بدأت المنافسة الانتخابية تشتد في الدائرة الثانية شمالاً (طرابلس، المنية والضنية) بعد إعلان الرئيس نجيب ميقاتي "لائحة العزم"، التي رفعت منسوب الإرباك لدى كلِّ التيارات السياسية، ما فتح شهية الرئيس سعد الحريري للمجيء إلى طرابلس يوم الأحد المقبل لإعلان لائحة "المستقبل" في فندق "كواليتي إن" بعدما غاب معظم مرشحي لائحة "الخرزة الزرقاء" عن السمع منذ نحو أسبوعين عندما أعلن أعضاءها من بيروت.
بعد إكتمال لائحتي "العزم" و"المستقبل" أنجز اللّواء أشرف ريفي لائحته يوم أمس وهو من المفترض أن يسجلها في وزارة الداخلية بين اليوم أو يوم غد، أما مهرجان الإعلان عنها فقد تأجل الى الاسبوع المقبل لأسباب خاصة تتعلق بريفي.
وتضمّ لائحة ريفي التي تحمل إسم "لبنان السيادة": عن المقاعد السنية في طرابلس، أشرف ريفي، وليد قمر الدين، محمد سلهب، خالد تدمري، علي عبدالحليم الأيوبي، وعن المقعد الأرثوذكسي جورج جلاد، وعن المقعد الماروني حليم زعني، وعن المقعد العلوي بدر عيد، وعن المقعدين السنيين في الضنية راغب رعد، وأسامة أمون، وعن المقعد السني في المنية وليد المصري.
وجاء إنجاز اللائحة كردٍّ واضح وصريح على كل الشائعات التي تحدثت عن أن اللواء ريفي يتجه إلى الإنسحاب على غرار ما فعل النائب خالد الضاهر، حيث إشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الأخبار، ما دفع ريفي إلى توزيع شريط مسجل أكّد فيه إستمراره في المعركة الانتخابية والاستعداد الكامل لها، معتبرا أننا نتسلى بما نسمع ونقرأ.
وقال ريفي: "تسلّينا نحن وإياكم بخبريات اليوم، ساعة عزوف، ساعة لقاء فلان مع فلان، وفي مكان ما أو أنّ هناك دولة تدخلت لتطلب مني أن أتراجع".
وأضاف: "نحن في مرحلة تحضير جدّي للإنتخابات النيابية المقبلة، ومطلوب منّا أن نكون جاهزين لهذا الإستحقاق الدستوري لنخوضه". وتابع: "العزوف عن الترشيح ليس موجوداً في قاموسنا نهائياً وإلّا هناك تقاعس عن دور وطني، وذلك ليس مقبولاً لا من قبلي ولا من قبل أي إنسان معني بدوره الوطني".
في غضون ذلك أبصرت لائحة "تحالف وطني" النور أمس والتي تم إعلانها من مقهى "فهيم" التراثي، في ساحة التل بطرابلس، وهي تضم وجوه شابة وناشطة ضمن المجتمع المدني الذي فشل في توحيد أطرافه ضمن لائحة واحدة، إلا أنّ إعلان اللائحة أكّد جدية الناشطين المدنيين في خوض هذا الاستحقاق تحت شعار "التغيير"، وضمت اللائحة عشرة مرشحين هم: عن المقاعد السنية في طرابلس: يحيى مولود، مالك مولوي، واثق المقدم، منذر معاليقي، عن المقعد الأرثوذكسي فرح عيسى، عن المقعد الماروني كارلوس نفاع، عن المقعد العلوي زين الدين ديب، وعن المقعدين السنيين في الضنية سامر فتفت، وداني عثمان، وعن المقعد السني في المنية أحمد الدهيبي.
ومن المفترض أن تضم اللائحة المرشح السني الخامس الذي يتأرجح بين ناريمان الشمعة أو ديالا شحادة، وشهد حفل إعلان اللائحة كلمات للمرشحين العشرة نادت بالتغيير، لكن في ختام الاحتفال إقتحم مرشح تحالف وطني في عكار جورج نادر المنبر وألقى كلمة، الأمر الذي أثار حفيظة مكونات اللائحة التي أصدرت بياناً جاء فيه: "يستنكر التحالف الطريقة التي تدخل فيها أحد مرشحي دائرة عكار منبر الحفل من خارج البرنامج وبدون استئذان أصحاب العلاقة أي مرشحي اللائحة، مما خلق نوعاً من الإستياء في صفوف جميع القوى التي استاءت من الطريقة اللامسؤولة والخارجة عن التقاليد والبروتوكولات المعتمدة".
في غضون ذلك، لم يعد من مكان لـ"الجماعة الاسلامية" على أي لائحة في طرابلس، بعد تعثر إنضمامها الى أي تحالف سياسي أو مدني، لذلك فإنّها ستعلن إنسحابها من معركة الدائرة الثانية في الشمال، وبالتالي سحب مرشحها عن المقعد السني في طرابلس الدكتور وسيم علوان.
لكن الانكفاء عن الترشح طرابلس، لا يعني عزوف "الجماعة" عن خوض الانتخابات، بل إن تحالفا ينشأ بينها وبين التيار الوطني الحر سيظهر في دوائر عكار، صيدا ـ جزين، وجبل لبنان، على أن يخوض النائب عماد الحوت الانتخابات على لائحة "العائلات البيروتية" برئاسة صلاح سلام، كما أن الانكفاء في طرابلس سيجعل من الجماعة قوة ناخبة في الدائرة الثانية، سوف يتسابق الجميع من أجل الحصول على أصواتها.
(غسان ريفي - سفير الشمال)