افتتح وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق المؤتمر الطبي الثاني الذي نظمته الجامعة الأميركية في بيروت للتشخيص والعلاج من الأمراض السرطانية والمستعصية، ولاسيما البروستات والغدد الصماء بواسطة المواد الذرية، وذلك في المركز الطبي، مبنى حليم وعايدة دانيال، في حضور مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي، ممثل رئيس الجامعة الأميركية الدكتور زياد غزال، ومدير قسم الطب النووي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محمد حيدر، وحشد من الأطباء المتخصصين اللبنانيين والأجانب الذين يحضرون المؤتمر على مدى يومين.
وأكد جبق في كلمته أن «هذا المؤتمر واحد من المؤتمرات النادرة الذي يعرض أحدث التقنيات الطبية لمعالجة عدد من انواع السرطان بالمواد الذرية، وهو علاج اثبت نجاحا متميزا على اكثر من صعيد».
وذكر أرقاماً وإحصاءات توضح واقع المعاناة وتشخص الحاجة الماسة الى تطوير العلاج نتيجة تطور المرض وانتشاره. وقال: بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية، يعتبر السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم (...) وفي لبنان يرتفع عدد مرضى السرطان نتيجة ما يعانيه بلدنا من تلوث بيئي يتطلب دق ناقوس الخطر، لأن عدد المصابين بالسرطان بات مخيفا وتبلغ كلفة علاج مرضى السرطان في وزارة الصحة سنويا حوالي مئتي مليون دولار، رغم أن الحاجة الحقيقية قد تصل إلى أربعمئة مليون دولار، لأن في لبنان ما يزيد على ثلاثة عشر ألف مصاب بالسرطان يتلقون العلاج.
وتابع جبق: هناك إنجازات طبية تتم في لبنان بعلاج سرطان الغدد بالمواد الذرية، والجديد في الجامعة الأميركية إنجاز علاج سرطان البروستات الذي يخفف أوجاع المريض ويحسن حالته إلى درجة كبيرة، وهذا أمر واعد على صعيد لبنان والشرق الأوسط في علاج الأمراض المستعصية.
حيدر
وكان حيدر قد أكد «تطور الطب النووي في لبنان ولاسيما في الجامعة الأميركية في بيروت بحيث تحول لبنان بفضل الجامعة من دولة منتجة للمواد المشعة إلى دولة مصدرة للمواد المشعة الطبية. وقد باتت الجامعة الأميركية من المراكز الأولى والوحيدة في العالم العربي لإنتاج المواد المشعة الطبية المختصة بشكل خاص بتشخيص أورام الدماغ. كما أن الجامعة الاميركية كانت الأولى في استعمال المواد المشعة التشخيصية والعلاجية وخاصة لسرطان البروستات حيث إنها الوحيدة التي تستعمل مادة الـactymium لعلاج سرطان البروستات في الحالات المتطورة جدا».
نصولي
ثم نوه نصولي بالتطور الذي حصل في السنوات الثلاث الأخيرة والمكانة التي انتزعتها وحدة الطب النووي في الجامعة الأميركية في بيروت على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، «حيث أصبحت هذه الوحدة مع مركز الكويت لرقابة السرطان مركزين إقليميين للتميز، بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
غزال
وركز غزال في كلمته على «أهمية الطب النووي الجديد والمتطور والدقيق بهدف التشخيص والعلاج»، مشددا على «أهمية المؤتمر الذي يجمع خبراء من اختصاصات متعددة في العالم بهدف تبادل الخبرات والسعي للتطوير».