حاضر وزير المالية السابق دميانوس قطار، في ندوة بعنوان "مواجهة تحدي القلق"، نظمها نادي "روتاري بيروت سيدرز"، في حرم "الإبتكار والرياضة" في جامعة القديس يوسف، استهلت بكلمة ترحيبية لنائبة عميد كلية العلوم الاقتصادية في الجامعة الدكتورة رولا غسطين، اشادت فيها بأنشطة النادي وببرنامج المحاضرات والندوات الذي خصصه للشباب.
وقدم القنصل البلجيكي عضو النادي جان فرنسوا بارمانتييه لمحة عن مشاريع النادي السابقة والحالية والمستقبلية.
قطار
وتمنى قطار في محاضرته "حصول بداية مساءلة في مجال المالية العامة، والتوصل إلى ميزان دخول صحيح، بفضل إنجاز حسابات الدولة للأعوام 1993-2017"، محذرا من "وصول لبنان إلى عجز في الأدمغة والأيدي العاملة ما لم تتحرك الدولة لوقف النزف في هذا المجال".
ولاحظ أن "اللبنانيين، لا سيما الشباب منهم، يعانون قلقا نابعا من غياب الاستقرار السياسي والأمني والأزمة الاقتصادية والاجتماعية". ورأى أن "ترك لبنان للعيش في بلد آخر قد لا يكون حلا، إذ أن الدول العربية تعاني بطالة بنسبة 27 في المئة ونموها الاقتصادي لم يعد يتجاوز 2,5 في المئة، فيما دول المنطقة التي كانت تعتبر غنية بدأت تخطط لفرض ضرائب".
واشار إلى أن "الشباب يرغبون في السفر لأن الاقتصاد اللبناني صغير ومحدود"، لافتا الى إن "اقتصاد اللبنانيين الموجودين خارج لبنان أكبر بخمس مرات من الاقتصاد اللبناني الذي يبلغ حجمه نحو 55 مليار دولار"، مذكرا بأن "قيمة تحويلات اللبنانيين من خارج لبنان تبلغ نحو ستة مليارات دولار سنويا".
كما لاحظ أن "لدى اللبناني فضولا إلى المعرفة، ويحب أن يتعلم وهو عامل مجد ومنتج ومنفتح اجتماعيا ويطمح إلى النجاح ويتقن التكيف مع الصعوبات ولديه القدرة على حل المشاكل".
وإذ أبرز قطار أن "اللبنانيين يبرعون في ريادة الأعمال عربيا وعالميا"، أبدى خشيته من "أن يصل لبنان إلى عجز في الأدمغة والأيدي العاملة في حال لم تتحرك الدولة لوقف النزف الذي يعانيه في هذا المجال"، وقال: "مشكلتنا أننا لا نحسن الحفاظ على اللامعين والموهوبين وذوي القدرات الفكرية والمهارات الفنية"، ورأى أن "ثمة تدهورا لنظام الجدارة في الدولة اللبنانية، لكن مع ذلك من المستحيل منع وصول الأكفياء إذا تقدموا إلى امتحانات التوظيف في القطاع العام".
وفي ردوده على أسئلة الحضور، أمل قطار في "أن تحصل بداية مساءلة في مجال المالية العامة على مستوى المؤسسي الكلي تمهيدا لمساءلة على المستوى المؤسسي الجزئي أو الأصغر".
وإذ ذكر بأن "الموازنة العامة أقرت في العامين 2017 و2018"، أشار إلى أن "مشكلة عدم توافر ميزان دخول صحيح كانت لا تزال قائمة"، ولفت الى انه "مع إنجاز حسابات الدولة للأعوام 1993-2017، آمل أن يحصل تدقيق هذه السنة للتوصل إلى ميزان دخول صحيح اعتبارا من 2019".
ورأى أن "الموازنة هي الأداة الوحيدة التي تمتلكها الدولة لتنفيذ سياسساتها. ومن دون موازنة لا يمكن للدولة أن تنفذ سياسات التنمية والتماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي التي تضعها".
وفي الختام، قدم رئيس "روتاري بيروت سيدرز" الدكتور رامي سركيس شهادة تقديرية للوزير قطار.