أخصائي في جراحة الكلى، المسالك البولية، العقم، العجز الجنسي، تضخم البروستات وتفتييت الحصى، يعتمد تقنية حديثة في استئصال التورم الخبيث بالليزر، الدكتور يحيى غدار يعتبر الطب رسالة إنسانية شخصية، يملك فكرًا اجتماعيًا وسياسيًا غنيًا بالثقافة، أمين عام التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة، إلتقته مجلتنا وأجرت معه مقابلة للوقوف على رأيه في بعض المحطات الإجتماعية والسياسية والإنسانية.
يعتبر الدكتور غدار أن لبنان لا يستطيع الإنعزال عن محيطه فهو يحتل موقعاً استراتيجياً مُهماً في الوطن العربي وفي هذه الأمة العربية والإسلامية، والصراع الاستراتيجي التاريخي المحتدم في العالم هو في قلب هذه المنطقة وعلى حدود لبنان. فالبعض يُحاول أن يعزل لبنان من خلال التدخلات الخارجية التي تفرض عليه أن يكون على الأقل شريكاً والبعض في الداخل ليسوا إلا أدوات وهذا الوضع هو الصعوبة الحقيقية لوجود الحلول في لبنان.
على الصعيد السياسي أكّد د. غدار على أن لبنان اليوم أصبح قوة رادعة حقيقية، تقول وتفعل، خاصّة بعد الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة وهذا الانتصار فُرض على الجيش الذي لا يُقهر، كذلك بعد فشل المشروع الارهابي لتدمير لبنان وسوريا وتدخّل المقاومة لإستئصال الإرهاب من المنطقة ولهذا دور كبير في التحديات على المستوى العالمي. هذه النقطة كان من المفروض أن تكون منطلقاً لكل اللبنانيين لكي يبنوا دولة القانون والمؤسسات لأنهم محصّنين من أي تدخل خارجي يُسيء للبنان.
ويرى د. غدار أن محاولات تفشيل العهد تظهر من خلال حصار إقتصادي بارز، تهويل بإفلاس وحصار على جزء كبير من الشعب اللبناني، فالمشروع يطال شعب المقاومة ليس فقط طائفة واحدة، المشكلة ليست داخلية إنما خارجية، وهي ارتباطات بعض أصحاب القرار على الاقتصاد والمال في الخارج والذين يعملون لمصالح خاصة، وبالتالي هذا الارتباط يُحاصر لبنان. ويقول في هذا الشأن أن أميركا واسرائيل يُحاولان زعزعة الاستقرار في لبنان، لكن برأيه الشخصي وبحسب تجربة الرئيس ميشال عون التي تُعطي طمأنينة للشعب اللبناني لن ينجحوا في ذلك لأن هناك حدود لا يستطيع أحد تخطيها معه، وبالرغم من عمره إلا أنه ما زال شاب بخياراته وهذه نقطة أساسية، ويبقى الزواج الماروني بين حزب الله والتيار الوطني الحر هو الضمانة لتجاوز صعوبات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
يُؤمن د. غدّار بخيار المقاومة حيث يقول أن «بقاؤنا في حياتنا بسلامة هو مقاومة»، فالله خلق جسد الانسان وخلق معه وسائل مقاومة ليُقاوم كل ما هو غريب عليه. وبالتالي الصهيونية العالمية أرادت استئصال فكرة المقاومة، وقناعة التجمع هي نشر فكر المقاومة على العالم ككل، فعلى مستوى الوطن العربي لديهم فروع في 10 دول اسلامية غير العربية وفروع في 10 دول أوروبية ومن جديد فرع في جنوب أفريقيا وفرع في أوستراليا، وقريبًا سيكون لهم مؤتمر دولي يجمعون فيه كل فروع التجمع وسيكون هناك نقاش حول تعديل اسم التجمع من «فروع الدول الإسلامية» إلى «التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة».
كما أشار إلى أنّ مشروعهم مستقل، إن على مستوى التنظيم أو على المستوى المالي، فالتمويل ذاتي، وأكثر الموجودين هم قياديين وأكاديميين ونخبة ورؤساء أحزاب، وهم يجمعون كل المقاومات دون استثناء «حزب الله، الحشد الشعبي، أنصار الله، المقاومات الفلسطينية ...» ، وكل من يُقاوم المشروع الإمبريالي الصهيوني الأميركي موجود في هذا التجمع وهم أعضاء في مركز أمناء التجمع وجزء منه إضافةً إلى كل القوى السياسية في العالم التي تدعم هذه المواجهة مع المشروع اللاإنساني، الذي لا يُريد إلا القتل والدمار. فمثلاً اليوم المنسق العام للتجمع الموجود في فرع جنوب أفريقيا هو مدير عام في وزارة الدفاع ومن القياديين المناصرين للزعيم الأفريقي المناضل «نيلسون مانديلا».
وهو يقول أن التجمع يعتمد على تاريخهم وإنجازاتهم ومصداقيتهم وعلاقاتهم والحراك الذي يقومون به في مختلف الدول يُظهر جدّية وجودهم.
يطمح د. غدّار بأن ينتصر السلام في العالم ككل، وخاصّة في لبنان حيث يقول أنه لن يتحقق ذلك طالما هناك كيان صهيوني على أرضه.
وعلى الصعيد المهني يعمل الدكتور يحيى غدار منذ 39 عامًا في مجال جراحة المسالك البولية ويسعى نحو التطور المستمر حيث يقوم بأبحاث هامّة، فمؤخرًا طلبت منه الجامعات الأوروبية كتابًا يتعلق بالتقنية التي يستخدمها لإستئصال التورم الخبيث بالليزر وهو يُعد من قلائل مستخدميها في العالم، ونسبة نجاحها أكثر بكثير من الطرق الاخرى، ويعتمد هذه التقنية في مركزين في الشرق الأوسط وهما: مركز بيروت ومركز صيدا، إضافةً لتقديم كل الخدمات التي تتعلق بجراحة الكلى، المسالك البولية، العقم، العجز الجنسي، تضخم البروستات وتفتييت الحصى.
بالمقارنة بين عمله الإنساني وعمله السياسي والإجتماعي فهو يرى أن الطب رسالة إنسانية هدفها مُعالجة المريض، أمّا المشروع السياسي الإجتماعي فهدفه معالجة الوطن. الرسالة هي نفسها ولكن الوسائل والأدوات مختلفة، حيث أن بمعالجته للمريض يكون العمل على إنقاذه من مرضه، أمّا في العمل السياسي والاجتماعي يُحاول إنقاذ الأمة من الآفة المريضة وهي « الصهيونية».
وختم بالقول أن لبنان لا يستطيع أن يعود كما كان قديمًا سويسرا الشرق، إلا أنه يأمل أن يُصبح لبنان الشرق ولكلّ اللبنانيين، وهذا يتمّ عندما يكون هنالك مواطنة حقيقية ضمن قانون حقيقي جديد يُعالج ويُحاسب في دولة القانون والمؤسسات ذات قوانين انتخابية بعيدة عن المذاهب والطوائف وصولاً لبناء دولة لبنان الحقيقي.