رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ازاحة الستارة عن تمثال المغترب اللبناني، بدعوة من القنصل الفخري في هاليفاكس وديع فارس وعلى نفقته الخاصة، خلال احتفال اقيم على الواجهة البحرية لمدينة هاليفاكس، تقديرا ووفاء للانجازات التي حققها الاجداد عندما وصلوا الى شواطئ هذه المدينة عبر السفن منذ مئات السنين.
حضر الاحتفال الى الراعي رئيس مجلس النواب الكندي جيف ريغن، رئيس مجلس وزراء مقاطعة نوفا سكوتشيا ستيف مكنيل، وزيرة الهجرة والثقافة لينا دياب، وزيرة الخدمات الداخلية باتريسيا عرب، رئيس بلدية هاليفاكس مايكل سافج، مطران اللاتين في هاليفاكس الكاردينال انتني مانسيني، المطارنة بولس صياح، بول مروان تابت، سيمون فضول، كاهن كنيسة مار انطونيوس للروم الارثوذكس مكسيموس صيقلي، القنصل وديع فارس وعقيلته، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير وعدد من القناصل الفخريين، شخصيات روحية، سياسية، ممثلين عن الاحزاب اللبنانية في هاليفاكس، حشد من ابناء الجالية اللبنانية في المدينة .
فارس
بعد النشيدين اللبناني والكندي وكلمة عريفة الاحتفال، القى فارس كلمة وصف فيها هذا اللقاء ب "اليوم الوطني بامتياز تحتفل به جاليتنا اللبنانية في مدينة هاليفكس بازاحة الستارة عن تمثال المغترب اللبناني، في حضور وبركة غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رئيس الكنيسة المارونية الذي نكن له محبة خاصة، وهو بدوره يكن لهذه المدينة وأهلها محبة أبوية مميزة، فشكرا على وجودك في ما بيننا ضيفا عزيزا".
وأضاف: "تخليدا لمسيرة اجدادنا المشرفة، ولكي يبقى إسم لبنان محفورا في الأذهان ومطبوعا في ذاكرة التاريخ، ولكي نجعل من تاريخنا أمثولة لأجيالنا الصَّاعدة فلا ينسوا أن نجاح جاليتنا مبني على سواعد شعب حفر الصخر وزرعه، ها هو نصب المغترب اللبناني يقف بفخر على الواجهة البحرية لمدينتنا التي احتضنت أجدادنا وأهلنا وأضحت بيتا لنا. ها هو نصب المغترب اللبناني يخبر قصة شعب تحدى وجع الفراق وغصة الرحيل، قصة شعب زرع لبنانه في كل بقعة حل فيها، حكاية شعب أصبح رقما صعبا ومثالا يحتذى به".
وختم: "لا يسعنا في هذه المناسبة، ومن على هذا المنبر، وباسم الجالية اللبنانية في هاليفكس، إلا أن نوجه تحية إكبار وافتخار لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المؤتمن على حرية لبنان وسيادته وكرامة أهله".
الراعي
وجدد الراعي في كلمته "شكره للدولة الكندية على احتضانها لابناء الجالية اللبنانية على ارضها، وللقنصل فارس على تقدمته هذا التمثال الذي يجسد تاريخ هجرة اول لبناني الى هليفاكس".
واشار الى ان "هذا التمثال يجسد ابعادا ثلاثة. ابعاد هي الخروج من الارض والمغامرة والطموح، وقال: "هذا التمثال يخاطب المسؤولين في لبنان ويقول لهم انا خرجت وضحيت واطلب منكم ان تخرجوا من مصالحكم وحساباتكم الصغيرة من اجل لبنان والدولة اللبنانية. فلا تخافوا لانني انا لم اخف بل غامرت وكانت كلفة ترك الارض والهجرة كبيرة، ولكن وجدت الكثير بهذه المغامرة لذلك نقول لا تخافوا ان تركتم مصالحكم الصغيرة من اجل بناء وطن ودولة لان ما تبنوه لكم زائل معكم لكن الدولة تعطيكم معنى لحياتكم".
واضاف: "هذا التمثال يقول للمسؤولين اللبنانيين انا غامرت وسرت نحو المجهول، فغامروا انتم ايضا وسيروا الى الامام لانكم لا تستطيعون من دون المغامرة بناء دولة كانت موجودة وهي تسير نحو الخراب وانتم مسؤولون عن اعادة بنائها. دولة عمرها 99 سنة كانت تسمى في الخارج سويسرا الشرق، ونحن لا نقبل ان تصل الى ما وصلت اليه اليوم وكأنها اصبحت في المرتبة الاخيرة بين الدول لذلك عليكم المغامرة من اجل بنائها من دون خوف".
وأضاف: "هذا التمثال يقول ايضا للمسؤولين" فليكن لديكم الطموح واخرجوا من تقوقعكم ومن حساباتكم الرخيصة ونفوذكم وعالمكم الصغير واطمحوا الى العالم الاكبر لان العالم بأسره ينظر الى لبنان، ولا تستطيعون انتم تصغيره الى حجمكم، وليكن طموحكم ببلد كبير بين بلدان العالم".
وتوجه الى ابناء الجالية الحاضرين، بالقول: "هذه الكلمات والمشاعر موجودة في قلوبكم في كندا وفي قلوب كل ابناء الجاليات اللبنانية في انحاء العالم، وبالرغم مما حققتموه من نجاحات حيثما انتم، انما تبقى الكآبة موجودة لديكم على وطنكم لبنان ألا يكون كالاوطان التي استقبلتكم لذلك انتم تتكلمون من خلال هذا التمثال".
وختم الراعي: "لا احد يبني شيئا كبيرا ان لم يخرج من ذاته، فعلى المسؤولين عندنا ان يخرجوا من ذاتهم من اجل بناء الوطن".
وتخلل الاحتفال كلمات لكل من ريفن ومكنيل وسافنج اجمعوا فيها على شكر القنصل فارس وعقيلته على ما يقدمانه سواء اكان لهليفاكس او للجالية اللبنانية، منوهين بالنجاحات التي حققها اللبنانيون في هاليفاكس على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، واكدوا "ان الشعب اللبناني شعب جبار وطموح".
بعد ذلك، ازاح الراعي وتابت وفارس الستارة عن التمثال على اغنية الراحل الكبير وديع الصافي "طلو حبابنا طلوا" وسط تصفيق ابناء الجالية اللبنانية التي ادمعت اعين الكثيرين منهم، ثم لبى الحاضرون دعوة فارس الى مأدبة غداء اقامها على شرف الراعي والوفد المرافق.