يعيش جمهور كرة القدم حالة من الصدمة إثر النتائج المسجّلة في مونديال روسيا حتى اليوم، فالمرشّحون الأبرز لخطف اللقب الأغلى في تاريخ الكرة لم يحقّقوا نتائج ايجابية حتّى الآن باستثناء فرنسا، بل بات بعضهم على أعتاب توديع المونديال، فيما يصارع آخرون على التأهل. وفي هذا اليوم المونديالي العصيب، يدخل منتخب البرازيل مواجهتَه الثانية وعينُه على خطف فوزٍ أوّل يقرّبه من بلوغ الدور الثاني، في المجموعة التي يحاول المنتخب الصربي حسم تأهله فيها من خلال الفوز الثاني. أمّا الأرجنتين التي خسرت بثلاثية نظيفة أمام كرواتيا مساء أمس، فعلى الرغم من عدم وجود مباراةٍ لها، سينصبّ اهتمامها نحو مباراة آيسلندا ونيجيريا المؤثرة بشكل كبير على مصيرها.
البرازيل – كوستاريكا (3:00 عصراً)
يتوق عشّاق المنتخب البرازيلي لرؤية نيمار ورفاقِه يخوضون مباراتهم الثانية في المونديال، ويملؤهم التفاؤل في أن يحقّق رجال "السامبا" فوزاً يقرّبهم من الدور الثاني، في طريقهم نحو نجمتهم السادسة.
فمنتخب البرازيل وعلى الرغم من كونه يعجّ بالعديد من النجوم، على رأسهم نيمار وكوتينيو، لم يتمكّن من تحقيق الفوز في أولى مبارياته أمام سويسرا، بل اكتفى بالتعادل 1-1 مخيّباً آمال عشّاقه الطامحين إلى معانقة اللقب الغالي.
ولن يكون فوز البرازيل أمراً سهل المنال، فمنتخب كوستاريكا أظهر ثباتَه الدفاعي وثقته بنفسه في مواجهته الأولى مع صربيا، حيث تمكّن حارسه كيلور نافاس من حماية عرينه طيلة اللقاء، إلّا أنّه ضُرِبَ من خلال ركلة حرّة مميّزة أسكنها كولاروف في شباكه.
ويدخل البرازيل اللقاء مفتقداً لاعبَه فريديريكو شافيز "فريد" بسبب الإصابة، أمّا نيمار الذي أصيب وغادر التدريبات منذ أيام، فقد تخطّى إصابته ويتوقّع مشاركته في اللقاء.
من جهته سيفقد المنتخب الكوستاريكي اللاعب رونالد ماتاريتا، حيث سيُستبدل باللاعب كينير غوتيريز، دون أيّ غيابات أخرى.
آيسلندا – نيجيريا (6:00 مساءً)
يدخل المنتخبان اللقاء وظهرهما إلى البحر، فخسارةُ أيّ منهما اليوم تعني خروجه منطقياً من حسابات التأهل للدور الثاني، لكنّ أهمية هذا اللقاء لا تكمن فقط في نتيجته ولا تؤثر فقط على المنتخبين، بل يعدّ منتخب الأرجنتين أبرز المتأثرين به والمنتظرين لنتيجته.
فالمنتخب الأرجنتيني الذي هُزِم بنتيجة كبيرة أمام كرواتيا يوم أمس، سيتابع اللقاء وكأنّه أحد طرفَيه، وفي حال تمكّن منتخب آيسلندا من خطف فوز أمام نيجيريا، ستصبح مهمّة تأهل الأرجنتين في غاية الصعوبة ومن الممكن اعتباره خارج المونديال منطقياً، إذ يصبح في حوزة آيسلندا 4 نقاط مقابل نقطة للأرجنتين، ما يعني أنّ رفاق ميسي بحاجة للفوز بنتيجة كبيرة مقابل خسارة ايسلندا.
أمّا تعادل آيسلندا مع نيجيريا أو فوز الأخيرة يجعل تأهل الأرجنتين أسهل رغم صعوبته، حيث يكفيه الفوز على نيجيريا مع تعادل آيسلندا وكرواتيا أو فوز الأخيرة في الجولة الثالثة من أجل حجز بطاقة التأهل الثانية في المجموعة.
وعلى الرغم من كون فوز نيجيريا يعطي أملا للأرجنتين في مواجهته الأخيرة مع المنتخب الأفريقي، إلّا أنّه سيشكّل ضغطاً أكبر على اللاعبين الأرجنتينيين، فنيجيريا تسعى إلى إنقاذ حملتها المتعثرة في نهائيات كأس العالم، من خلال الفوز على ايسلندا وحسم التأهل أمام الأرجنتين من خلال الفوز.
لكنّ المنتخب الآيسلندي من جهته لن يستسلم لطموحات المنتخبَين المذكورَين، فاللاعبون الذين أجبروا "منتخب ميسي" على التعادل وصعّبوا مسيرته في المونديال، سيلعبون مباراة اليوم وعينهم على فوزٍ ثمين يجعل خطفَهم لبطاقة التأهل الثانية في المجموعة مسألة وقت.
صربيا – سويسرا (9:00 مساءً)
يعدّ المنتخب الصربي الفريقَ الوحيدَ القادر على خطف التأهل بشكل رسمي في هذا اليوم المثير، ففوزه على سويسرا يعني حصدَه 6 نقاط كافية لتأهُّله مباشرةً للدور الثاني، بعد فوزِه في أولى مبارياته على كوستاريكا 1-0.
أمّا المنتخب السويسري الذي كان خصماً عنيداً للبرازيل في أولى مبارياتهما وحرمه من نقطتَين غاليتَين، سيحاول أنْ يخطف نقاط المباراة ليُبقيَ على آماله في التأهل.
ويضم المنتخب الصربي لاعبين حاليين وسابقين في الدوري الانكليزي، بينهم لاعب وسط مانشستر يونايتد نيمانيا ماتيتش، لكن النجم الأبرز في صفوفه هو لاعب الوسط المهاجم للاتسيو الايطالي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش.
من جهته يمتاز منتخب سويسرا بالقوّة البدنية والتنظيم الجيّد، ومن المعروف عنه أنّه لا يستسلم بسهولة، خصوصاً بعد تمكّنه من الخروج بنتيجة ايجابية أمام البرازيل.
ويبقى السؤال الأبرز في هذا اليوم، هل ستتواصل مفاجآت المونديال من خلال تفريط البرازيل بالفوز؟ وهل سيحرم المنتخب الآيسلندي نظيرَه الأرجنتيني من آمال التأهل للدور الثاني؟!