رعى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله، لقاء مصالحة بين أفراد من عائلتي وهبي من سحمر والعمار من مشغرة، على خلفية إشكال فردي حصل سابقا، وساهمت قيادتي "أمل" و"حزب الله" في إعادة الألفة بينهما، وذلك في قاعة الوحدة الوطنية في سحمر، في حضور السيد بلال وهبي ممثلا قيادة الحزب ومسؤول منطقة البقاع الغربي في الحركة الشيخ حسن أسعد ولفيف من العلماء وفاعليات المنطقة وعدد من الأهالي.
وشدد نصرالله على "الحاجة في هذه الأيام إلى الوحدة والتلاقي أكثر من أي زمن وعلى أن المقاومة لم تصبح بعد في أمان كامل ما دام العدو الإسرائيلي موجود وجاثم على أرضنا في فلسطين المحتلة، وما دامت مؤامراته ستتوالى علينا آملا بأن يهزمنا في وقت لاحق وهو يعد العدة، ونشاهد ذلك على شاشات التلفزة ونتابع ذلك في مواقفه ومواقف زعمائه وتصريحاتهم".
وقال: "علينا أن نستعد دائما ونعزز كل وسائل القوة التي يمكن أن نحصل عليها من أجل مواجهة هذا العدو، وأعظم ما يمكن أن نملكه في مواجهة العدو هو الوحدة بين اللبنانيين وأبناء المقاومة، لأن الوحدة أفضل وجوه الحرب مع العدو الإسرائيلي كما قال الإمام الصدر، ونحن يجب أن نكون موحدين في مواجهة هذا العدو، ويأتي ثانيا الصاروخ والسلاح المادي. اليوم يجب أن نكون موحدين في مكانين، الأول في مواجهة العدو الإسرائيلي، وكلبنانيين ندعي جميعا أننا في مواجهة العدو الإسرائيلي ولكن مع الأسف بعض المواقف تشير إلى أن البعض لديهم حسابات لا تصب في خدمة الصراع لمصلحة لبنان مع العدو الإسرائيلي. المطلوب تصويب البوصلة لدى هذا البعض، ولكن العنصر الأقوى هو أن يكون المجتمع اللبناني هو مجتمع قوي ومتماسك".
أضاف: "نعيش اليوم حال الفوضى الوطنية العارمة، وأي فوضى هي هذه الفوضى التي أنتجت ظلما على مستوى كل قطاعات البلد، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والصحية وما إلى ذلك من قصور وتقصير الدولة من القيام بواجباتها. المطلوب تشكيل حكومة تتولى التصدي للمشاكل التي يعانيها لبنان واللبنانيون، وقد بتنا على مسافة طويلة من عقم تشكيل الحكومة، وذلك يعود للتشبث والتصلب في المواقف التي بالتأكيد البعض منها غير محق، بدليل أن مصلحة لبنان واللبنانيين أن تتشكل الحكومة في الشهر الأول لا الثاني والثاني لا الثالث".
وختم: "أسقطوا من سلوككم السياسي شعار من بعدي الطوفان، وأسقطوا من حساباتكم نظرية أنا أو لا أحد من أجل أن نساهم في تشكيل الحكومة. نحن معنيون بحماية المقاومة لسببين، أولا لعظيم الإنجازات التي تحققت وكان ثمنها دماء غالية أهرقت على هذه التربة، وثانيا لأن حماية المقاومة هي حماية المستقبل ورعايته وزراعة الأمل للمستقبل لأن هذه المقاومة ليست ضرورة للماضي الذي حررنا فيه الأرض، هي ضرورة للمستقبل، وأولادنا بحاجة لهذه المقاومة".
أما إمام سحمر القاضي الشيخ أسدالله الحرشي فشدد خلال كلمة على "عيش فرحة التسامح واللقاء والفرحة التي سيعقبها تواصل وتآلف وتحابب".
بدوره شكر وهبي "كل الذين سعوا إلى إتمام المصالحة"، وقال: "عدونا يعمل جاهدا في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام على بث الفرقة والعداوة والشقاق بين أفراد المجتمع الواحد. لم يبق أمام هؤلاء إلا أن يزرعوا الشقاق بين الإنسان والإنسان، والشقاق ليس بالضرورة أن يبدأ بين السياسيين بل قد تبدأ مشكلة في حي من الأحياء أو قرية من القرى أو بين عائلة هنا وعائلة هناك، وتعظم النيران المشتعلة حتى ليصعب على الكبار من قادتنا أن يطفئوا هذه النيران، فإما أن نسارع إلى إطفائها في بداياتها وإما أن تتعاظم هذه النيران لتأكل كل شيء".
أضاف: "عندما يعتدي المعتدي ويغطى، هذا لن يصلح حال الأمة، وعندما يتهرب إنسان من القانون ويغطى فلن تصلح حال الأمة. اليوم لم يعد بمقدورنا أن نغطي مفسدا أو سارقا أو لصا أو متجاوزا للقانون، فنحن أهل القانون، ونحن الذين يعنينا أن نقيم الدولة ونبنيها ونحفظ القانون ونوصل للناس حقوقها، ونحن أكثر من يتألم ومن ترد عليه الضغوط الآن، لذلك نحن معنيون أن نقدم تجربة صالحة في الحكم والأداء وفي العمل السياسي والعمل الحزبي".
وختم: "نحن في الحزب لسنا مستعدين لأن نغطي أي واحد يخالف القانون ويتجرأ على الاعتداء على أي إنسان كان، لا لأننا نريد أن نكسب عطفا من الناس بل لأننا نعرف أننا موقوفون بين يدي الله".