التبويبات الأساسية

أضحى الناس مطالبين بقياس حرارة الجسم قبل أن يُتاح لهم الدخول إلى المحلات والمطاعم، في إطار الوقاية من وباء كورونا، لكن عددا من خبراء الصحة يشككون في هذا الإجراء ويرون أنه لا يساعد على تطويق الفيروس.
ومنذ بدء فيروس كورونا في الانتشار على نطاق واسع، في مطلع العام الجاري، أخذت المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي تلزم كل زبون يرغب في الدخول إليها بأن يخضع لقياس درجة الحرارة، إلى جانب شروط أخرى مثل ارتداء الكمامة أو حتى القفازات.
وتلجأ المراكز التجارية إلى قياس درجة الحرارة، لأن ارتفاعها يشكل واحدا من الأعراض الشائعة وسط المصابين بفيروس كورونا إلى جانب الصداع وضيق التنفس والشعور بالتعب الشديد.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن منتقدي قياس درجة الحرارة في الأبواب يشككون في نجاعة هذا الإجراء، كما أنهم يصفونه بـ"المسرحية" و"الوهم"، وذلك نظرا إلى عدة عوامل.
ويشكك هؤلاء الخبراء في نجاعة إجراء قياس الحرارة، لأنه عاجز عن رصد الإصابة لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض من قبيل الحمى، ومن المعروف عالميا، أن معظم المصابين لا يعانون أي اضطرابات، أي أن حرارتهم تبقى عادية في أغلب الأحيان.
أما الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد 19، وارتفعت درجة حرارتهم، فمن المستبعد، أن يخرجوا من الفراش إلى الخارج وهم في حالة من التعب والإنهاك حتى يتجولوا في مركز تجاري أو يتناولوا عشاء في مطعم.
ويقول الخبير الصحي الأميركي، توماس ماكجين، إن هذا الإجراء الوقائي، أي قياس الحرارة، بوسعه أن يرصد عددا محدودا جدا فقط من حاملي العدوى، أي من ترتفع حرارتهم دون أن ينتبهوا إلى ذلك، وهذا أمر مستبعد.
وتبعا لذلك، فإن هذا الإجراء قادر على رصد من هم في حالة حرجة فقط إثر الإصابة بعدوى كورونا التي ظهرت في الصين، أواخر العام الماضي.
ووفق معايير المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، فإنه يمكن الحديث عن "حمى" أو حرارة مرتفعة حين تتجاوز 38 درجة مئوية، بينما تحوم الشكوك بشدة حول دقة الأجهزة المستخدمة في أبواب المحلات والمراكز التجارية.
وفي المنحى نفسه، أكدت الهيئة الصحية الأميركية المرموقة أنها لن تجبر مسؤولي المطارات على قياس حرارة المسافرين الدوليين القادمين من دول مثل الصين والبرازيل، ابتداء من 14 سبتمبر الجاري، والسبب هو أن هذه الأداة محدودة جدا من حيث الفعالية.

صورة editor3

editor3