التبويبات الأساسية

عاصفة الطقس الهوجاء، لن تثني روّاد الثّقافة وعشّاق الإبداع، من مواكبة التكريم للفنّان المبدع غاندي بو ذياب، فغصّت القاعة بالحضور الأمنيّ والثقافيّ والتربويّ والفنيّ والحزبيّ والإنسانيّ المتنوّع. وخلف هذا النبض، عانق التكريم رسالة المكتب الثقافيّ، الذي يعمل خلف خيوط العقل والمحبّة، وضمن رؤى اللّجنة الثقافيّة الرياضيّة التربويّة في بلديّة مدينة الشويفات.

اللّجنة الثقافيّة التي أخذت على عاتقها ان تجمع الوطن بصدى التحرّر واعتناق الدوائر المتميّزة بجمالات الفنّ والرّسم والنّحت والموسيقى، وكلّ لغات التوعية والمعرفة والثقافة والرياضة، حتّى تتبسّم الحقيقة الكامنة بالإنسان، وبخيوط انتصاره على عبثيّة الإبتعاد عن حقيقتنا الإنسانيّة الجامعة!!!...

كلمة اللّجنة الثّقافيّة الرّياضيَّة التربويّة في بلديَّة مدينة الشّويفات خلال تكريم رئيس جمعيّة كهف الفنون الفنّان غاندي بو ذياب، تحت عنوان "السرياليّة بالرسم والنحت والقصيدة" في أعمال غاندي بو ذياب، وبحضور نخبة من روّاد الثقافة والإبداع والتنوّع الوطنيّ المعطاء، ومن إعداد وتنظيم بلديّة مدينة الشويفات، اللجنة الثقافيّة الرياضيّة التربويّة ومكتبها الثقافي. أعدّ الكلمة وألقاها عضو المكتب الثقافيّ هيثم نبيه عربيد، جاء فيها:

فرحُ التّعميم لمرتقى التّحايا يأَطِّرُ العدلَ والمحبَّةَ بهمساتِ الإنسانيَّةِ الجّامعةِ، أمّا التّخصيصُ في مضمارِ التّحايا ولو حصدَ وأبرزَ الكثيرَ، لا يعمِّقُ لغةَ العدلِ لكافةِ وجوهِ النُّخبَةِ الحاضرةِ بيننا بكلِّ مقاماتِها المعطاءةِ..
رجالُ الدّينِ الأفاضل، ممثّلو الجّمعياتِ والمؤسّساتِ الأمنيَّةِ، الوزاريَّةِ، النيابيَّةِ، الحزبيَّةِ، السّياسيَّةِ، البلديّةِ، الثّقافيَّةِ، التّربويَّةِ، الكشفيَّةِ، الفنيَّةِ، الإعلاميَّةِ، التّجاريَّةِ، الإقتصاديَّةِ، والإنسانيَّةِ بتنوّعِهِم.. روّادُ الوعي التّكريميّ، الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر، الصّحافيّة رندة الحرفوش.. الصّديق الأب الياس كرم، فضيلةُ الشّيخ الدكتور سامي أبي المنى.. الفنّان الدكتور حسن جوني.. الإعلامي الدكتور جمال فيّاض، سعادة الدكتور شادي مسعد.. باقاتُ النُّخَبِ المعطَّرةِ بيراعِ العقولِ.. الحضورُ المتكلِّمُ بالقيمِ التكريميَّةِ لمبدعي وطَنِنا الحبيب.. المكرَّمُ الأخُ المبدعُ بغمرِ إيماءاتهِ، ورجاحةِ شعرهِ، ونغمةِ ريشتهِ، وموسيقى نحْتِهِ، الصديق غاندي بو ذياب...
مساءُ التّكريمِ الوطنيِّ، للوطنِ الإبداعيِّ الحقيقيِّ، ولِمَنْ يحرِّكُ بريشتهِ لطيفَ المحبَّةِ، وسلامُ الفنِّ والإيمانِ.. ومساءُ الهويَّةِ الوطنيَّةِ الحاضنةِ لأيقوناتِ الترنُّمِ بالأناشيدِ، وبلوحاتٍ أثملَتْنا بسحرِها، وأغرتنا بتعابيرها وَعِبَرِها.. ومساءُ الشِّعرِ المخطوطِ ببراعةِ مَنْ خطَّ البيانَ بالسحرِ.. ومساءُ الاعتزازِ عندما يتحوَّلُ الكهفُ فنّاً ونوراً بلمسةِ وهمسةِ سُرياليَّةِ الإبداعِ.. مساؤكم كهفٌ للوطنِ، ووطنٌ يتسامى بشذا بوحِ كهفِ الفنونِ!...
أترعَ الفنُّ بغمرِ سيمفونيَّةِ ترانيمِ النّورِ، وهو خلفَ مشهديَّةِ وسُرياليَّةِ منى الفنّانِ، الّذي استسلَمَ لعشقهِ بثلاثيَّةِ الرّسمِ، والنّحتِ، والقصيدةِ.. وقد دنا منهُم، ليغزِلَ ثوبَ كهفهِ الفنيِّ، وبالعُمقِ فهو يغزِلُ ثوبَهُ المتحدِّثُ بنبلِ الجمالِ، فوقَ زخرفاتِ وتشكيلاتِ العقلِ المُتَمْتمِ بالألوانِ، لتنضحَ الأيقوناتُ والرسوماتُ والقصائدُ المتكلّمةُ بسنائِهِ المتنوِّعِ!...
هو عابرٌ ومتألِّقٌ بكلِّ هذا البُعدِ الوجدانيِّ الخلّاقِ، لأنَّهُ يمنعُ ضبابَ الحيرةِ والإلتباسِ، ويكتبُ وحيَ الحبِّ المتعقلنِ، ليُحْي حلاوةَ الأيّامَ الآتيةِ بوجدانيَّةِ المحبَّةِ، كي ينظِّمَ ما تنثرٌهُ الحياةُ، وينثرُ ما نظَّمَتْهُ، بروحٍ من لولبةِ ودندنةِ لغةِ الأقوى والأمضى في عبقِ الحقِّ الإبداعيِّ، والإبداعِ الحقيقيِّ!!.. نعم يا صديقي الحبيب غاندي، لقد غزلْتَ وشوشاتِكَ الفنيَّةَ على مغازلِ الذّكاءِ، وحبَّرتَ البراعةَ السّائلةَ بجوارحِ النّفسِ المتمرّدةِ والتوّاقةِ لثورةِ العطرِ تلْوَ العطرِ. وأنتَ ما زلْتَ ظامِئاً في واحاتِكَ التوّاقةِ للإرتواءِ الفكريِّ والإرتقائيِّ المتزايدِ والمتجدِّدِ، لترتويَ من بحورِ فنِّكَ اللامتناهي في مضمارِ المعنى والعِبَرِ، وأنتَ تُأنسِنُ تعبَ الأجفانِ وتجاعيدِها من سلامِ هذه اليقظةِ المتنوّرةِ بالموهبةِ، والغامزةِ من أقانيمِ وجداولِ الحبيبِ الأكبر!...
بذياك يتراءى الوطنُ بحقيقتهِ، ومطرقةُ النّورِ تمضي، وإزميلُ الرّيحِ يَعصِفُ، لتنْعَتِقَ من المحدودِ بالمعنى الآسرِ، وتنتقِيَ نَغَمَ انفعالاتِ النّفسِ الّتي تتخطّى الرُّقادَ بالحياةِ، وتكتُبُ بينَ جبهاتِ الرّوابي معنى السُّموِّ، وهي تتخلَّصُ من عويلِ الهاويةِ، وتعتلي التحلّي المتنوِّرَ في النّضجِ، ونحنُ نُدرِكُ بأنّ الكهوفَ تعيدُ صدى الأصواتِ ولا تسمعُها. ولكن، مع السُّرياليَّةِ الغانديَّةِ، اعتلَتْ الإشراقَ، وتغطرَسَت بسكونِ الشّموخِ الإنسانيِّ، وهي تستلهِمُ شاعرِّيَتَهُ لتضيءَ عناوينَ ثورةِ الذّاتِ الممهورةِ بمنعِ المنسوبِ التراجيديِّ، كي تتسامى ببسماتِ الوعيِ الإشراقيِّ، وندى الإغراقِ في المنتهى التّحرّريِّ الباسمِ أبدا. وها قد أضحى الفنُّ معكَ، ومع المبدعين، يستلهِمُ وحدَتَهُ، ويسترسلُ بوحدةِ الوجودِ كلَّ الوجودِ!!!...
ها قَدْ هفتْ ريشةُ الفنَّانِ، وجعلَتْنا نحلِّقُ بما خطَّتْ خلفَ عيونِ السّحرِ وترجماتِ الخيالِ، وهي مَنْ تغلغَلَت في أفكارِنا وعقُولِنا بلهفةِ كهفِكَ المسكونِ. وقد طمسَ السُّهى نفوسَنا وذواتِنا، عندما بدأَ الحوارُ المفقودُ في الوطنِ، والمغرومُ والمتكلِّمُ والصّارخُ داخلَ كوكبةِ اللّوحاتِ، ونغماتِ الأيقوناتِ، ودغدغاتِ المنحوتاتِ، ومعزوفاتِ التُّحفِ، وخلفَهُم صدى القصائدِ المدوَّنَةِ برذاذِ المطرِ. وهنا استرسَلَتْ الشَّمسُ بتسلُّلِها خلفَ الغيومِ، لتُدوِّنَ التحدِّيَ بحقيقتِها، كي يتمظْهرَ كهفُ الفنونِ بقوسِ قُزحِ الجمالِ كلَّ الجمال!!!...
أمّا الأصالةُ الّتي لم تتوانَ عن التغنّي بذاتِها، بعدما اعتمرَتْ سُرياليَّتَكَ الغانديَّة، الّتي أغرقتْنا بكثيفِها التّعبيريّ، ما حرَّكَ لطيفَ الشّاهدِ بذاكَ الوقعِ التّحليليِّ، ما بينَ رؤى الماضي والحاضرِ والمستقبلِ، وعندَ منعطفاتِ الرّوحِ الآخَّاذةِ بالتكوّرِ والإرتقاءِ. وهنا، تسامى اللّطيفُ العابقُ بمشهديَّةِ زرعِكَ الفنّيِّ الوطنيِّ أيُّها المبدعُ. وأنتَ قَدْ أعدتَ لنا قريةَ الحقيقةِ، وحقيقةَ القريةِ!.. وما زلْتَ تحاورُ الطلّابَ والأجيالَ بأنقَى مرتكزاتِ العالمِ، وهي مرتكزاتُ الكمالِ التألُّقيِّ الرؤيويِّ الفنيِّ، مع نبهِ الثقافةِ، وروضِ المعرفةِ، وكينونةِ الأصالةِ الضّيعويَّهِ المُتجذِّرَةِ والمغمورةِ بالطلِّ الصّباحيّ، للهادي الأنقى والأبقى!!...
أخيراً، نركنُ للمنطقِ المؤسَّساتيّ الّذي أرساهُ رئيسُ بلديَّةِ مدينةِ الشّويفات الأستاذ زياد حيدر، وهو القائلُ "إجعلْ أعمالَكَ تتكلّمُ عنكَ"، وهنا ننقلُ لكُم يا أربابَ النّبضِ الثقافيِّ، ولكَ يا صديقَنا غاندي، كلَّ التّحايا من رئيسِ بلديّةِ مدينةِ الشّويفات والمجلسِ البلديّ مجتمعاً، ونقولُ لكَ، إمضِ بأعمالِكَ الّتي غرستَها في حقولِ الإبداعِ فأزهرت تألقاً على مساحةِ الوطن وحقيقتهِ، وعلى مستوى الإنسانِ الإنسان!... ونختُمُ بالقولِ:
تجلّى الفنّ وبالحبّ صلّى، حتّى الإبداع للقلب حلّا، طل الكهف بفنون النّور، يغمر جمال الوعد والصّمت ولّى، وزهر الحقيقة بأيقونتك نجمات، والكون شمس وفنّك تولّى، يعانق صفاء النّفس والذّات، ويغمز غاندي بموهبة الله...

صورة editor2

editor2