لبّى الزحليون دعوة عائلة بخاش للمشاركة في قداس على نيّة نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش في كاتدرائية سيدة النجاة احتفل به سيادة راعي الأبرشية المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بمشاركة لفيف الكهنة.
وكانت فرقة موسيقى الكشاف الماروني استقبلت النقيب بخاش والمطران ابراهيم على الباب الخارجية للمطرانية وعزفت نشيد التعظيم.
شارك في القداس الإلهي المطران بولس سفر، المطران جوزف معوض ممثلاً بالأب ايلي صادر، رئيس عام الرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت برنار توما، مفتش عام قوى الأمن الداخلي العقيد فادي صليبا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، عضو نقابة اصحاب محطات الوقود في لبنان جورج البركس، منسق حزب القوات اللبنانية في زحلة والبقاع الأوسط الدكتور ميشال فتوش، مدير مستشفى تل شيحا جوزف بستاني، مدراء المدارس، المخاتير، فعاليات ثقافية اقتصادية واجتماعية وعدد من اهالي زحلة.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة هنأ فيها نقيب الأطباء الجديد متمنياً له التوفيق وقال :
" نلتقي اليوم ايها الأحباء حول طبيب مميز وملتزم شق طريقه بالجهد ورسم دربه بالحكمة والصبر حتى تبوأ عن جدارة منصب نقيب أطباء لبنان، فأهلاً وسهلاً بالدكتور يوسف بخاش ابن زحلة البار وفخر النقابة، اللبناني الأصيل والإنساني بامتياز. فالإنسانية وحدة في الطبيعة والجوهر وكل نجاح لإنسان هو نجاح للإنسانية جمعاء كما أن كل إخفاق يطالها في كليتها.
أرحب بكم جميعا في هذه الكاتدرائية العريقة، التاريخية التي كانت وتبقى للجميع مرجعا ليس دينيا فحسب، بل وطنيا على حد سواء. وليس غريباً على اهل زحلة ان يتلاقوا في كنف سيدة النجاة في كل المناسبات، وان يكونوا أوفياء لمن كان وفياً لهم، فاتحين أبواب قلوبهم لكل من يدخل دارهم ومدينتهم التي هي باستحقاق ليست عروس البقاع فقط، بل عروس الشرق كله.
يوسف بخاش الذي نشأ في عائلة مسيحية تشرّب منها معاني العطاء والخدمة ومحبة الكنيسة وزحلة، يعود اليها اليوم نقيباً للأطباء متعهداً متابعة الطريق في خدمة الوطن الحبيب لبنان الذي غدا بكل أسف المريض والمحتاج والمستشفى الأكبر في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها."
وأضاف " اكرر ما قلته في تهنئتي للدكتور يوسف ان انتخابه هو بصيص امل وطاقة نور في ظلام النفق الذي نجتازه الآن، هذه المحطات تعطينا الأمل بأنه ما زال في لبنان اشخاصاً يؤمنون بالإنسان والأرض والهوية، اشخاصاً يؤمنون بمستقبل واعد للأجيال القادمة.
ولا أنسى المبادرات التي قام بها البروفسور بخاش تجاه اهل زحلة في ظل الأزمات المتراكمة، من مساعدات متنوعة او مساعدات طبية او تلقيح طلاب مدارس زحلة ضد فيروس كورونا، وما يزال يسعى لتأمين المزيد.
ما تطلبه زحلة اليوم هو ان نكون على مثال هذا الطبيب الذي لم ينس مدينته واهله وبقي وفياً لتعاليم والده المرحوم جورج بخاش والمبادئ التي نشأ عليها. ما تطلبه زحلة منا اليوم هو ان نكون يداً واحدة متعاضدين متكاتفين، اهل نخوة وداراً للسلام.
وعلى النقيب الجديد مسؤوليات كبرى في وقت هو الأصعب في تاريخ لبنان، ونحن اكيدون انه سيكون على قدر المسؤوليات الجسام وسيفي بكل ما وعد به زملاءه الأطباء والشعب اللبناني خلال حملته الانتخابية."
وتابع سيادته " بالعودة الى قراءة اليوم من الإنجيل المقدس، نرى أن انجيل السامري الصالح هو خير مثال على عمل الرحمة ومساعدة الآخرين، فالطبيب اليوم هو السامري الصالح الذي يأخذ الإنسان على عاتقه بكرامته وأهميته كونه صورة الله، يداويه ويضمد جراحه ويهتم به. ولا يغيب عن بالنا ابداً ان السيد المسيح هو الطبيب الأول الذي داوى الأجساد والنفوس ومن هنا كانت صلاتنا " يا طبيب النفوس والأجساد كلها".
صلاتنا الى الرب يسوع المسيح ان يشفي كل مريض وموجوع ويبلسم جراح المتألمين، ويمد يده مع يد كل طبيب يخفف الأوجاع فنقول:
" أيُّها الرَّب يسوع المسيح يا طبيب النّفوس والأجساد بشفاعة والدتك الفائقة القداسة سيدة النجاة بارك عمل أيدي الأطباء لشفاء المرضى المتعبين، واشف وطننا الحبيب لبنان. آمين.""
وفي نهاية القداس القى البروفسور بخاش كلمة شكر جاء فيها :
" في عروس البقاع ولدت ، وفي عاصمة الكثلكة نشأت ، وفي مدارسنا الرومية الملكية الكاثوليكية تعلّمت ، وعلى ضفاف البردوني لعبت . فأخذت من عروس البقاع الطيبة والأمان والطموح ومن عاصمة الكثلكة العنفوان والصمود في وجه مصاعب الحياة ، ومن مدارسها الصبر والمثابرة ومن البردوني الانسياب وتخطي الحواجز .
عن زحلة مدينتي ومربط خيلي أتكلم ، ولكن دعوني استفيض لاعترف باني ورثت من بيئتي ومن والدي بشكل خاص محبتي لكنيستي التي تقوم على المحبة وعمل الخير والنظر بعين الرحمة الى المحتاج ومساندته قدر المستطاع وكفكفة دموعه اذا امكن . فالف شكر لعائلتي ولبيئتي ولكل من دعمني في مسيرتي الحياتية وكل من شجعني للبدء في مسيرتي المهنية . واؤكد ان ما قمت به من مساعدات مدرسية او طبية او معنوية نابع من قناعة بضرورة الوقوف جنباً الى جنب ورص الصفوف لتمرير هذه المرحلة الدقيقة من حياة وطن مصلوب ينتظر القيامة الآتية لا محالة .
صحيح اني تركت زحلة في ثمانينات القرن الماضي ، ولكن ليس هرباً من وطن معذب ولا طمعاً بحفنة من النقود اجنيها من غربة او هجرة ، بل طلباً للعلم وللتخصص في مهنة اعتبرها انسانية رسالتها بلسمة الجراح واعادة الامل بحياة عادية الى مريض معذب يشكو الماً ووحدة.
وها انا عدت اليها طبيبا ناجحاً تفخر به مدينته ، واعود اليها اليوم نقيباً للاطباء أدافع عن كل طبيب وعن كل موجوع وكل متألم او طالب للشفاء ، وأقف على مسافة واحدة من جميع الاطباء .
احببت ان ابدأ مسيرتي النقابية من هنا بالذات من كنيستي ومن مدينتي ومن بين اهلي ومحبيني لاقوم بواجبي بمباركة سيدنا ابراهيم ابراهيم اولاً والحضور الكريم ثانياً وكل من آمن بي وبقدراتي اكان حاضراً ام غائباً لاسباب اتفهمها واقدرها .
واتعهد من هذا الصرح بان اقوم بمهامي كنقيب لأطباء لبنان في بيروت، وبأن امثّل المجتمع الطبي بكامله بعيداً من السياسة ، وأن ادافع باستقلالية تامة عن كل طبيب اينما وجد على مساحة الاراضي اللبنانية وأن اكون على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء في خدمة الأطباء.
لن اطيل واختم بالشكر لكل من أولاني ثقته ووقف الى جانبي منذ بدء مسيرتي المهنية وصولاً الى ما انا عليه اليوم واهدي نجاحاتي برمتها الى كنيستي واهلي وكل من ساعد في تحقيق طموحات سأجيرها لخدمة بلدي والطب ."
وبعد القداس انتقل النقيب بخاش والمطران ابراهيم الى صالون المطرانية على انغام موسيقى الكشاف الماروني، وفي الصالون جرى قطع قالب حلوى احتفالاً.
وتقبل الدكتور بخاش تهاني الحضور متمنين له التوفيق في مهامه الجديدة.