تتوّج المستشارة الألمانية انجيلا ميركل زيارتها الرسمية بيروت اليوم، بقلاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم تشارك المستشارة ميركل مع الرئيس الحريري في ندوة مشتركة بين رجال الأعمال اللبنانيين والالمان في السراي الحكومي، وسيُصار خلاله إلى تقديم عرض أمام الوفد لأبرز المشاريع التي يمكن الاستثمار بها في لبنان، لفتت المصادر الانتباه إلى أنّ الوفد الألماني يضم ممثلي كبريات الشركات الألمانية وعلى رأسهم مدير شركة "سيمنز" وغيرها من الشركات المهتمة بالمشاركة في مشاريع إعادة تأهيل البنى التحتية اللبنانية وخصوصاً في قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات الصلبة، كما سيضم عن الجانب اللبناني وزيري الطاقة والاقتصاد بالإضافة إلى مجلس الإنماء والإعمار والمجلس الأعلى للخصخصة والمنطقة الاقتصادية في طرابلس، على أن يحضر الحريري وميركل الجزء الأخير من الاجتماع لاختتامه ثم يليه غداء عمل بينهما بمشاركة رجال الأعمال الألمان، بحسب صحيفة "المستقبل" قبل أن تغادر والوفد عصراً.
النازحون أولوية
وفي هذا الاطار، أشارت معلومات صحيفة "الجمهورية" الى ان الرئيس عون سيطالب ميركل اليوم بمبادرة أو بخطوات عملية تعزّز المشاريع والخطط الدولية التي تشجّع على عودة النازحين السوريين الى سوريا والسعي الى تنظيمها في افضل الظروف الى المناطق الآمنة التي توسعت اخيراً واستتبّ الأمن فيها. كذلك سيشكرها على دور بلادها الكبير في القوة البحرية العاملة في إطار القوات الدولية وسيطالبها بمواقف اكثر تشدّداً لوقف الخروقات الإسرائيلية البرية والبحرية والجوّية والضغط في اتجاه حماية مصالح لبنان في المنطقة الإقتصادية الخالصة وحماية الحدود من الاعتداءات على الأراضي اللبنانية على طول "الخط الأزرق".
كذلك سيشدّد عون على أهمّية دور ألمانيا وهي من أبرز المشاركين في المجموعة الدولية من اجل لبنان، في توفير الأجواء التي تؤدي الى تنفيذ مقررات مؤتمر "روما 2" الخاصة بدعم الجيش والقوى الأمنية والعسكرية المختلفة، كذلك بالنسبة الى متابعة تنفيذ مقرّرات "سيدر 1" وإزالة المعوقات التي تحول دون البدء بتنفيذها.
كذلك سيَشرح عون لميركل مواقفَ لبنان الثابتة من الأوضاع في المنطقة ولا سيّما منها تلك المتصلة بالأزمة السورية والتي تعصف بالعالم العربي بما فيها الوضع في اليمن، مكرّراً تأكيد ضرورة ان تتركّز الجهود على التسويات السياسية والسلمية ووقفِ استخدام السلاح.
لقاءات الحريري- ميركل
وعن لقاء الحريري – ميركل، كشفت معلومات لصحيفة "المستقبل" ، أن الحريري طلب من ميركل تشجيع القطاع الخاص الألماني على الاستثمار والمشاركة في برنامج "سيدر"، عارضاً وإياها لأهمية قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي يتيح للقطاع الخاص المشاركة في تنفيذ بعض المشاريع الواردة في هذا البرنامج.
وأوضحت مصادر الحريري لـ"الجمهورية" أنّ محادثات ميركل مع الرئيس المكلف "تركّزَت على برنامج الاستثمار في البنى التحتية والإصلاحات الضرورية التي تُرافق تطبيق ما اتّفِق عليه في مؤتمر"سيدر"، كذلك طلبَ المساهمة في مشاريع تنموية تخلق فرَص عمل للّبنانيين لدعمهم في تحمّلِ عبءِ النزوح.
وفي ملف النزوح، أكدت المصادر لـ"المستقبل" أنّ الرئيس المكلف والمستشارة الألمانية تباحثا في تداعيات هذا الملف على لبنان وسط تأكيد الحريري على الموقف اللبناني لناحية التشديد على كون حل أزمة النازحين السوريين يكمن بعودتهم إلى وطنهم مع وجوب تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا المجال. في حين تم التطرق خلال المحادثات على ضرورة توسيع نطاق المساعدات الدولية للمجتمعات المضيفة بما فيها المجتمع اللبناني الذي يتحمل العبء الأكبر جراء استضافة النازحين، سواءً من ناحية المساهمة في برامج استهداف الفقر والتعليم التقني والتربوي وكذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية.
وبحسب "الجمهورية" فان الرئيس الحريري أطلع ضيفته على الاستراتيجية الوطنية التي ستطلَق الثلثاء المقبل في السراي الحكومي بهذا الشأن. وأكّدت ميركل اهتمام بلادها الشديد بهذه الاستراتيجية والمساهمة في مشاريع تنموية تخلق فرصَ عملٍ للّبنانيين بغية التخفيف من عبء النزوح. وشدّدت على أهمّية الحفاظ على استقرار لبنان، مؤكّدةً "أنّ هذا الاستقرار مطلب دولي".
وعلمت "اللواء" ان الرئيس الحريري والمستشارة ميركل توافقاً في وجهات النظر على أن الوضع الإقليمي خطير، وهذا يتطلب المزيد من تماسك اللبنانيين للحفاظ على الاستقرار، وبالتالي أكدت ميركل حرص المانيا على دعم لبنان في كافة المجالات.
في الموازاة، نفَت المصادر لـ"الجمهورية" المعلومات التي تحدّثت عن أنّ ميركل تحمل مساعدات ألمانية للبنان بقيمة 500 مليون يورو دعماً له في تحمّلِ عبء النازحين، وقالت: "هذا كلام إعلاميّ، فألمانيا تدعم لبنان باستمرار، لكن عبر المنظمات الدولية".