التبويبات الأساسية

سعاده في وضع حجر الاساس لحديقة الدكتور عبدالله الخوري: ثار على نظام الطوائف والمحاسيب والازلام ولم يرتدع من الم السياط واحكام الإعدام

رعى النائب سليم سعاده وضع حجر الاساس لحديقة الدكتور عبد الله سعاده العامة في كحالون - اميون، والتي دعت اليها بلدية اميون، في حضور رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، الدكتورة ليلى عبد الله سعاده، المنفذ العام للكورة الدكتور جورج البرجي، رئيس بلدية اميون مالك فارس، رؤساء بلديات سابقين وحاليين، مخاتير، مسؤولي جمعيات ثقافية، اجتماعية، تربوية وإنمائية، وحشد من ابناء المنطقة والمهتمين.

بعد النشيد الوطني، رحبت عضو البلدية واللجنة الثقافية رولا سمعان بالحضور، مشيرة الى "اهمية المناسبة لاهالي المنطقة"، مؤكدة "ان للامكنة ذكريات حلوة، معرفة بالمكان الذي هو عبارة عن ارض تضم اشجار الزيتون وكثير من الذكريات للراحل الدكتور عبد الله سعاده".

سعاده

والقى النائب سعاده كلمة جاء فيها: "لم يكن الامين الراحل الدكتور عبد الله سعاده ملكا لعائلته يوما من الايام بل كان ملكا عاما إستنادا الى سيرة حياته وتضحياته الجسام، كان ملك الكورة ساسيا وإجتماعيا وطبيا وانسانيا. وكان ملك النهضة القومية الاجتماعية حزبيا وفكريا وفلسفيا وإيمانيا ايضا".

وتابع: "ما استطاع الامين الراحل ان يزاوج بين الاثنين كمرشح النهضة عن المقعد النيابي في الكورة. في مرات ثلاث لم يسمح له فيها بان يفوز على الرغم من أنه كان الأقوى إستنادا الى الأرقام الانتخابية. وأسباب خسارته حديث يطول يعرفه القاصي والداني. وجريمة نكراء من جرائم الدولة اللبنانية التي انهارت ركائزها وتناثرت مكوناتها نتيجة الحرب الاهلية المدمرة".

وقال: "نعم، لقد كان عبدالله سعاده ملكا عاما. واليوم نحتفل بوضع حجر الاساس لحديقة عامة في كحلون تحمل اسمه، وهكذا تعود الارض الى صاحبها راضية مرضية. والفضل في ذلك يعود الى بلدية اميون التي أحبها عبد الله سعاده حتى العبادة، وأحبته هي ايضا حتى العبادة بالرغم مما تحملته أميون بسببه من سجون واضطهاد وظلم وتعسف ذاقت طعمه المر حلاوة في صدرها وقلبها وحلاوة في عقلها وروحها وحلاوة في عزتها وكرامتها. لقد خسر عبدالله سعاده معاركه الانتخابية في الخمسينات والستينات والسبعينات لكنه نجح من بعدها في معارك ثلاث اي في التسعينات وفي الالفين وفي هذا العام ايضا. أقولها بصراحة المؤمن بدون تردد أو إحراج أو خجل، لو لم يكن عبدالله سعاده ملكا للنهضة القومية الاجتماعية وملكا للكورة ايضا، لما كنت اليوم نائب النهضة عن مقعد الكورة في المجلس النيابي".

واضاف: "أتحدث اليوم بإسم جميع اقرباء عبد الله سعاده وأصدقائه ومحبيه ومؤيديه ورفقائه الأحياء منهم والاموات، كما أتحدث بإسم الذين أحبوه نقلا عن السنة أمهاتهم. أتحدث لاشكر بلدية أميون ونائب رئيسها ومجلسها البلدي على هذه الهدية الثمينة الغالية التي تفوح في رمزيتها نورا وعطرا وتشح زيتا زيتونيا. هذه الهدية المباركة التي تمثل عربون وفاء للنمر الابرص والجراح المميز والعقل المبدع والخطيب العجائبي الساحر والقائد البطل الذي اسس أول معارضة سياسية في تاريخ الكورة منذ الاستقلال، وبإسم النهضة القومية الإجتماعية وحرر مواطنيها من عقد الخوف والتبعية ومن ذهنية التزلف والتملق. لقد ثار عبدالله سعاده على نظام الطوائف والمحاسيب والازلام كرئيس للحزب السوري القومي الاجتماعي وهز شباكه ولم يرتدع من الم السياط واحكام الإعدام، بل عاد ليترشح عن مقعد الكورة العام 1972 بإسم النهضة مجددا".

وتابع: "عبد الله سعاده هو اللغز الكبير، هذا العملاق الذي يحب ولا يكره، يظلم ولا يحقد، يخسر ولا ييأس، يعطي ولا يأخذ، يصلح ولا يفسد. عبدالله سعاده هذا الثائر العنيد السموح الذي تخلى عن مملكة بكاملها في سبيل النهضة، وعن ولد من أولاده في سبيل وحدة الوطن. ولم ينزل من عليائه حتى على فراش الموت، فهنيئا لك يا أبا حنا في عليائك، اما نحن هنا، فكلما طلبناك وجدناك ياأجمل وأبهى واعظم سطر من سطور تاريخ الكورة منذ كان للكورة تاريخ".

وشكر رئيس البلدية عائلة الدكتور عبدالله سعاده "التي قدمت العقار الذي سيقام عليه الحديقة والتي تبلغ مساحتها 12 الف متر مربع، وقد سميت الحديقة بإسمه تيمنا"، كما حيا "كل من أسهم في تحقيق المشروع والذي تكمن أهميته في انه يحدد موقع كامل المشروع"، مؤكدا "ان اميون تشتهر بتراثها العريق وبناسها الذين وسموا بالمعرفة والثقافة، الا انها تفتقر الى المساحات الخضراء التي تحرص البلدية على تأمينها لذلك السعي اليوم لتجسيد هذا المشروع والبدء بتنفيذه بالتعاون مع الجميع معتمدين على الاموال من فائض ارباح مهرجان أميون التراثي ومساعدات الافراد".

واستعرض فارس تفاصيل المشروع وما يتضمن من حدائق وملاعب ومسارح ومسار للدراجات ولممارسة رياضة المشي ومساحات للنشاطات الثقافية والمسرحية ولمهرجان اميون التراثي.

كما واسف فارس للظروف البيئية الموبؤة التي تعاني منها الكورة "فالمؤسسات والشركات الخاصة لا تراعي اي نوع من الانضباط أو الالتزام بالقوانين التي تحافظ على صحة المواطنين، وهذا ما يؤدي الى أزمات صحية وامراض مستعصية"، لذلك دعا فارس "كل سياسي نظيف، متجرد، يحارب الفساد المتفشي في المجتمع الى ان لا يهادن او يراوغ بل ان يكون همه مصلحة المواطن وإجراء الاصلاحات التي تهمه".

ثم توجه الجميع الى الحديقة حيث بارك الكاهن نقولا مالك حفل وضع حجر الاساس، وبعد قص الشريط وازاحة الستارة عن اللوحة وقطع قالب الحلوى، شارك الجميع بحفل كوكتيل اقيم للمناسبة .

صورة editor14

editor14