أقام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري غروب اليوم مأدبة إفطار في السراي الكبير على شرف الهيئات الاقتصادية والجمعيات المصرفية والصناعية والتجارية حضرها وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، السيدة نايلة معوض، السيدة صولانج الجميل، الوزير السابق سمير مقبل، نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد شقير، رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس وعدد من الوزراء والنواب السابقين وحشد من الشخصيات ورؤساء وأعضاء الجمعيات التجارية والصناعية والمصرفية ورجال الأعمال.
وقال الرئيس الحريري خلال المأدبة: "رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير. بداية أود أن أشكركم جميعا على وجودكم هنا في هذه الليلة المباركة. أعرف أن الجميع ينتظر في هذه الأيام أن يبصر قانون الانتخاب النور، وإن شاء الله هذا الأمر سيحصل. بالأمس عقدت اجتماعات وكذلك اليوم وفي الغد، لكي ننجز هذا القانون. وكما تعلمون جميعا، فإن قانون الانتخابات قائم على 15 دائرة وعلى النسبية. هناك بعض التفاصيل التي يجب أن نتوافق عليها جميعا، وإن شاء الله يتم ذلك. قد تكون ميزة ما يحصل اليوم في تاريخنا أنه منذ أيام الطائف وحتى اليوم، هذه هي المرة الأولى التي نجلس فيها نحن اللبنانيين لنتوافق على قانون انتخاب بهذا الشكل. ربما تشنج الجو في بعض الأحيان، ولكني أعتقد أن كان في الأمر إيجابية للبلد لأننا كلبنانيين نجلس حول طاولة واحدة ونحل أمورنا بأنفسنا".
وأضاف: "أنا أرى أن في كل الأمور التي تجري اليوم في البلد ناحية، وإن كنا نراها أحيانا بسلبية. في السابق كان يقال لنا أن هذه هي الموازنة فاعتمدوها، وتفضلوا عينوا فلانا في هذا المنصب، وكانت تفرض الأمور علينا فرضا، إن كان في قانون الانتخاب أو في غيره من الأمور. ولكن بعد استشهاد الوالد الرئيس الشهيد رفيق الحريري تغيرت كل الأمور، وقد يكون انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون تجربة لكي نعمل كلبنانيين لتفادي وقوع أي مصيبة، بعدما بقينا ثلاث سنوات من دون رئيس جمهورية".
وتابع : "نمر حاليا بتجارب بدستور الطائف، ولا سيما حين نرى ما يحصل حولنا من حرائق في سوريا أو العراق أو مصر أو العديد من الدول، نقول أنه الحمد لله أن الله حفظنا، وحافظنا نحن على أنفسنا وساعدنا بعضنا البعض لكي نحمي البلد. فأهم ما في لبنان أنه مهما علا التوتر نتمكن في كل مرة أن نصل إلى أماكن نتوافق عليها، ولا سيما الحفاظ على استقرار البلد. كذلك أود أن أنوه بأن المرحلة السابقة لم تكن كلها صعبة، فهناك مراحل لولا أن الجيش من جهة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جهة أخرى لما تمكنا من الإمساك بالبلد والحفاظ عليه، إن كان أمنيا أو ماليا واقتصاديا، وهذا بجهود قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي والحاكم سلامة. أنا أشكرهما شخصيا لأن تلك المرحلة كانت صعبة وبالرغم من ذلك تمكنا من الإمساك بزمام الأمور".
وأردف : "الآن سننجز إن شاء الله قانون انتخاب، وكل تركيزي في المرحلة المقبلة سيكون على الاقتصاد. فنحن نعمل على مشروع اقتصادي كبير جدا للبلد، وبقدر ما هو قانون الانتخاب مهم بالنسبة إلى الناس، إلا أنهم برأيي بحاجة أيضا إلى الكهرباء ومياه واتصالات وتوفير فرص العمل وزراعة حقيقية واقتصاد قوي. كل تركيزي في المرحلة المقبلة سيكون على حاجات الناس وإيجاد فرص عمل لهم. فأنا أرى أن هناك الكثير من العمل الذي من الممكن القيام به ونحن قادرون على القيام به، وخاصة في ظل التوافق الموجود حاليا في البلد. وربما بعد شهر أو أكثر بقليل من انتهاء شهر رمضان المبارك، سنقدم للبلد مشروعا اقتصاديا متكاملا، إن كان بالبنى التحتية أو الكهرباء أو المياه أو الاتصالات أو الزراعة أو كل النواحي الاقتصادية المهمة. وأكثر ما نركز عليه توفير فرص عمل للشباب والشابات، وأنا برأيي أننا نمتلك الكفاءات الكبيرة جدا داخل البلد وكذلك خارجه ممن يجب أن نستعيدهم، فمن يعيشون في بلاد الاغتراب يجب أن يعودوا إلى لبنان. والحمد لله الوضع الأمني مطمئن، فالوضع الأمني الموجود في لبنان اليوم، وبفضل هذا الاستقرار السياسي وعمل الأجهزة الأمنية الكبير، نتمكن من جذب العديد من السياح والحمد الله البلد آمن".
وختم الرئيس الحريري قائلا: "رمضان كريم، وآمل أن يكون شهرا مباركا على الجميع ونراكم مجددا في السراي، ليس فقط في شهر رمضان بل في كل أيام السنة".