هي الطبيبة التي تواكب أوجاع الناس وتداوي جراحهم ومعاناتهم، هي الأستاذة المحاضرة التي ترافق طلابها بهمومهم وهواجسهم.
هي إبنة بيروت التي عشقت المدينة بشوارعها وزواريبها وأحيائها وناسها. هي إبنة بيروت الثائرة التي آلمتها حالة اليأس والإحباط واللامبالاة التي تسيطر على "البيارتة". هي ابنة بيروت الغاضبة والمنتفضة التي تقف اليوم لتقول كفى. كفى فسادا ً، كفى إهمالا ً، كفى قهرا ً.
هي الدكتورة فاطمة مشرف حماصني، المرشحة المستقلة عن أحد المقاعد السنيةّ في دائرة بيروت الثانية ضمن لائحة "كلنا بيروت"، معها نتطرّق الى الملّف الإنتخابي الساخن ونحن على مسافة أيّام من الإستحقاق المنتظر. فما هي آخر أجواء المعركة في العاصمة حيث المنافسة تتخذ طابعا ً حماسيا ً إستثنائيا ً؟ وما هي حظوظ المجتمع المدني وسط الخطابات السياسيّة الوجوديّة المرتفعة اللهجة؟
1- في البداية ما الذي دفعك كطبيبة أسنان الى خوض غمار الشأن العام؟
في الحقيقة إنّ طبيعة عملي بالذات هي التي دفعتني لخوض الإستحقاق النيابي، ذلك أنني وبحكم عملي كطبيبة أسنان في العيادة أو كأستاذة جامعية أصبحت على تواصل مستمر ّ ومباشر مع الناس، فصرت المس أوجاعهم وأشعر بهمومهم الحياتيّة المعيشيّة والإجتماعيّة، وغيرها .. وأنا منذ صغري أكره الظلم والفقر وأكره القهر او رؤية أشخاصا ً يعانون من دون مساندة، وهذا الشعور رافقني في الجامعة وبعد تخرجّي وفي عملي، فكنت أراقب السياسيين وأتابع فشلهم الذريع على كافة المستويات، الى ان حان الوقت للقول كفى وكفى كبيرة، اذ لا يجوز السكوت عن هذه الممارسات بعد اليوم لأن السكوت بات جريمة بحق الوطن والمواطنين.
2. كيف تصفين الأجواء الإنتخابية عشيّة الإستحقاق؟
أعتذر عن التوصيف لكن الوضع "تعتير"، فقد بيّنت هذه التجربة، المفترض أن تكون ديمقراطية، حجم الفساد الذي بلغ مستويات غير مسبوقة سواء بالنسبة الى المال الإنتخابي او التهديدات المباشرة و غير المباشرة او حتى التعدّيات الشخصيّة، وإهانة كرامات الناس.
3. ما مدى تأثير المال الإنتخابي على سير المعركة برأيك؟
المال الإنتخابي حتما ً له تأثير على سير المعركة إذ يكفي مجرّد النظر الى الإعلانات الإنتخابية. فأنا على سبيل المثال من المرشحين الذين يقودون حملتهم الإنتخابية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ومن خلال السير على الأقدام، بحيث أجول في الشوارع وأعرّف عن نفسي، وهنا بالمناسبة أرغب بتوجيه شكر كبير للبيارتة على هذا التفاعل الرائع فعلا ً، فهم يقدرّون نزولنا بينهم بل يتفاجؤون إيجابا ً على اعتبار انهم اعتادوا الحاشيات والمرافقين وغيرهم.. وانا هنا سأستغل هذه الفرصة لأحيي المواطن اللبناني وأهنّئه على تمسّكه بكرامته، فجميع من التقيتهم أظهروا لي عزّة نفس استثنائية، وأحداً منهم لم يشكو من ضيقة ماديّة رغم احباطهم الكبير الذي يدفعهم لعدم ممارسة حقهم بالتصويت.
4. ماذا تقولين لهذه الشريحة اليائسة إذا صحّ القول؟
أقول لهم أعطونا فرصة، ونحن نعدكم بأننا لن نسرق ولن نكذب عليكم. فنحن لم ننخرط في الشأن العام طمعا ً بالمناصب، ولا لاستغلال منافع السلطة. نحن سنعمل باجتهاد وبروحيّة تلميذ المدرسة عند طرح كلّ ملّف، وسنعمل ما بوسعنا لتحقيق التغيير المنشود.
5. كيف هي استعدادتكم ونحن على مسافة أيام من اليوم الإنتخابي الطويل؟
بكلّ صراحة، نحن نستخدم كلّ طاقاتنا وقدرتنا، انما من الصعوبة منافسة الآخرين على مستوى الدعاية الإنتخابية اذ لا نملك الامكانيّات المادية التي لديهم.
6. ما هو مشروعك لبيروت؟
أنا لدي عشقٌ اتجاه بيروت، تماما ً كلبنان كلّه. إنما لهذه العاصمة خصوصيّة معيّنة ومكانة عزيزة في قلبي، ويحزنني أن أرى حالها تتدهور على هذا النحو. فبيروت اليوم لم تعد تشبه بيروت التي اعرفها. لدي حرقة كبيرة وأكثر ما يحزنني هو وجوه الناس اليائسة والمحبطة. فبيروت تعاني من غياب اهلها عنها، ذلك ان البيارتة غادروا مدينتهم، ومنهم من لا يفكّر في العودة لعدة أسباب كالبنى التحتية التعيسة وزحمة السير والنفايات وغيرها من المشاكل..
لذلك فإن تركيزي سيصبّ لصالح تأمين عودة أهل بيروت الى مدينتهم. . نحن لدينا مشاريع عديدة في هذه السياق، مشاريع تقوم على استثمار المساحات الموجودة في أنحاء العاصمة من أجل تشييد وحدات سكنية فيها تكون بمواصفات معيّنة لجهة المساحة، السعر وغيرها. ومن الممكن إشراك القطاع الخاص في هذا المشروع أيضا ً. وأنا أعد بأننا سنعمل الى تحويل هذه المشاريع الى واقع سواء في المجلس النيابي او خارجه.
7. كيف نقيّمون حظوظكم اليوم؟
الأمر يتعلق بالناس ومصداقيتها اتجاهنا. في الحقيقة أنا أخاف من تغييرات اللحظة الأخيرة خصوصا ً عندما تكون الاغراءات الماديّة كبيرة جدّا وأنا أدرك ما أقوله . ونحن هنا، نستغرب كيف ان المشرفين على نزاهة الإنتخابات يقفون موقف المتفرج.
8. هل أنصفكم القانون النسبي كمجتمع مدني؟
هذا القانون هو قانون نسبي مشوّه، قد يكون أفضل من قانون الستين بدرجة بحيث أتاح لنا فرصة الخرق، إنّما هو ينطوي على تفاصيل سيّئة جدّا ان لجهة الصوت التفضيلي او غيره.
9. كلمة اخيرة للناخب البيروتي...
للناخب البيروتي الرجل، الزوج، الجدّ، الأب، الإبن والحفيد وللناخبة البيروتية الزوجة، الأم والشقيقة أتوجه إليكم جميعا ًبدعوة من القلب لأقول لكم إبحثوا عن التغيير الحقيقي، احتكموا الى ضمائركم، صوّتوا بشفافية وصدق للأشخاص الجدد القادرين على تغيير هذه المنظومة التي تحكمت بنا على مدى 30 سنة! أنا أتطلع لدعمكم و دعم اللائحة التي أمثلها والتي هي بالفعل لائحة مشرّفة تستحق ثقتكم. وأنا أعاهدكم بأننا سنتابع المسيرة بعد 6 أياّر وسنكون الحسكة المزعجة التي ستسهر على حماية مصلحة الوطن والمواطنين.