رئـيس المجلس القـاري الإفريقـي عبـاس فـواز: " الإغـتـراب عـالــم واســـع لا يحتـــاج لـمـديـريــة بــل لــوزارة وأكــثـــر ..."
ذهب إلى أفريقيا منذ صغره حيث تابع دراسته، ليعمل بمجهوده الشخصي وتعبه ونشاطه على إنشاء عدّة مصالح، فبفضل طموحه الذي لا حدود له وبإتّساع رقعة أفكاره ومساحة ثقافته طوّرها إلى تجارة كبرى التي تفرّعت إلى مشاريع صناعية وتجارية مختلفة في العديد من الدول الإفريقية، مشاريعه هذه أسّسها بيده في بلدان مختلفة من العالم، لديه حسّ بالمسؤولية وتحمل أعباء ومصاعب الحياة منذ عمر الوعي والإدراك الأول الذي يُبنى عليه تطور مراحل التعاطي الإجتماعي للإنسان. الأستاذ عباس فواز رئيس المجلس القاري الإفريقي الذي إنحدر من عائلة منتشرة في جميع الدول الإفريقية، والتي تعتبر من أهم وأقدم العائلات اللبنانية المتواجدة في أفريقيا، شغفه وحبه لثقافة مساعدة الآخرين جعلته رمزاً من رموز أصحاب الأيادي البيضاء الممدودة دائماً لأعمال الخير وإعانة الناس المحتاجة.
«اللوبي اللبناني موجود أساساً في العالم»
«المغترب لم يترك بلده الأمّ يوماً»
«الجامعة هي الممثّل الشرعي الوحيد»
«النظام الرأسمالي العالمي بحاجة إلى إعادة هيكلية وتصحيح»
- لماذا قررت العودة إلى لبنان؟
الهجرة بالنسبة لي قرار شخصي نابع من الحاجات الشخصية والفردية والعائلية التي تدفع الفرد للبحث دائماً عن الأفضل، كذلك العودة إلى البلد الأم هو أيضاً قرار شخصي، إذْ يحدد الإنسان ما يريده من الحياة. كنت أعيش مع عائلتي في سويسرا التي تعتبر من أفضل البلدان إجتماعياً وإقتصادياً وأكثرها أماناً، وأبنائي وُلِدوا في كل من فرنسا وسويسرا وتلقّوا علومهم الإبتدائية بأهم مدرسة في جنيف والتي تخرّج منها أعظم أمراء أوروبا، لكن على الإنسان أن يحدد خياراته وبالتالي لا أستطيع القول بأني أريد أن أكون لبنانياً وأنا في الوقت عينه أربّي جيلاً في أوروبا آملاً أن يصبحوا لبنانيين في ما بعد لأنه من الطبيعي أن يكون نمط عيشهم يسير بحسب طبيعة البيئة التي عايشوها. وأود أن أُشير إلى أن ما يجري الآن في العالم هو خطأ استراتيجي بحلّ مشاكل متراكمة في النظام الرأسمالي على حساب الطبقات الفقيرة.
- كيف هذا؟
يكمن في تخفيف الوظائف، قطع المعونات الإجتماعية والإقتصادية عن الطبقات الفقيرة وتخفيف الضرائب عن المؤسسات الكبرى، حوّل الكتل المالية الكبرى إلى أفراد معروفين بـ «المليارديريين» وخفف من تداول السيولة بين الطبقات الأخرى، وبعد خبرة طويلة في عالم الإقتصاد، أرى أن النظام الرأسمالي العالمي بحاجة إلى إعادة هيكلية وتصحيح للحفاظ على السلم الإجتماعي.
- ماذا عن قانون الإنتخاب اللبناني في دول الإغتراب؟
أجزم أن الأرقام الإغترابية وهمية وغير واقعية والتصاريح السياسية التي تتكلّم عن الإغتراب لا تمتّ إلى الواقع بأي صلة. وقانون الإنتخاب اللبناني متشعّب جداً ويسير على نظام طائفي ومناطقي ومقسّم إلى محافظات وأقضية ودوائر ومناطق.... من هنا ليس بالسهولة المطروحة نستطيع القيام بعملية إنتخاب المغتربين من أماكن تواجدهم في الخارج وبالتالي هناك صعوبة لتغطية صناديق الإقتراع بمعظم أماكن الإنتشار اللبناني في بلاد الإغتراب على أساس القوانين والأنظمة الإنتخابية في لبنان، والكثير من المغتربين لا يستطيعوا الوصول إلى السفارة اللبنانية في البلد الذي يعيشون فيه لأن سفارات الدول جميعها تتواجد في العاصمة وبالتالي هناك مشكلة فنيّة وتقنيّة تحتاج لدراسة حقيقيّة وموضوعيّة تصدر عن لجان فنيّة وليس سياسيّة ترفع توصيات بهذا الشأن الى السلطات المختصّة، فمثل هذا الإستحقاق لا ينجح من خلال تشكيل لجان نيابية تقوم بدراسته لأن المطلوب معاينة الأمر على أرض الواقع وبالتالي تشكيل لجان فنيّة تدرس جميع الظروف والمعطيات الموجودة في بلاد الإغتراب وتحديد مختلف العقبات التي قد تواجه عملية الإنتخاب بعد أن تكون قد حدّدت أماكن تواجد اللبنانيين وتجمّعاتهم ودراسة أوضاعهم، بعدها تقوم اللجان برفع توصياتها إلى الجهات المعنية وتحدّد مدى إمكانية حصول إنتخاب في الخارج، وبهذه الطريقة نكون أمام عملية بحث تقنية ومهنية، فالإغتراب عالم واسع لا يحتاج فقط لمديرية بل لوزارة وأكثر وإلى تمثيل صحيح، إذ أنّ ملف الإغتراب حسّاس ودقيق جداً، لذا يجب التعاطي معه بجدّية كاملة ومطلقة وبمصداقية حقيقية وليس بمواقف سياسية «عنترية» وعشوائية، فالإغتراب يختلف جدّاً عن «الحبكة» اللبنانية الداخلية لأنّنا نعيش على أرض محكومة بقوانين الدول التي نعيش تحت إرادتها.
- الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم؟
إنّها مؤسسة مهمة جدّاً، وبرأيي كان مؤسّسها فعلاً نابغة، إن كان شارل مالك وكميل شمعون وبيار الجميّل... فعندما أسّسوها كان لديهم رؤية بعيدة المدى عن الإغتراب اللبناني، لكن هذه المؤسسة لم تُعطى حقّها. والجامعة اللبنانية الثقافية كانت منبراً هامّاً يُعبّر عن وجودنا وتحفظه، بحيث كنّا نُخاطب الشعوب وحكومات الدول المضيفة، فالجامعة حُدّدت في قانون تأسيسها لتكون الممثّل الشّرعي الوحيد للإغتراب اللبناني، وبالتالي إذا حافظوا عليها وشجّعوها ودعموها بعيداً عن الطائفية والعنصرية ستنطلق وتتقدّم حتماً إلى الأمام، فمؤسّسوها قالوا بأنّها جمعية غير دينية و غير طائفية و غير سياسية بل شاملة لجميع اللبنانيين، ونحن اليوم بصدد لملمة التّقسيم الحاصل داخلها ونحاول بأقصى جهودنا لمّ الشّمل، وبالفعل لدينا علاقات جيدة مع مختلف القارات إن كان في أميركا اللاتينية أو الجنوبية والشمالية وأستراليا وأفريقيا وأوروبا وحتى في الدّول العربية مؤخّراً، لذلك نعمل بشكل جدّي على تكوين الجامعة وتحييدها، إذ نحضّر لمؤتمر جامع وشامل لجميع المغتربين بحيث سينبثق عنه هيئة موحّدة جديدة مُعترف بها من الدولة اللبنانية كممثّل شرعي وحيد للجامعة الثقافية اللبنانية في العالم وستُعمّم على كلّ السّفارات من أجل التّعاطي معها بشكلٍ حصريّ.
- علاقة المغترب اللبناني بوطنه؟
المغترب لم يترك بلده الأمّ يوماً، فهو على تواصل دائم مع وطنه من خلال زياراته له وتحويلاته المالية وإستثماراته وعلاقاته ومساعدة عوائله الموجودين في لبنان، إذ أنّه القوّة التي تضخّ الدّم في الإقتصاد اللبناني، فالمغتربون يقدّمون دون أي مقابل، وليسوا بحاجة إلى توصية بوطنهم من أي أحد.
- هل بالإمكان أن نشهد لوبي لبناني في العالم؟
اللوبي اللبناني موجود أساساً في العالم، إذ نجد اللبناني في كل دول الخارج ويقدّم المساعدة متى طُلبتْ منه.