على مدار سنوات، اعتاد المقاولون وزبائنهم الذين يرغبون في إضافة أدوار زائدة عن قدرة المبنى المصرح به، أن يبدأوا عمليات البناء السرية ليلة الخميس والجمعة، مستفيدين من الإجازات الرسمية للمسؤولين المحليين في مصر، وأيضا من عدم ضغف حركة المارة في الشارع، ليفاجأ السكان مطلع الأسبوع بأن طابقا زائدا قد بُني ليلا.
هذه قصة قصيرة لأبراج طويلة شقت طريقها إلى السماء، فيما لم تضرب جذورها الأرض بالشكل الهندسي الملائم في مصر.
ومع هذه الأبنية الشاهقة التي تتراص جنبا إلى جنب وتفصلها أزقة ضيقة، يمكن لأي كارثة أن تحدث، فإما حريق يهدد الجميع أو بناء ينهار مسببا أضرارا بشرية مخيفة.
ومن بين تلك "العقارات السوداء" في مصر، تسبب واحد في كارثة كبرى في حي الهرم بعد أن ظل مشتعلا لأربعة أيام تقريبا، في الوقت الذي صدر به قرار بعد تدخل قوات الحماية المدنية مرة أخرى في الحريق لكي لا يسقط البناء في أي لحظة، بعد أن تمت السيطرة على النيران التي أكلت الأخضر واليابس.