إبن بيتٍ سياسي عريقٍ وإبن مرجعٍ دستوري كبير، ورث حب التشريع بالفطرة حتى اصبح رجل قانون مخضرم. هو رجل اعتدال مستقيم ورجل إنفتاح يستحقّ الثقة. هو بكلّ بساطة ابن جزين الذي اختبر عن قرب معاناة أهل المنطقة واحتياجاتهم المتنوّعة فكان صاحب رؤية إنمائيّة شاملة من شأنها ان تعيد عروس الجنوب الى شبابها المعهود.
هو الأستاذ أمين رزق الذي يكمل اليوم مسيرة الوالد النضالية الكبيرة، من خلال ترشحه للإنتخابات النيابية عن المقعد الماروني في جزّين ضمن لائحة "التكامل الأهلي" التي اعتبرها مدخلاً لإعادة ترميم جسراً هدمته الأحداث الأليمة التي عصفت بلبنان على مدى سنوات.
عن أجواء المعركة الإنتخابية الشرسة في دائرة صيدا- جزين، توقفنا للحديث مع الأستاذ رزق حول طابع المنافسة المحتدمة بين اللوائح الأربع مع بدء العدّ العكسي لليوم المنتظر.
1- في البداية، كيف تصفون الأجواء الإنتخابية عشيّة الإستحقاق؟
لا شكّ في أن القانون الجديد خلق حالةً من الإرباك لدى الناس ولدى الأحزاب والتكتلاّت، فالأخير يعتبر بعيداً الى حدٍ ما عن ثقافة اللبنانييّن الإنتخابية، فهم اعتادوا تشكيل لوائح خاصة بهم تتضمن مراعاة لعدد من المرشحين والشخصيّات، أما اليوم فيوجد نوعٌ من الإحراج في التعاطي يدفع الناس الى عدم الإفصاح عن خياراتها وصوتها التفضيلي. وأنا أنظر ايجابيا ً الى هذا الموضوع علما ً ان الصوت التفضيلي اعتبره من غرائب وعجائب هذا القانون غير الكلاسيكي والذي لا يشبه الأنظمة الإنتخابية المعمول بها في دول العالم.
2- ما هي برأيكم حسنات وسيّئات هذا القانون؟
بالنسبة للحسنات فإنّ هذا القانون يعطي قيمة لكلّ صوت كما أنه يلغي مفهوم المحادل، إذ يتعذّر وصول لائحة مكتملة الى البرلمان من دون خروقات إلاّ في حالات إستثنائية جدا ً، من هنا فإن النتائج ستبقى غير معروفة الى حين الفرز النهائي بسبب الصوت التفضيلي وليس كما كانت الحالة في السابق. كذلك فإنّ اللوائح المطبوعة سلفا ُ تعتبر من إيجابيّات هذا القانون على اعتبار أنها تلغي اللوائح المعلبة والمفبركة، وهذا امرٌ يعزز حريّة الناخب عند الإقتراع وأيضاً يسهّل عمليّة الفرز. اما فيما يتعلّق بالسلبيّات فلقد خلق هذا القانون جواً من الإرباك لدى الأحزاب التي تلتقي حول خطّ سياسي معيّن، كما جعل التحالفات رقميّة لا تقوم على برامج عمل وطنيّة، بحيث باتت الأحزاب تنظر الى كل دائرة بمفردها وترعى متطلباتها الإنتخابية، وكلّ ذلك بسبب هذا القانون الذي يقوم على النسبية انما لا يحترم معاييرها المتعارف عليها في الدول الديمقرطية المتقدمة.
3- كيف تقيّمون حظوظكم اليوم؟
إنّ وصول اللائحة يرتبط بالحاصل الإنتخابي، بالنسبة لدائرتنا، من المرجح ان يكون هناك حوالي 70 ألف مقترعاً إستناداً الى ارقام عام 2009، وبما أن الدائرة تضمّ خمسة مقاعد فهذا يعني بأن الحاصل سيكون حوالي 14 ألف صوتا. وفي صيدا – جزين تتنافس 4 لوائح كما بات معلوماً. هناك لائحتنا اي لائحة "التكامل الأهلي" وعلى رأسها النائب بهية الحريري التي أخذت خيارها بالتحالف مع مستقلين في خطوة جريئة نابعة من الثقة بالنفس. كذلك توجد لائحة مدعومة من التيّار الوطني الحر والجماعة الإسلامية، وأخرى مدعومة من حركة أمل وحزب الله، إضافة الى لائحة رابعة تدعمها أحزاب القوات والكتائب والأستاذ سمير البزري. عملياً إذن توجد 4 لوائح تتنافس في صراع انتخابي ديمقراطي تنتهي فصوله مع انقضاء يوم 6 أيار.
4- ما هو برنامج عملكم وأيّ مشروع تحملون لهذه المنطقة؟
على المستوى الشخصي، أنا من الذين يواكبون المشاريع الإنمائيّة في المنطقة منذ العام 1985 وقبل ذلك حتى. ونحن ننظر الى التنمية نظرةً شاملة، أي تنمية بشرية واقتصادية تتطلب العمل بصورة استراتيجية جديّة انطلاقاً من البنى التحتية. ولائحتنا اليوم تحمل مشروعاً تنموياً تكاملًياً بين صيدا وجزين.
فصيدا المدينة وجزين الريف منطقتان متكاملتان. اذ قبل الاحداث الأليمة كان أبناء صيدا يصطافون في جزين في الوقت الذي كان أبناء جزين يعتبرون صيدا مدينتهم. ما يعني وجود تكامل اجتماعي وجغرافي طبيعي بين المنطقتين. طبعاً في فترة الحرب انقطعت العلاقات وأكثرية أبناء جزين غادروا المنطقة ولحين اليوم يأتون بصورة موسمية. نحن نعمل على إعادة العلاقة الى طبيعتها وتحصينها من خلال العمل التنموي، فمنطقة جزين تحتاج الى بنى تحتية حديثة من شأنها ان تشكل عاملاً رئيسياً في عمليّة جذب الأستثمارات مع ما يعنيه ذلك من خلق فرص عمل وتحريك الدورة الإقتصادية وبالتالي تثبيت الانفتاح.
اليوم بتحالفنا هذا نريد ان نطوي الصفحة الماضية، نريد اعادة احياء مشروع كفرفلوس، الذي كان أرقى تعبير عن الشراكة في الفترة الماضية قبل أن يتحول الى دمار مع الاجتياح الاسرائيلي. نحن نعوّل على إعادة مدّ الجسور وبناء الثقة بين المنطقتين التي من شأنها ان تؤمن بيئة ايجابية تتيح فرصة إعادة إطلاق المشروع. تلاقينا هو إذن ذات طابع تنموي خدماتي، وأنا يهمني جداً ان تستفيد جزين من مروحة الخدمات التي تقدمها الدولة بصورة مستدامة وبالتساوي مع باقي المناطق.
5- ما مدى تأثير المال الإنتخابي على مجريات المعركة برأيكم؟
في الحقيقة أنا اعتبر بأن القانون الجديد شجع بطريقة ما المال الإنتخابي بدل أن يحدّه، علما ً انه في البلدان الديمقراطية يأتي التمويل من الدولة بصورة غير مباشرة حينما تردّ مبالغ ماليّة للأحزاب نسبة للمقاعد التي تحصدها، إذ من غير المنطقي ان يكون المرشح متموّل لكي يقود سباقاً انتخابياً، فهذا أمرٌ مريبٌ حقاً.
6- الى أي مدى تساعدك مهنة المحاماة في عملك النيابي إذا فزت في السباق؟
إنّ من يمتلك خلفية قانونية يكون حكماً مؤهلاً لعمليّة التشريع، وانا على المستوى الشخصي لدي كراس خاص بالتشريع ومشاريع القوانين التي تتعلق بالسياسة ومجلس الشيوخ والأحوال الشخصية ومكافحة الفساد ومكافحة الهدر، ومشاريع قوانين تتعلق بالتربية والضمان الاجتماعي وضمان الشيخوخة بالإضافة الى قوانين ترعى شؤون المفقودين وغيرها.
7- كلمة أخيرة للناخب الجزيني...
أنا أقول للناخبين بان هذا القانون اتاح لكل واحد منكم فرصة للمشاركة في عملية صنع القرار، وصنع القرار يأتي من المشاركة الكثيفة في الانتخابات بغض النظر عن الخيارات! فاحتكموا الى ضمائركم وانتخبوا من يمثل طموحاتكم، ونحن نحتكم ونحترم إرادتكم.