رئيس بلدية كفرذبيان د. بسـام سلامة: " مستقبـل لـبنـان الإنّمائي لا يمكـن أن ينجح إلاّ باللامركزية الإداريــة ...:
المحبّة التي يكنّها لبلدته كفرذبيان لا تقف عند أيّ حدود، لدرجة أنّ حلمه الوحيد هو أن يرى أبناء قريته يعيشون بإكتفاءٍ ذاتي فيها والحفاظ على روحيّة هذه البلدة التي يعشق ترابها ولا يحلو له العيش إلاّ تحت سمائها التي لطالما رسم من خيوطها أفكاره المشغولة دائماً بكيفية تطوّر وتقدّم وإزدهار كفرذبيان إنمائياً وتعلّم من إمتداد سحاباتها معاني الصبر والجهد والنشاط في العمل والمثابرة لتحقيق الأهداف المرجوّة. مهنته كطبيب أسنان لم تأخذه من شغفه في العمل بالشأن العام وخدمة الناس بل زادته إيماناً بفكره الإنمائي والخدماتي، والإستعانة بثقافته المنثورة بين مناهل التمدّن والتّجدّد والإنفتاح التي أغنته برؤية مستقبلية بعيدة المدى ضمن إطار عمله البلدي. إنّه رئيس بلدية كفرذبيان الدكتور بسام سلامة الذي كان هذا اللقاء معه.
- ما هي أولويات بلديتكم؟
أهم أولويّات بلديتنا هو وصل أهل كفرذبيان الموجودين في القرى المجاورة بالذين يقطنون داخل البلدة، فالتّواصل يجب أن يحصل حتى ضمن أشغالهم وحاجياتهم، بحيث من المفترض أن نقدّم واجباتنا تجاههم ونلبّي حاجاتهم، وفي المرحلة الأولى من العمل البلدي حاولنا تأمين السّلامة العامّة في منطقة عيون السيمان كونها تعتبر عصب سياحي بإمتياز، ذلك بإنشاء مولّدات كهربائية وتوسيع الطرقات، وتنظيم حركة السيّر في المناطق الضاغطة التي تسبّب الحوادث، أيضاً هناك مشروع تجميل مدخل الضيعة، وإنشاء نادي لأبناء كفرذبيان، وإعادة تأهيل البنى التحتية وتوسيع طُرُقها.
- هل يتمّ موضوع البنى التحتية بالتعاون مع وزارة الأشغال؟
نتمنّى ذلك، لكن بالوضع الموجود في الدولة اليوم فإنّ وزارة الأشغال السابقة كانت غائبة، وبالنسبة لنا فمنذ زمن لم تطلّ علينا هذة الوزارة، إذ نقدّم لها طلبات لكنّنا غير محظوظين معها، لذلك فإنّ مواردنا خاصّة، والعمل الذي قمنا به هذا العام في عيون السيمان يقع على عاتق وزارة الأشغال، لكن لو لم نقم به بأنفسنا لكُنّا حتى اليوم لانزال ننتظرها، فلا نعرف كيف تتم إدارة الأشغال فيها، وفي الآونة الأخيرة تقدّمنا بطلب صيانة «الجرّافة» التي تُعنى بإزالة الثّلج ونشكرهم على الرّد الإيجابي بشأنه، لكن كمية «الزّفت» التي تُصرف من قبلها لم تُلحقنا بدور أو حصّة منها منذ ثلاث سنوات تقريباً، في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً أنّ كفرذبيان تشكّل ثلث مساحة منطقة كسروان وبالتالي مهما وضعت فيها كميّات من «الزّفت» لن تكفي لتغطية طرقاتها، فهذا يعتبر جزءاً مهمّاً في الشأن الإنّمائي، لذلك نحاول دائماً التّوفيق بين حاجات القرية وميزانيّتها والأمور الأخرى إن كانت أهلية أم بلدية وإنّمائية من أجل الإهتمام بها.
- ماذا عن مشكلة النفايات؟
في الحقيقة ندرس إمكانية إنشاء معمل لفرز النفايات، وحتى اليوم إستطعنا تأمين الأرض التي سيُبنى عليها المعمل، ونحن بصدد دراسة مصادر التمويل، لذلك فإنّنا نناقش هذه المسألة مع بعض البلديات المجاورة لتتشارك معنا على حل هذا الموضوع.
- بالنسبة للنشاطات؟
كما نعلم أنّ لدى كفرذبيان موسمان سياحيان، موسم صيفي وشتائي، وبما أنّنا اليوم في الموسم السياحي الشتوي، سيكون هناك لجان لمتابعة هذا الموضوع بعد أن كنّا نواجه مشكلة إقامة النشاطات في الوقت نفسه بعيون السيمان وفقرا، حيث ضغط الناس إليها بأعداد كبيرة جداً وتعرقل مجيئهم على الطرقات الغير مؤهلة إلى حدّ ما، لذلك هناك توجّه داخل المجلس البلدي يقضي بوجوب وضع رزنامة للنشاطات، وبالتالي ندعو المنتجعات الموجودة في كفرذبيان للتعاون مع البلدية كي لا نقع في مشكلة التنسيق بالعمل السياحي مع الجميع.
- هل تؤيد اللامركزية الإدارية؟
أُقرّت اللامركزية الإدارية في خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقد أقرّها الطائف أيضاً، وإذا فكّرنا جيداً بمصلحة البلد نجد أن البلدية عبارة عن خدمات مباشرة مع الناس وبالتالي فإنهّا تعرف جيداً حاجاتهم ومتطلباتهم، ومشكلاتهم وحلولها، لذلك يجب أن يكون لديها إدارة خاصة ومستقلة لشؤونها، فاللامركزية الإدارية تخفّف من السلطة المركزية، لذا تعطي إيراداً إضافياً للبلدية وتحسّن أكثر عملية آدائها «الروتيني» وتفرز إنتاجية أكبر للمواطن، وفي الوقت الرّاهن لا نعلم إن تستطيع الدولة حمل هذه المسؤولية، لكن مستقبل لبنان الإنّمائي لا يمكن أن ينجح إلاّ بـ «الامركزية الإدارية».