التبويبات الأساسية

ودعت وقفية سيدة العناية بتولية البطريرك الماروني في ادونيس - جبيل مؤسسها الواهب الرئيسي المرحوم جورج كيوان في مأتم شعبي مهيب. ورأس صلاة الجنازة لراحة نفسه في كنيسة سيدة العناية في الوقفية النائب البطريركي العام المطران انطوان عوكر ممثلا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في حضور راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران حنا رحمة، المطران انطوان عطالله، خادم الوقفية الاب انطوان خضرا ولفيف من الكهنة والاباء، رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية لابناء جبيل وكسروان الشيخ حسين شمص وابناء الوقفية وقرى قضاء جبيل.

بعد الانجيل المقدس القى عوكر كلمة استهلها بنقل تعازي البطريرك الراعي متحدثا عن فضائل الراحل الروحية والانسانية في حياته التي كرسها لخدمة الرب يسوع والعذراء مريم وقال: "فقيدنا عاش ومات بهدوء ملتزما بالفضائل الايمانية وصولا الى تأسيس هذه الوقفية لكي تكون مقصدا لكل مؤمن".

واشار الى ان "لا يوجد في المسيحية شيء اسمه قضاء وقدر او صدفة بل يوجد علامات أزمنة علينا قراءتها بتمعن وهي تجلت اليوم بوفاة فقيدنا في عيد القديس ميخائيل وفي ختام السنة الطقسية وتاريخ وفاة والدته، مؤكدا على اهمية الشهادة المسيحية في حياتنا".

واعلن "ان العمر لا يقاس بالسنوات التي نعيشها بل بكيفية عيشها بإيمان ثابت واساسي".

وختم متوجها الى ابناء الوقفية بالقول: "ان تكريم فقيدنا يكون بالحفاظ على ارثه وروحانية هذه الوقفية وليس بأي شيء آخر مؤكدا ان جميعنا مدعوون للحفاظ على ارث الابرار والقديسين وصولا الى إرث الاهل والآباء والاجداد".

وفي ختام الصلاة القى الناطق الرسمي بإسم الوقفية المحامي انطوان زخيا كلمة شكر فيها البطريرك الراعي على ايفاده المطران عوكر لتمثيله والمطارنة والكهنة والشيخ شمص على مشاركتهم في الوداع وقال: "نحن البشر نكره الوداع هو للغرباء وليس للاحباء، الذين نحبهم لا نودعهم، لاننا في الحقيقة لا نفارقهم، وكم يمضي الفراق بلا لقاء، ولكن لا لقاء بلا فراق، وما الحياة الا مطار قادمون ومغادرون، كل شيء زائل في هذه الدنيا فقط الوداع والموت هما الباقيان! متأكدون نحن، ان الموت هو الحد الاقصى للحياة. وواثقون نحن، ان المرض ليس سوى تذكير مسبق بموت قادم بلا شك لكن الراحل الحبيب جورج رحل فجأة محروما من ذلك التذكير المسبق. حتى الان لا نصدق، لا نقوى على الفراق لان الضعف يلازم بني البشر ويحول دون تقبلهم اي خسارة".

وتوجه الى الراحل بالقول: "عشت بيننا وكنت مثالا في التضحية، ومدرسة في الاخلاق والترفع، وابدعت في مواجهة الاساءة بالصفح محصنا بإيمانك الكبير. حاولنا ما استطعنا ان نسرق من ايامنا لحظات جميلة وطويلة معك، وتمنينا دائما ان نبقى معا لآخر العمر، لكنك ابحرت بسرعة على متن السفينة التي تكلم عنها صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى هنا في هذا المكان لتكون في جوار الرب وامنا العذراء التي نلت شفاعتها على الدوام، وتركتنا غارقين في الحنين، مبللين بدهشة الانتظار".

وختم: "غيابك شكل من اشكال الحضور، تغيب عنا لكنك حاضر في اذهاننا اكثر من وقت حضورك في حياتنا، انت باق في قلوبنا جميعا ولن تكون ابدا على مقاعد الغياب".

بعد ذلك حمل أعضاء لجنة الوقفية نعش الراحل الى مدافن الوقفية حيث ووري الثرى وتقبلوا التعازي من الحاضرين.

صورة editor14

editor14