التبويبات الأساسية

هولاند في افتتاح اجتماع وزاري في باريس: قناعات ثلاث لإحياء السلام بين اسرائيل وفلسطين

أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صباح اليوم عن "ثلاث قناعات" لحل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني هي أن "الفراغ سيملؤه المتطرفون والارهابيون"، و"الأخذ في الحسبان ما جرى من تطورات أخيرة في المنطقة ومنها الحرب في سوريا والعراق" و"أننا لن نحل مكان الاسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى السلام".

وقال هولاند خلال افتتاحه الاجتماع الوزاري الذي تشارك فيه 27 دولة ومنظمة دولية: "غاية هذه المبادرة التي اتخذناها وحيدة ومهمة وهي إحلال السلام، وفرنسا لديها تاريخ خاص في الشرق الأوسط لأنها مرتبطة بالصداقة مع شعبي اسرائيل وفلسطين، وفرنسا واعية جدا لمسؤوليتها في هذه المنطقة من العالم، وأود أن أعود إلى خطاب الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران في الكنيست في العام 1982 إذ قال أن فرنسا توافق على أي حوار لكنها تقلق من أي مبادرة منفردة تؤخر السلام. وبعد 30 عاما لا يزال هذا الكلام مفيدا وجديا، هناك تقدم تحقق في السنوات الأخيرة لكن السلام لم ينجح حتى الآن".

وأضاف: "لدي ثلاث قناعات: الفراغ في إطار الوضع الحالي في المنطقة سيملأه المتطرفون والارهابيون سيستفيدون من ذلك، وهذا الأمثولة يمكننا أن نلحظها في العراق وسوريا وليبيا، إذ حين يسود الجمود يتصاعد العنف، هناك مخاطر جدية لتغذية الارهاب لدى كل الأطراف الذين يرفضون إمكانية السلام".

وتابع:"القناعة الثانية هي أن النقاش حول الحل النهائي للصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يأخذ في الحسبان كل أوضاع المنطقة، الوضع ليس كما كان عام 1993 في إتفاقية أوسلو أو إتفاقية السلام العربية عام 2002 ولا في الاتفاق الذي جرى في أنابوليس، وليس في 2012 لإيجاد حل ثنائي للنزاع. نحن في 2016 مع الحرب الدائرة في سوريا والعراق وإلإرهاب والسلفية المنتشرين، كل هذه التهديدات والأولويات قد تغيرت الآن. البعض يرى أن هذه الفوضى تدفعنا لنفض يدنا من المسألة الاسرائيلية - الفلسطينية واعتبارها هامشية، وهي تحت السيطرة والتحكم. أما أنا فأرى الأمور بشكل مختلف، هناك إلحاح لكي نحل هذه المشكلة. الوضع القائم يفرض على المجتمع الدولي واجبات جديدة للبحث عن السلام".

وعن قناعته الثالثة قال الرئيس الفرنسي:"على الاسرائيليين والفلسطينيين فقط أن يختاروا حل السلام، وهو حل يتطلب شجاعة، لا يمكن أن نحل محل الطرفين في ذلك. مبادرتنا تهدف إلى إعطائهم الضمانات بأن السلام سيكون متينا ومستديما وخاضعا لتحكيم دولي ومراقبة دولية. هناك قلق لا سيما في إسرائيل، يجب أن نطمئن الفلسطينيين أيضا لكي يشعروا بأن هناك امكانية، كما علينا أن نطمئن الاسرائيليين بأننا نبحث عن حل جدي، لكي يقوم الطرفان بعد ذلك بالحديث المؤدي إلى السلام".

وأضاف هولاند:" تقترح فرنسا العمل على مرحلتين: المرحلة الأولى هي اليوم، في هذا الاجتماع اليوم سنؤكد جماعيا بأن السلام سيتضمن حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن، هذا أمر واضح وجلي، ولكن يجب التذكير به بدون أي إلتباس. بعد ذلك علينا أن نخلق طواقم عمل لكي نعرف ما يجب أن نقوم به لتسهيل المحادثات، والتوصل إلى الحل في اليوم المناسب. يجب أن نجيب على كل الأسئلة والخطوات الكفيلة بتخفيف التوتر وبسط الآمان، والتعاون الثنائي والاقليمي، وما هي المحفزات الاقتصادية للسلام. إن عمل اللجنة الرباعية الدولية ثمين جدا في هذا السياق، ونحن ننتظر تقريرها الذي ينخرط كليا في المسار الذي نبدأه اليوم. علينا أن نخلق الشروط الكفيلة باستئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وما يجب أن نقوم به يجب أن يكون حاسما ومجديا للمنطقة وللعالم لأن هذا الصراع دام طويلا. إذا هدفنا الوحيد هو البحث عن الشروط التي تؤمن السلام وليس لدينا أي شيء آخر، وفرنسا في ما يعنيها لا تسعى إلى كسب أي شيء لصالحها. بل لصالح السلام".

وتوجه بالشكر إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمشاركته وكذلك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وبعد إنتهاء كلمته ترأس وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي جان ـ مارك إيرولت أعمال الإجتماع في مقر المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية، على أن يصدر بيان في ختامه عند الواحدة ظهرا.

صورة admin2

admin2