التبويبات الأساسية

زار رئيس وأعضاء بيت الآداب والعلوم غرفة طرابلس والشمال حيث إلتقوا رئيس مجلس إدارتها توفيق دبوس، بحضور الدكتور خالد عيتاني.
الرئيس دبوسي
إستهل الرئيس دبوسي بكلمة هنأ بها وفد بيت الآداب والعلوم في طرابلس بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، معرباً عن سروره باللقاء الذي " نتبادل خلاله أفكارنا وتطلعاتنا وأهدافنا المستقبلية التي تساعدنا على الإحساس بالأمن والأمان والإستقرار في الوقت الذي يفتقد بلدنا وكافة بلدان العالم الشعور بهذا الإحساس ، ومع ذلك فنحن نعمل على بناء الأرضية المتينة التي تنطلق من الإستفادة التاريخية من تجارب الأجداد والآباء منذ ولادة لبنان الكبير في العام 1920 ولنتساءل عما إستطاعوا تحقيقه خلال هذه المئوية من عمر الوطن الذي يمتاز بموقع جغرافي فريد ونرى فيه في المرحلة الراهنة دوراً جاذبا لكل أنواع الإستثمارات".
وتابع:" ما يهمنا جميعاً هي فرص العمل التي تهمكم أنتم معشر الشباب، والتي تستند على محورين أساسيين الحرية في إختيار نقاط القوة وتطوير الذات، ولكن دون وجود لمداخيل مساعدة لا قدرة لدينا على تطوير الذات، وهذا ما دفعنا الى أن يكون لدينا خطة ترتكز على إستثمار نقاط القوة فينا كمجموعة لا كأفراد، لذلك قمنا بإستعراض تلك النقاط حيث وجدنا أن عدد سكان طرابلس في بداية لبنان الكبير عام 1920 لا يتجاوز الثلاثون ألف نسمة ومعظهم كانوا ملاكين إما لشجر زيتون أو لشجر ليمون، ومنهم من حافظوا عليها وآخرين إبتاعوها، وكانت الحركة التجارية حينذاك تستند على حركة التصدير التي كانت تفوق حركة الإستيراد، وفي ذلك دلالة على اليسر والرفاهية، ومن ثم بدأت إمكانيات المدينة تشهد تراجعاً وهذا ما كشف لدينا الحاجة الملحة الى دور جديد لمدينة طرابلس مبني على الإستثمار الجاذب لأن طرابلس محورية على مستوى الجوار العربي وبلدان حوض المتوسط،، ومرفأها لديه قدرات على توفير الخدمات المطلوبة وصولاً الى العراق وحجم حركته كانت تقتصر على حركة الشحن، أما اليوم فقد باتت حركته تعتمد على الحاويات التي بات لها دوراً متعاظماً في تحديثه وتطويره".
وقال:" لقد درسنا الطاقات الكبرى الكامنة في الشريط الساحلي الممتد من الناقورة جنوباً حتى العريضة شمالاً فوجدنا أن قدراتنا الحالية لا تستطيع تلبية إحتياجات المنطقة التي تستدعي إستقبال 57 مليون حاوية التي تحط في كل من مرفئي الإسكندرون والإسكندرية، لأن مرفئي بيروت وطرابلس والمرافىء السورية المماثلة لا تملك القدرة مجتمعةً إلا على إستيعاب مليونان ونصف المليون من الحاويات في المرحلة الراهنة".
ولفت :" لقد وجدنا أن بإمكاننا أن يكون لدينا مرفأ لبناني إقليمي دولي هو مرفأ طرابلس الذي يخدم حركة الملاحة الدولية، وكذلك مطاراً إقليمياً دولياً مدنياً هو مطار الرئيس رينه معوض في القليعات عكار وبإمكانه أن يخدم مستقبلاً بلدان الجوار وستبلغ مساحته 10 ملايين متراً مربعاً وذلك خلافا لمطار بيروت الذي لا يمتلك في المرحلة الراهنة إلا القدرة على إستقبال 12 مليون راكباً وغير قابل للتوسع ومساحته ستبقى محدودة، وكل ذلك ضمن إطار منظومة إقتصادية متكاملة تحتضن مرفأ ومطار ومنطقة إقتصادية خاصة تنعم بخمسة ملايين من الأمتار المربعة ومصفاة للنفط تطل على البحر، إضافة الى حوض جاف لإصلاح السفن ومنطقة صناعية تلحظها المنظومة، وأفادني الدكتور خالد عيتاني أن مجموعة من الصناعيين المستثمرين من خارج طرابلس والشمال قد إشتروا عقاراً في منطقة عكار لتشييد مصنع للأجبان والألبان وهذه المنظومة الإقتصادية المتكاملة ستوفر مئات الآلاف من فرص العمل المنشودة، وأعلم أن هذا ما يثير حفيظتكم انتم معشر الشباب في هذا اللقاء، وأن القطاع الخاص هو الذي يتولى إدارة هذه المنظومة الإقتصادية الإستثمارية الكبرى وتقع على الدولة مسؤولية إصدار مرسوم تشريعي يشكل أذناً رسمياً بولادتها".
الأستاذ محمد ديب
من جهته الأستاذ محمد ديب رئيس بيت الآداب والعلوم لفت الى أن زيارة اليوم الى غرفة طرابلس والشمال " تهدف الى لقاء الرئيس توفيق دبوسي وتقديم التهنئة له بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، ولنؤكد على أن بيت الآداب والعلوم تتطلع دائماً الى أن تكون تحت مظلة غرفة طرابلس، هذه الغرفة التي بلغت العالمية بهمة رئيسها السيد توفيق دبوسي وأنها حاضنة لمشاريع إستثمارية نهضوية نود الإطلاع عليها وأن جمعيتنا هي جمعية وطنية إنمائية شبابية تقوم بأنشطتها العديدة في المناطق المهمشة وتتعاون مع ذوي الإحتياجات الخاصة واليتامى، وتبدي إعتزازها برعاية غرفة طرابلس والشمال لتطلعاتها واننا كما رافقنا الرئيس دبوسي في مبادرته بإعتماد طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية نتطلع معه الى أن تبصر المنظومة الإقتصادية النور".
ومن ثم دار نقاش طرحت فيه أسئلة متنوعة تناول فيها الرئيس دبوسي شرح " دور غرفة طرابلس وأهداف المنظومة الإقتصادية المتكاملة ومقومات القوة الكامنة فيها وتعطش المستثمرين اللبنانيين والعرب والدوليين على الإستفادة من الفرص التي توفرها المنظومة والتحديات التي تواجهها وكذلك مختلف مشاريع غرفة طرابلس والشمال النهضوية لا سيما فرص العمل التي توفرها مشاريعها لمختلف القطاعات الإقتصادية والشبابية".
كما كانت مداخلة للدكتور خالد عيتاني شدد خلالها على " أهمية إلتفات الشباب الى الإنتاج لأن الإقتصاد المرتكز على وفرة الإستهلاك، بات على طريق الزوال، ولم يعد موجوداً على أرض الواقع بفعل الأزمات الإقتصادية القائمة لبنانياً وعربياً ودولياً، وما على الشباب إلا الإلتفات الى إستثمارمواطن القوة لديهم والتوجه نحو تعزيز قدراتهم الإنتاجية لأنها آمالهم الوحيدة لولوج المستقبل الواعد".
وفي الختام قدم الأستاذ محمد ديب بإسم بيت الآداب والعلوم درعاً للرئيس دبوسي تقديراً وعرفانا بما يقوم به ويحققه لطرابلس والشمال وكل لبنان إقتصدياً وإنمائياً وعلى مدى 10 سنوات من مسيرة قيادته لغرفة طرابلس والشمال" .

صورة editor3

editor3