع في سياق سياسي واحد.
نتج عن إنتخابات العام 2018 تعادل الحزبين في عدد المقاعد،
إذ استاثرت القوات اللبنانية بمقعد كاثوليكي لصالح القاضي جورج عقيص ،وهو المنتسب إلى حزب القوات اللبنانية ،إضافة إلى المقعد الأرثوذكسي الذي غنمه حليف القوات الإنتخابي، رجل الأعمال، سيزار نعيم المعلوف،
فيما نال التيار الوطني الحر المقعد الماروني، لصالح النائب الحزبي، المهندس سليم عون.
أما المقعد الكاثوليكي الثاني فكان من نصيب حليف "التيار" النائب ميشال ضاهر، إلا أن الحليفين لم يصمدا طويلا :إنها الإنتخابات النيابية التي تتقدم فيها أحيانا التحالفات الإنتخابية على البرامج السياسية.
يبني الحزبان المسيحيان استراتيجية المعركة الإنتخابية وفق قاعدة الإنتخابات السابقة ،فقد حسمت القوات اللبنانية أمرها، فأعادت ترشيح "عقيص" للمقعد الكاثوليكي، فيما اختارت هذه المرة حزبيا أرثوذكسيا، وهو المحامي الياس اسطفان، الزحلي والقانوني على حد سواء.
بالمقابل يغرد النائب سليم عون مرشحا ، يعاد اختياره ، ليحقق التمثيل الماروني الحزبي .وإذا كان "التيار الوطني الحر" قد اختار أن لا يجابه حزب القوات بالمرشح الأرثوذكسي، فإنه يترك ساحة المعركة بين "القوات" ومرشح المعارضة، دون نية بالتخلي عن مقعد آخر لحليف سياسي ،قد يشكل انضمامه إلى اللائحة زخما شعبيا، قد يؤثر على المعادلة الإنتخابية بشكل كبير.
من هذا المنطلق تصبح العلاقة القائمة بين الحزبين بمثابة "ربط نزاع" ، في ظل متغيرات دولية إاقليمية ومحلية، بانتظار ما تستطيع المعارضة الآتية من الآزمات السياسية والاقتصادية العابقة في لبنان، من تحقيق خرق تمثيلي بمقعد، فيما ينسحب "تيار المستقبل" من الساحة السياسية ،دون أن تنسحب الطائفة السنية الكريمة من المشاركة في الحياة السياسية.
تبقى علاقة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" ، في الساحة الزحلية ،تجسيدا لنظريتين مختلفتين للشأن اللبناني ،إنطلاقا من المتغيرات الإقليمية المؤثرة .أضف إلى ذلك، أن هذا الواقع سيشجع كل من الحزبين على استقطاب مقاعد لحصته، ولكنمن خارج الحصص الثابتة .