من النادر جدا أن يتوحّد اللبنانيون حول هاشتاغ واحد في ظلّ اختلاف انتماءاتهم السياسية، فمن المتعارف عليه عادة أن انتشار الهاشتاغ يحمل معه موجة من التأييد والمعارضة في اي قضية وطنية او اجتماعية، الا أن "بنت العهد" استطاعت خلال دقائق تغيير المعادلة.
إذ حلّت مساء أمس مستشارة رئيس الجمهورية السيدة "ميراي عون الهاشم" ضيفة على برنامج #لهون_وبس الذي يُعرض على شاشة الـ LBCI في محاولة لوضعها تحت المجهر الشعبي الذي كان في انتظارها "عالكوع" بجهوزية تامة ليرصد هفوة او "مزحة" تمكّنه من فتح جبهة "بتفشّ الخلق" لا سيما لدى مناصري الأحزاب المعارضة. لكنّ "البنت" التي استطاعت ان تكسب ثقة والدها، حتى أصبحت ذراعه اليمنى في القصر الرئاسي، لم تعجز عن كسب قلوب المشاهدين واحترامهم، فما بين هيبة الحضور والثقافة الفكرية واللياقة الأدبية تشنّجت أنامل المغرّدين امام الوجه الآخر لامرأة غالباً ما كانت تظهر الجدية على ملامحها والحدّة في آرائها السياسية.
وقد أجابت ابنة رئيس الجمهورية على جملة من الأسئلة التي طرحت عليها، ما بين الهزل والجد، برقيّ ليس ببعيد عن امرأة حرصت خلال مسيرتها على ضخّ الدم في العلاقات الباردة بينها وبين مجموعات من الحزبيين، وانفتحت على الوجوه الشبابية وتفاعلت معهم سواء عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي او عبر المشاركة في مختلف نشاطاتهم.
ومن الشائع جدا أن العاملين في مجال السياسة والشأن العام لا يملكون الوقت الكافي لممارسة هواياتهم البسيطة، ولكنّ "ميراي" ولدى سؤالها عن أغانيها المفضلة لبعض الفنانين وعن الوقت الذي يتسنّى لها لمتابعتهم أجابت" بعجقة السير ايه"! إجابةٌ أثارت استغراب بعض الناشطين على "السوشيل ميديا" الذين تساءلوا "بنتو للعهد بتعلق بعجقة سير"؟ سؤال طبيعي لمن لا يعرف "ميراي عون" عن قرب لكنّ مصادر مقرّبة من العائلة تؤكد على أن البنت الكبرى المدللة، كما يصفونها، ترفض استعمال سيارات القصر المتوافرة لها، وتستمتع بقيادة سيارتها الخاصة.
تقول "ميراي عون" في سياق الحديث عن الفنانين اللبنانيين المفضلين لديها، أنها تحب الاستماع الى ملحم زين ومعين شريف وناصيف زيتون وأدهم نابلسي، وأنها تحترم جدا الفنانة إليسا فهي "ليست خبيثة" لأنها تجاهر بانتمائها السياسي، الأمر الذي تحترمه "ميراي" جدا، فلا مشكلة في الاختلاف ابدا حتى وإن كان مغايراً لخط التيار الوطني الحر، شرط الا يكون الفنان "خبيثاً"..
وعن العلاقة مع تيار المردة، تقول "ميراي": نحن لسنا في خصومة، انما في منافسة حزبية، والعلاقة جيدة على الصعيد الشخصي، أما عن العلاقة مع الرئيس بري وعن إمكانية تهدئة الخلافات والمناكفات تجيب: بدك تسأل الرئيس بري! وتؤكد "ميراي" << انا مش مخانقة مع حدا>>
ولم يفت "الحرتقجي" هشام حداد سؤال ضيفته عن موقفها من قضية الاعلامي "مارسيل غانم" على اعتبارها أمراً يمسّ بحرية الاعلام لتجيب "ميراي" نحن كنّا في مرحلة دقيقة جدا وضعت الوطن في أزمة كبيرة "الله لا يعيدا" وكان الهدف منها أن تحصل "بلبلة" في لبنان لذلك كنا مضطرين على التهدئة في حين أن البعض آنذاك افتقد لحسّ المسؤولية، هي ليست "هزة عصا" كما يدعي المغرضون، انما جاء الاستدعاء قانونيا للاستماع الى "مارسيل" كشاهد، ولكن الأمور تطورت فأصبح القضاء مضطرا للدفاع عن نفسه.
وقد تطرّأ البرنامج ايضا الى مبدأ فصل المقعد النيابي عن الحقيبة الوزارية بحيث لا يحقّ للنائب الناجح في الانتخابات النيابية أن يصبح وزيرا، ضمن سؤال من مقدم البرنامج "بعدكم على موقفكم" ؟ لتؤكد "ميراي" على أن هذا المبدأ سليم جدا، وأن لا تبديل في المواقف فيما يتعلق بهذا الموضوع، الأمر الذي أثار النكات حوله من قبل بعض الناشطين المعارضين لسياسة التيار الوطني الحر، في دعوة منهم الى الدعاء إذاً بالتوفيق للوزير "جبران باسيل" في الانتخابات النيابية...
"ميرو"، كما لقّبها الاعلامي هشام حداد عند بداية الحلقة، في اشارة منه على العلاقة الوطيدة التي تجمعه بعائلة عون، لم تفارق الضحكة وجهها أبدا طوال الفقرة، بحيث أجمع المغردون على أنها نموذج للمرأة اللبنانية المثقفة والذكية والراقية و "بينشاف الحال فيها" مطالبين اياها بالترشح للانتخابات النيابية: "خلوا النسوان تحكم، جرّبنا الرجال ووصولنا عالخراب". لكن "ميراي"تؤكد: لستُ مرشحة، وعن معركة الانتخابات تقول: لتحسم صناديق الاقتراع رغبة اللبنانيين".
وعلى الرغم من أن قلة قليلة من التغريدات لم تنصف "ميراي ميشال عون" بدافع الاختلاف السياسي، الا أن معظم الناشطين اتفقوا على أنها شخصية رصينة عفوية وقوية و"بعيدا عن الانتماء السياسي والطائفي والحزبي، يقول احد المغردين، حبيت ميراي عون"، في حين غرّد آخر: بصراحة خلتني حبّ الرئيس عون"!