التبويبات الأساسية

استوقفني كلام رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، أمام الجالية اللبنانيّة في ستراسبورغ الفرنسيّة، لا لجهة مضمونه السياسي، وفيه ردّ على منتقدي العهد، بل لجهة الاتهام الذي وجّهه الرئيس الى الصحافة، واصفاً ما تكتبه بـ “الفوفاش”.
ليست هذه السطور في إطار ما يوجَّه الى الرئاسة من سهام. لسنا معنيّين هنا بهذا الأمر. كنّا ننتظر من نقابتَي الصحافة والمحرّرين أن تقوما بواجبهما، إلا أنّ النقابتين في استقالةٍ من الدور المُجدي منذ عقود.
نعرف، يا فخامة الرئيس، بأنّ بعض الصحافة يجنح نحو “الفوفشة” فيتحامل، ويحمّل سياسيّين ذنباً لم يرتكبوه. الجميع يستخدم الصحافة لهذا الدور، بما فيه فريقكم السياسي. ولكن، هل يجوز تعميم وصف ما تكتبه الصحافة من انتقادات بـ “الفوفاش”؟
هل علمتم، يا صاحب الفخامة، بما حصل طيلة أسابيع في المطار من زحمة، وما يحصل باستمرار من فوضى؟ لم تسافروا، وهذا حقّ، مثل الركّاب الآخرين لتدركوا أنّ المطار في حال يرثى له.
وليست الطرقات أفضل من حال المطار. هناك يموت الناس، إما بسبب واقع الطرقات وإما قهراً نتيجة الزحمة. وفي الإدارات، كلّها تقريباً، ينتشر الفساد بشكلٍ غير مسبوق. تحتاج معاملة بسيطة لأشهر، ويُذَلّ المواطنون إن لم يرشوا الموظفين.
أما القضاء، وقد أشدتم به أول من أمس يا صاحب الفخامة، فتعمّه المحسوبيّات ويشكو من التأخير، لسنوات، في إصدار الأحكام. هل أخبروكم أن لا كهرباء في قصور العدل، وبعض الأحكام تصدر على ضوء الشمعة، ونحن في العام الثامن عشر من الألفيّة الثالثة؟ وهل تدركون واقع الهيئات الرقابيّة التي تبدو، في الكثير من القضايا، كأن لا حول لها ولا قوّة؟
البلد ليس بخير، فخامة الرئيس. الطائفيّة تزداد، وقد شهدنا أسوأ نموذج عنها في الأيّام الأخيرة، عبر الانتقام من موظفين. ومن انتقم محسوب عليكم، للأسف، وهذه لم تكن يوماً مدرستكم. كأنّنا عدنا الى الذبح على الهويّة.
ولسنا، بالتأكيد، نحمّلكم مسؤوليّة مصائب البلد كلّها. ولكن، لا يجوز، أبداً، أن يقال إنّ البلد بألف خير والصحافة هي التي تسيء الى صورته.
لا يا فخامة الرئيس، هذه الطبقة السياسيّة هي التي تسيء للبلد، وهي التي تحتاج الى الإصلاح والتغيير المنشودَين.
في العام ١٩٩٦، مُنعتم يا فخامة الرئيس من إلقاء كلمة أمام البرلمان الأوروبي، وكنتم في المنفى. اليوم عدتم لإلقاء كلمة فيه وقد أصبحتم في سدّة الرئاسة. إنّه انتصار عظيم لكم. منحكم الله العمر الطويل لتحقيق انتصارات للوطن. انتصارات حقيقيّة… لا “فوفاش”.

صورة admin

Lebanon Gate

في ظل تطور وسائل الإعلام وتغيّر أدوات التعبير والإتصال ونقل الأخبار، ومع موجة وسائل التواصل الإجتماعي، كان لا بدّ لنا من مواكبة العصر فكان موقع " ليبانون غايت" Lebanon Gate. أصبح من البديهي أن نقدّم الخبر والمعلومة بطريقة سريعة، فعّالة و تبادلية أيضاً. إن موقعنا هذا هو "بوابتك إلى الحقيقة" حيث نسعى إلى جعله منصّة يدخل القارىء من خلالها إلى المجتمع اللبناني والعالم العربي. هنا يطلع على كل جديد و حاصل. هدفنا إبراز الحقائق، توفير الوقت و مواكبة السرعة قدر الإمكان. أخبارنا من كافة المصادر المحلية و الدولية الموثوقة وتغطي كافة المجالات والميادين. موقعنا منبرٌ لكل صوت حرّ، صادق و حقيقي. طموحنا توسيع شبكة الإتصال و الأخبار لتطال كافة الأراضي اللبنانية والدول العربية أيضاً. فريق عملنا فريقٌ مستعدٌ ومتأهب على مدار الساعة لملاحقة الأخبار والمعلومات، الآراء والمقالات، وكل ما هو جديد ونوعي من أجل خدمة الناس دائماً.