التبويبات الأساسية

التغيير ليس كلمة نقولها ونمضي، إنها قضيتنا ومستقبلنا.
أخيراً، تحقق المتوقع والمدهش في آن معاً. لقد سيطر المستقلون على الانتخابات الطالبية في الجامعة اليسوعية، ليحققوا فوزاً تاريخياً غير مسبوق.
لقد سقطت “قلاع الأحزاب الطائفية” أمام لائحة “طالب” التي اكتسحت معظم الكليّات وفازت بجميع رؤسائها.
فعلى مرّ السنين سيطرت الأحزاب الطائفية على الهيئات الطالبية، وسيطر الخطاب الطائفي والعنصري والرجعي.
واليوم، حان وقت التغيير، من خلال لائحة “طالب” التقدمية التي تحمل ثلاثة مبادئ: العلمانية والديموقراطية التشاركية والعدالة الاجتماعية.
الانتخابات الطالبية الدليل الأول على ما حققته ثورة 17 تشرين الأول 2019. فساحات الثورة احتضنت الطلاب ومطالبهم وجمعتهم تحت قضية موحدة، هي التغيير. بالإضافة إلى أنها كسرت حواجز الخوف وخصوصاً الخوف من الاختلاف.
أما ما حاولت فعله الأحزاب من تضليل وتخوين فلم ينفع. لقد أصبحت أفلامها قديمة ومحروقة.
واليوم، كان القرار للطلاب، لأصحاب الأصوات الحرّة التي هزّت ساحات 17 تشرين.
لقد انضم إلى النادي العلماني قرابة 100 عضو من مختلف الكليات والأحرام الجامعية في الجامعة اليسوعية تحت مبادئ واضحة. وتمكنوا من خوض انتخابات تاريخية. ارتفع النادي العلماني فوق شتى الخطابات الطائفية والعنصرية والمناطقية وفاز على من خوّن وضلّل. فأتت النتائج على التوالي: رئاسة 12 من 12 كلية ضمنها كلية الحقوق والعلوم السياسية، وفوز 85 مرشحة ومرشحاً من أصل 101 في الكليات الـ12 مع خرق ضئيل لمرشحي الأحزاب.

استمرت العملية الانتخابية 4 أيام، تخللتها إشكالات وأجواء طائفية مشحونة من قبل أحزاب السلطة، لا سيّما “حزب الله” و”القوّات اللبنانية”، وتحريض إعلامي مبرمج ضدّ اللوائح المستقلّة، خصوصاً في كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة التي تمكّن النادي من الفوز بها أيضاً.
وهناك أحزاب تكذب في شأن النتيجة وكأنها لا تصدق أنها هُزمت.
على هذا النحو، يبدو أنّ التغيير بدأ، وهو آت لا محالة، وأنّ الحركة الطالبية أصبحت على همّة لاستعادة الجامعات في الغد القريب، والوطن مستقبلاً.
(مرشحة ضمن لائحة “طالب” فازت بالتزكية في الجامعة اليسوعية)

صورة editor3

editor3