ترأس سيادة المطران مارون العمار راعي ابرشية صيدا المارونية الذبيحة الإلهية بمناسبة عيد الميلاد المجيد في مطرانية صيدا المارونية عاونه في ذلك النائب العام الخوري أسقف مارون كيوان والخوري انطون انطون والشدياق عبدالله أبو عيد بحضور سعادة النائب غادة أيوب أبو فاضل وحشد من المؤمنين وأبناء الأبرشية وفاعليات المجتمع المدني.
وجاء في عظة سيادة المطران العمار : "بداية نتقدم بمعايدة الجميع بمناسبة هذا العيد المبارك، عيد التقارب بين السماء والأرض ونطلب من الله أن يعطينا النعمة لنعود ونحيا مع بعضنا البعض الأطر الانسانية كما يعلمنا هذا العيد المبارك ان نسمو نحو البركة والخير والسلام" وتابع: "اذا حاولنا التركيز على مفهوم هذا العيد فصحيح أن المحور الأساسي فيه هو المسيح، الذي لم يرغب يوما أن يكون هو وحده العيد، لذلك تجسّد عبر التاريخ مع أشخاص مؤمنين وغير مؤمنين ونزل بين الناس من جميع الفئات وشرائح المجتمع، ابتدأت رحلته من بين الرعاة وصولا الى "أغسطس"، فأحب أن يشاركه الإنسانية كي يتمّ العيد.. لذلك أيها الأحباء فالعيد هو عيد التقارب ما بين السماء والأرض هو العيد الذي انفتحت فيه أبواب السماء، ولكن ايها الأحباء إذا حاولنا قراءة وضعنا الإنساني على صعيد العالم أو في مجتمعنا اللبناني وما وصلنا إليه اليوم، نرى بوضوح أثر الظروف الخارجية والداخلية على العالم أجمع وعلى وطننا، التي خلقت بصورة مباشرة وغير مباشرة ما يخالف مفهوم عيد الميلاد، كما حلّت الحالة الاقتصادية والسياسية ورمت بثقلها وأدت الى تشتيت الثقة وزرع الخوف من بعضنا البعض، ودائما نضع اللوم جذافا على الآخرين!.
فجميع هذه الظروف اجتمعت لتكون ضد مفهوم الميلاد الحقيقي مثلما يرجوه سيدنا يسوع المسيح، فنحن اليوم أمام مفترق طرق: إمّا ان نذهب بالأشياء المتوفرة بين أيدينا والتي تبعدنا عن جوهر ومفهوم الميلاد، أو نعود لنقف وقفة مصالحة مع ذاتنا ونسأل أنفسنا أين نحن من زمن الميلاد؟ ولأننا أشخاص مؤمنين نختار مفهوم الميلاد، لأن مفاهيمه الحقيقية تجسّد السلام الحي واذا كنا سنفكر بصورة ميلادية وما هي الأسس الذي علينا اتباعها، فأولا علينا أن نوقف ورمي الملامة واللوم على غيرنا، والذي فعلا بنيته عيش مفهوم الميلاد عليه أن يبدأ عملية إصلاح تبدأ من نفسه أولا والبلد بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى وسكانه وأهله ان يعودوا ويثقوا ببعضهم ويتعاونوا مع بعضهم البعض لخير هذا الوطن..
فلا يوجد أسهل من انتقاد بعضنا ولكن الأصعب والمفيد في هذا أن نتفاهم على أسس مشتركة من أجل السلام وهذا ما يطلبه منا هذا العيد، وما يطلبه منا سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح المولود الجديد في قلبنا وكنيستنا، هذه هي النظرة الحقيقية للوطن ولأخي الذي أحيا وإيّاه والذي من المفترض أن نأسس سويا للسلام الحقيقي وختم سيادة المطران بالقول: "أيها الأحباء لنعود ونفكر ونتأمل بتأن ونستعرض تاريخنا الحقيقي في هذا الوطن ونأخذ العبر الحقيقية التي تؤمن لنا السلام والاستمرار المرجوّان في هذا البلد كما تؤمن لنا السلام والأمان ونحن بأشد الحاجة لهما لكي يعود لبنان كما عهدناه، وكما قال عنه قداسة البابا "وطن الرسالة الحقيقية بالتعايش بين جميع أبنائه والتعاون من أجل خير الوطن".