لأن شبعنا حكي، لأن شبعنا خطابات بالية، لأن شبعنا فساد ومحسوبيات، لأن شبعنا محاصصة وصفقات مشبوهة، لأن شبعنا قهر وإذلال ... قرّر رامي علّيق خوض المعركة الإنتخابيّة في أكثر الدوائر صعوبةً بعدما لمس حرقة الناس وطوقهم الكبير الى التغيير.
فرامي هو ابن الجنوب الثائرعلى هذه الطبقة السياسية التي حوّلت "سويسرا الشرق" الى بلدٍ منكوب يتآكله الفساد والهريان. رامي هو ابن الشارع الذي انتفض بوجه حكامٍ غير مسؤولين حين حاصرتنا النفايات من كل الإتجاهات.
رامي هو الناشط والمحامي الذي وعد بالعمل على فضح الفاسدين وتفكيك بؤر الفساد المنتشرة على مساحة الوطن من دون خوف او تراجع رغم التهديدات الكثيرة التي طاولته وتطاوله.
مع المرشح عن المقعد الشيعي عن قضاء النبطية الأستاذ رامي عليق نفتح الملّف الإنتخابي الساخن ونضطلع على آخر أجواء المعركة في الجنوب في ضوء تشرذم المجتمع المدني وتشتت اصواته.
كيف تقيّمون الأجواء الإنتخابية عشيّة الإستحقاق المنتظر؟
لا شكّ بأن الإنتخابات هي خطوة مطلوبة وضروريّة للحياة السياسية في لبنان، إذ لا يجوز ان نرزح مجدداً تحت رحمة التمديد كما لا يجوز تزوير إرادة الناس، إنما للأسف فإنّ القانون الإنتخابي الجديد ورغم إدخاله مفهوم النسبية الى الحياة الإنتخابية يبقى "أعرج" على اعتبار ان صياغته أتت على قياس أهل السلطة، وكأن هناك اتفاقا ً ضمنياً بينهم على توزيع المقاعد بما يضمن عودتهم رغم اختلافاتهم العلنية الكبيرة .
والإعوجاج الذي نتحدث عنه نراه على مستوى تقسيم الدوائر والحواصل الإنتخابية، فعلى سبيل المثال أنا أترشح في دائرة الجنوب الثالثة التي تجمع 3 أقضية وحيث يبلغ الحاصل الإنتخابي حوالي 23 ألف صوتاً، في حين أن الأخير لا يتعدّى الـ 7000 صوتا ً في دوائر أخرى وهذا ما نعتبره غير منطقي على الإطلاق. كذلك نرى خللاً في طريقة تركيب اللوائح وصياغة التحالفات وإلزام الناس بـ package معيّن من دون ان نترك لهم هامشا ً للإختيار.
ولكن هذا القانون له إيجابياته أيضا َ اذ هو يحفّز العمل الجماعي والإلتقاء مع الآخرين من أجل تشكيل لوائح، وهذا ما حصل معي بالتحديد. فحين تقدمت بترشيحي لم أعمد الى التفكير في تشكيل لائحة، وحدث أن التقيت أفراد اللائحة السادة علي الأمين، عماد قميحة، احمد اسماعيل وفادي سلامة وقد بدا واضحا ً الإنسجام في الأفكار فيما بيننا الأمر الذي دفعنا الى إطلاق لائحة "شبعنا حكي".
لماذا لم يتمكّن المجتمع المدني من خوض المعركة في لوائح موّحدة برأيكم؟
كان من المفترض ان تتشكّل لوائح موّحدة للمجتمع المدني في مختلف الدوائر بعكس الوضع التشرذمي القائم اليوم على اعتيار أن الحراك المدني يمثل نبض الناس. بالنسبة لنا، فقد كنّا من مؤسسي تحالف "متحدون" الذي ينشط اليوم وحيداً في محاربة الفساد كما كنّا من مؤسسي تحالف وطني الذي وضع سلسلة مبادئ كقاعدة لاختيار مرشحي الحراك المدني، إنّما للأسف تحوّلت هذه المبادئ قبيل الإنتخابات الى دكانة مساومات الأمر الذي دفعنا للخروج من التحالف انسجاما ً مع قناعاتنا. فقد وجدنا أن هناك متسللين الى "كلنا وطني"، وأنا أتحدث عن أشخاص وصوليين هدفوا الى استغلال الحراك من أجل غايات في نفوسهم، بحيث تبيّن لنا إثر تحقيقات أجريناها، وجود حقائق صادمة تتعلق بمصادر تمويل بعض المرشحين وارتباطهم بأجندات سياسية خارجية وغيرها من الأمور. من هنا أتى خروجنا من هذا التحالف، ذلك أن شفافيتنا هي أساس وجودنا ورصيدنا هو صدقنا وجرأتنا.
من تنافس "شبعنا حكي" اليوم؟
"شبعنا حكي" لائحة غير مكتملة مؤلفّة من 5 أعضاء قرروا ان يكونوا منسجمين مع أنفسهم ومع الناس. وانا أقولها صراحة، "شبعنا حكي" هي اللائحة المعارضة الوحيدة في الجنوب للأسف، فلائحة المستقبل والتيار الوطني الحرّ هي لائحة مرادفة للائحة الثنائي الشيعي.
كيف تستعدون للمعركة؟
نحن نخوض معركة في أصعب الدوائر. المواطنون في هذه الدائرة يتعرضون لشتّى أنواع التهويل والترهيب، وما خطابات شدّ العصب التي شهدناها مؤخرا ً سوى دليل على حاجة أهل السلطة لتجييش الناس. إنما نحن لا نخاف ولن نتراجع، فنحن نسمّي الأشياء بأسمائها وقد لجأنا الى القضاء لمحاسبة المتورطين في أكبر فضيحة فساد يشهدها لبنان والتي تتعلق بملف الضمان الاجتماعي، والناس باتت تعلم من هم الفاسدون ومن يضغط على القضاء ويمنعه من محاسبتهم. طبعا ً توجد صعوبة كبيرة، إنّما نعوّل على ضمير الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم بصمت وراء العازل، ونأمل في ان يكون هناك وعي كافي لدى المجتمع يؤمّن لنا الحاصل الإنتخابي.
كيف تقيّمون حظوظكم ؟
نحن نعمل وكأننا سنفوز، فإذا أنصفنا ضمير الناخب تكون حظوظنا جيّدة، لكن الانتخابات تبقى في نهاية المطاف مجرّد محطة ونحن سوف نستمرّ بمسريتنا بعد 6 أيّار سواء نجحنا أم لا. إنّما أنا أؤمن بالغالبية الصامتة وما نعمل عليه اليوم هو تحفيز الناس للذهاب وممارسة
حقهم. فالتغيير لن يتم إذا التزمنا بيوتنا ووقفنا متفرجّين. إذ لا بدّ لهذه الغالبية الصامتة أن تتحوّل من جبهة اعتراض خافتة الى قوّة مواجهة ناطقة. إنطلاقا من هنا، نحن نصبّ جهودنا على تعزيز ثقافة محاربة الفساد في الجنوب. وهذا ما حصل معنا بالنسبة الى مجلس الجنوب حيث قمنا برفع دعوة قضائية بحقّ رئيس المجلس ورئيس بلديّة الحنية السابق وغيرهم بتهمة سرقة أموال تعويضات حرب تموز عن طريق الإحتيال، فأصحاب الحق لجؤوا الينا رغم مخاوفهم الكبيرة لأنهم آمنوا بنا وأيقنوا بأننا لا نقبل المساومات، بل نحوّل كلّ قضيّة فساد الى قضيّة رأي عام مستعينين بالإعلام الذي يساندنا حتى لا تتّم لفلفة القضايا بالطرق المعهودة. وبهذا نكون قد قفزنا خطوة كبيرة باتجاه المناطق الحساسة وبات أبناء الجنوب يثقون بنا، مع التشديد بأننا لسنا ضد المقاومة كما يحاول البعض تصويرنا، فنحن أساس المقاومة وأنا تاريخي يشهد بذلك من دون أن ندخل في تفاصيل كيف ولماذا قدّمت إستقالتي من حزب الله، إنما نحن ضد احتكار المقاومة، لأنها ثقافة لا يمكن إختزالها.
ماذا عن المال الإنتخابي هل سيحدث فرقا ً في العملية الإنتخابية؟
للأسف المال الإنتخابي موجود ٌ اليوم وقبل اليوم، فهيئة الإشراف الحالية باتت تشبه الى حدّ بعيد هيئة الإشراف التي كانت قائمة في العام 2009 والتي كان دورها شكليّ فقط. نحن ندعو هذه الهيئة الى ممارسة دورها الفعلي الحقيقي. مع التذكير هنا، بأن أهل السلطة هم بمعظمهم مرشحين وهذه أمور لا بدّ من إعادة النظر فيها لما تحتوي من تناقضات مبدئية. ومع ذلك، نحن ننظر الى هذه التجربة، ولو أنها مبتورة، على أنها فرصة تتيح التأسيس لأرضيّة معّينة وعزيمة معيّنة تساندنا لاستكمال الطريق نحو التغيير، اذ يوجد اليوم تمادٍ غير مسبوق في نهب الناس واستغلالهم وإذلالهم. وأنا لن أرحل من هذه الدنيا كشاهد زور على ما يجري.
كلمة أخيرة للناخب الجنوبي...
اذا اعتبرتنا أهلاً للدفاع عن حقوقك، واذا وجدتنا صادقين في محاربة الفساد صوّت لنا! لا تخف، الصمت لا يفيد والأوراق البيضاء لا تفيد، لا بدّ من مواجهة حقيقية ... إحتكموا الى ضمائركم ...ونعم معا ً نستطيع.