حلت الذكرى العاشرة لاختطاف مطراني حلب للروم والسريان الارثوذكس بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، فيما المساعي الناشطة لمعرفة مصيرهما لا تزال مستمرة، ويضطلع المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم بجزء كبير منها، مستكملا ما كان بدأه منذ الأيام الأولى لوقوع مأساة الاختطاف.
لكن هذه المأساة لم تكن حدثا عابرا، أو بِنت لحظتها، أو خطأ غير متعمد، بل كانت مؤشرا لخطة في منتهى الخطورة، بدأت منذ الغزو الاميركي للعراق في العام 2003، عندما دفع مسيحيّوه ثمنا غاليا من دمائهم واملاكهم وجنى اعمارهم، بعدما أُرغموا على النزوح عنه، وهم في عمق النسيج الوطني والقومي لبلاد ما بين النهرين، أرضهم التاريخية، حيث جذورهم ومنابتهم. ويكفي التمعن في أعدادهم راهنا ومقارنتها بما كانت عليه قبل هذا الغزو، للدلالة على الخسارة الاستراتيجية التي منيوا بها. ولم يقتصر الأمر على العراق، فبعد سنوات نَبت ما سُمّي «الربيع العربي» الذي لم يلبث أن تحول إلى جحيم مقيم بفعل السياسة التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون اللذين راهنا على الاخوان المسلمين لإحداث تغيير في الانظمة العربية القائمة، خصوصا في مصر وسوريا. وكاد الاقباط أن يكونوا من ضحايا هذا «الربيع»، لو أنّ حكم الرئيس الراحل محمد مرسي استطاع الثبات والاقلاع.