إحتفلت المدرسة الوطنية الأميركية في زحلة بتخريج طلاب الصفوف النهائية للعام الدراسي 2015 - 2016، برعاية امين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة. الاحتفال الذي اقيم في المدرسة، حضره النائب ايلي ماروني، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، المتروبوليت انطونيوس الصوري ممثلا بالأب جورج معلوف، المطران بولس سفر ممثلا بالأب جاك حنا، رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ممثلة بالدكتور روجيه سكاف، رئيس مجلس الإدارة عزيز ابو زيد وعقيلته نونا، اعضاء مجلس الإدارة، مديرة المدرسة تمارا الدبس، الهيئات الإدارية والتعليمية في المدرسة، مدراء المدارس والجامعات، المخاتير واهالي الخريجين، وعدد كبير من متطوعي الصليب الأحمر من زحلة وبيروت.
بداية الإحتفال مع النشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب من مقدمة الإحتفال رانيا مرعي ومن ثم دخول الخريجين والخريجات والهيئة التعليمية، كما قدم كورال من تلامذة المدرسة اغاني للفنانين ايلي شويري وزكي ناصيف ووديع الصافي بقياة فادي داغر.
وألقى كلمة الخريجين عن المنهاج العربي الطالب ماهر فرحات والطالبة فرح خربطلي اما عن المنهاج الإنكيزي فألقتها الطالبة دونا عشقوتي، وجرى بعدها تسليم الشعلة من الخريجين الى طلاب الصفوف الثانوية.
الدبس
أما مديرة المدرسة فألقت كلمة تحدث فيها عن التعليم وعن المدرسة وقالت: "لم تكن مدرستنا يوما نمطا مغلقا، يدعي احتكار الحقيقة وامتلاك المطلقات. إننا نرفض أنماطا من هذا النوع ونؤمن بالنسق الفكري المفتوح، الذي يؤلف تأليفا خلاقا بين المتغيرات والثوابت. لذلك، لا تحكمنا هوية تربوية أورثنا التقليد أو الجمود إياها. فالهوية تكوين أكثر منها إرثا، تكوننا ونكونها باستمرار. والتكوين ولادة تكبر بالتفاعل والتجربة، وتغتني بالمعرفة والابتكار. صحيح أن المدرسة بيئة تربوية لكنها ليست بحجمها العمراني مهما اتسع، وليست بضخامة ذلك العمران ولا حتى بجماله. هذه مواصفات مهمة لكنها لا تستوفي الاستثمار المطلوب. فالانسان هو أولوية المدرسة وغاية استثمارها، في روحه وعقله وإرادته وشخصيته".
أضافت: "هذه الهوية التربوية التأسيسية هي التي تعطي خريجنا - مبدئيا- هويته المجتمعية العامة، عبر ايمانه بالمواطنة لا بالالتحاق الفئوي. فالمواطنة بنية ذهنية أولا، ببعد أخلاقي عنوانه ثقافة المساواة والعدل والانماء في ظل قانون قائم، وضمن مشروع دائم التطور. أما الشرنقة المذهبية فهوية مميتة وآفة انتحار. ولبنان الذي لم تتفق بعد مؤسساته الرسمية ومراكزه التربوية على كتاب موحد للتاريخ، لا يمكن ان يتفق على رؤية موحدة للمستقبل. والخطوة الأولى تقضي بتنشئة كل فرد منا على أنه ليس مخلوقا طائفيا بل على أنه مواطن، ناضج، تخطى الطفولة والمراهقة والعبث بمعنى وجوده. أليس العطر طفل الوردة، غير أنه خلافا لجميع الأطفال يولد شابا؟"
كتانة
راعي الإحتفال، امين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة ألقى كلمة هنأ فيها الخريجين وقال: "تذكرونني اليوم بهذا المفصل في حياة الطالب، وانتقاله الى حياة تتطلب منه اكثر مسؤولية وأشد مواجهة والتزام. ان تحديات الحياة خارج اسوار المدرسة تختلف تماما عما هي عليه. ان الدروس التي تعلمتموها ستساعدكم حتما على الدخول في هذه المرحلة الجديدة، ولكني اغتنم الفرصة الفريدة والمشوقة التي اتيحت لي اليوم، لأكلمكم عن تحديات من نوع آخر تتعاظم في مجتمعنا، الا وهي التحدي الإنساني في عالم بات فريسة الصراعات والمطامع وتجاهل القيم".
وتابع: "انضممت الى الصليب الأحمر بدافع الحماس جاهلا معنى التطوع وما سيعنيه لي فيما بعد. لأكتشف مع الأيام بأنه أولا مدرسة في الوقوف بشجاعة في المصاب، المصاب ايا كان. فطالما هو يستغيث بي فأنا أمد له يدي. تعلمت بأن على من يختار الشق الإنساني، عليه الإلتزام بأخيه الإنسان أكان جريحا، مريضا، مهجرا او معدما. تعلمت الدرس الأكبر وهو بأنه علي تخفيف آلامه وخاصة الحفاظ على كرامته. لقد كتب علينا العيش في منطقة عرضة للحروب والأزمات والكوارث الطبيعية، عواصف، فياضانات الى ما هنالك. وهذا ما حتم علينا الإلتزام بالعمل الإنساني، والفهم بأن التقوقع على انفسنا وعدم الحراك نحو الآخر، سيعود علينا بنتائج مخزية. فانخرطنا في الحركة الإنسانية الدولية التفاعلية لتأمين مسقبل مشرف لنا ولمجتمعاتنا".
وعرض كتانة في كلمته لإنجازات الصليب الأحمر اللبناني على كافة الصعد، سواء في خدمات الإسعاف والطوارئ ونقل الدم، ام في قسم الخدمات الطبية الإجتماعية والعيادات النقالة، ووحدة ادارة الكوارث وقسم الناشين والشباب، اضافة الى حملات التوعية التي تنفذ على مختلف ايام السنة.
وختم كتانة كلمته متوجها الى الخريجين فقال: "سوف تختبرون ثقافات مختلفة، وفي ذلك غناكم، وستواجهون المتغيرات والتحديات والمسؤوليات، ولكنكم ستححرون بعد كل لحظة عطاء. فانظروا الى اعلى والى الأبعد، فشعارنا في الصليب الأحمر اللبناني هو: الى ابعد من الواجب وحد الكل".
وقدم عزيز ابو زيد ومشهور ابو حمدان هدية تذكارية لكتانة. بعدها سلم كتانة ودرويش وماروني والى جانبهم عزيز ابو زيد وابو حمدان والدبس، الشهادات للخريجين. واختتم الإحتفال على وقع الألعاب النارية التي اضاءت سماء المنطقة. كما أقيم حفل كوكتيل للمناسبة.