تنفيذًا لتوجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصلت السفينة الطبية العملاقة "كومفورت"، التابعة للبحرية الأميركية، إلى نيويورك ترافقها مثيلتها "ميرسي"، لتخفيف الضغط عن مستشفيات الولاية التي تعاني تدفقًا متسارعًا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، خصوصًا أن الخبراء الأميركيين يتوقعون أن تبلغ أزمة تفشي كورونا ذروتها في منتصف نيسان المقبل.
وتجمع الناس على جانبي نهر هدسون في نيويورك ونيوجيرزي لاستقبال السفينة، وهي ناقلة نفط معدلة مطلية باللون الأبيض عليها صلبان حمراء ضخمة، لدى مرورها بتمثال الحرية برفقة سفن دعم وطائرات هليكوبتر. وقال بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك الذي كان بين كبار الشخصيات التي تجمعت لاستقبال المستشفى العائم "إنها أجواء حرب وعلينا أن نتكاتف جميعا".
ماذا نعرف عن "كومفورت"؟
اكتسبت "كومفورت" سمعة طيبة بفضل ما قدمته في أربعة عقود كاملة. واليوم، تقدم "كومفورت" دعمًا كبيرًا لنيويورك في صراعها ضد الوباء، وستخصص لاستقبال الحالات غير المصابة بكورونا لتخفيف الضغط المرضي غير الوبائي على المستشفيات الأخرى. وهذه ليست المرة الأولى التي ينم نشر هذه السفينة العملاقة في نيويورك؛ إذ شاركت في عمليات الإنقاذ بعد هجمات 11 أيلول 2001.
لم تبدأ "كومفورت" كمستشفى عائم، بل كانت ناقلة نفط عملاقة من فئة "سان كليمنتي" اسمها "روز سيتي" حين شيدتها الشركة الوطنية للصلب وبناء السفن في سان دييغو في عام 1976 قبل أن تشتريها البحرية الأميركية في عام 1987 وتحولها إلى مستشفى عائم، إلى جانب "ميرسي" التي توجهت إلى الساحل الغربي الأميركي لمساعدة ولاية كاليفورنيا على تجاوز محنة كورونا.
ألف سرير
يبلغ ارتفاع "كومفورت" 100 قدم، ويصل طولها إلى 894 قدمًا، أي طول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريبًا، وعرضها 106 أقدام. تزن 69360 طنًا، وتبلغ سرعتها 17.5 عقدة (نحو 20 ميلًا في الساعة)، وفيها مهبط لطائرات الهيلوكوبتر الضخمة.
تستوعب 1000 سرير، خُصص 500 منها للحالات الطبية العادية، و400 سرير للحالات المتوسطة، و80 سريرًا للعناية المركزة و20 سريرًا للعمليات الجراحية أثناء إنقاذ مصابي الكوارث أو العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأميركية.
كما وأن كومفورت" مجهزة بـ 12 غرفة عمليات، وغرفة عزل، وعيادة أسنان، وأربعة أجهزة للتصوير الشعاعي العادي والمقطعي، ومختبر للبصريات، ومبردات تستوعب 5000 وحدة من الدم، ومصنعين لإنتاج الأوكسجين، ومحطة لتحلية المياه تنتج 300 ألف غالون يوميًا.
إنسانية وعسكرية
تشمل الخدمات الأخرى على متن السفينة الطبية وحدة للاتصال بالأقمار الصناعية ومنطقة مركزية لتعقيم المصابين فور استقبالهم على سطح السفينة، كما يتوفر مستودع للإمدادات الطبية، وصيدلية ضخمة جيدة التجهيز. وبطبيعة الحال، تحتوي السفينة على وحدات غسيل ضخمة لخدمة الأعداد الكبيرة من المرضى والطاقم، كما تشمل مشرحة كبيرة خاصة بها مثل أي مستشفى آخر.
في العادة، تستخدم المستشفى العائم "كومفورت" في دعم الحملات العسكرية والأزمات الإنسانية والإغاثة بعد الزلازل والأعاصير، وقد ساهمت في مهام إنسانية: في نيو أورلينز في ولاية لويزيانا بعدما دمر إعصار كاترينا المنطقة؛ وفي هايتي لعلاج المصابين من زلزال عام 2010 الذي دمّر البلاد.
كذلك ساهمت في مهام عسكرية: في هايتي في عام 1994 لمعالجة المهاجرين الفارين من الاضطراب السياسي هناك، وخلال حرب الكويت في عام 1990 ضمن عملية عاصفة الصحراء، وفي أثناء الغزو الأميركي للعراق في 2003.
ما جديد الإصابات في الولايات المتحدة؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف العاملين فيها، وسط تحذيرات أميركية من تفشي العدوى في الخريف. وتبقى الولايات المتحدة في صدارة الدول من حيث الإصابات بكورونا بإجمالي 166,214 إصابة، تليها إيطاليا (101,739 إصابة)، ثم إسبانيا (94,417 إصابة)، وفق موقع "وولرد ميترز".
وقد سجلت ولاية نيويورك الأميركية في يوم واحد فقط 9298 إصابة جديدة بفيروس كورونا، منها 5686 حالة في مدينة نيويورك، ليصل إجمالي الإصابات بالفيروس في الولاية إلى 75,795، ورجح حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الوصول إلى ذروة الأزمة خلال 14 إلى ثلاثين يوما.
وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وفاة موظف في الوزارة إثر إصابته بفيروس كورونا، لتكون أول وفاة من نوعها بين الدبلوماسيين الأميركيين.
ولم يحدد بومبيو كيفية انتقال العدوى بكورونا إلى الدبلوماسي الأميركي، كما لم يكشف أي معلومات عن هويته، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
من حانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن ارتفاع عدد الإصابات في صفوف المنتسبين لها إلى 1259 إصابة، ووفاة أحد موظفيها المدنيين.
وكانت جامعة جونز هوبكنز الأميركية أعلنت أن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وصل إلى 3415 للتجاوز حصيلة الصين من الوفيات (3309)، بينما بلغ عدد الإصابات في الولايات المتحدة نحو 165 ألفا.
من جهته، قال مدير المعهد الوطني الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي إنه يتوقع عودة فيروس كورونا في موجة أخرى خلال فصل الخريف، مشيرا إلى إمكانية توفر علاج أو لقاح ضد الفيروس العام المقبل.
المصدر: إيلاف - الجزيرة - وكالات