التبويبات الأساسية

ممثل جنبلاط في تدشين قاعة كمال جنبلاط في الحدت: نجاح الدولة في اجراء الانتخابات البلدية أسقط ذرائع التمديد لمجلس النواب

أقامت كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية ورابطة اصدقاء كمال جنبلاط، احتفالا لمناسبة تدشين قاعة كمال جنبلاط واطلاق اسمه على قاعة الاحتفالات الكبرى في الكلية في مجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي - الحدت.

حضر الاحتفال النائبان ايلي عون وفادي الهبر، الدكتور وليد صافي ممثلا النائب وليد جنبلاط، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، الوزراء السابقون غازي العريضي، عادل حمية وعباس خلف، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، رئيس تعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب، القيادي في الحزب الشيوعي اللبناني موريس نهرا، والعمداء اعضاء مجلس الجامعة اللبنانية غسان شلوق، بيار يارد، فؤاد ايوب، محمد توفيق ابو علي، انطوان عطاالله، سمير مدور ومحمد الحاج، ممثل اساتذة الحقوق لدى مجلس الجامعة الدكتور علي رحال، مدير الفرع الاول في كلية الحقوق الدكتور حسين عبيد، الدكاترة عامر مشموشي، عصام الجوهري والياس الهاشم، وحشد كبير من الاساتذة والطلاب والشخصيات السياسية، الفكرية والاجتماعية.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، القى مقدم الاحتفال كلمة رحب فيها بالحضور واشاد بأهمية المناسبة.

رحال

ثم القى رحال كلمة قال فيها: "لا عجب، انها قاعة كمال جنبلاط، جامع الوطن على درب شهادته، معلم لبنان بفكره وفلسفته ومبادئه. اختار كمال جنبلاط لنفسه الآداب من فرنسا والحقوق من لبنان، ومارس مهنة المحاماة لسنة، لينتقل بعدها الى الحقل السياسي والتشريعي والفكري والثقافي والإجتماعي والروحاني، لكنه اختار لطلابه في هذه الكلية، التي درس بها في ستينات القرن الماضي، مادة الإقتصاد السياسي، ليقول لهم، ان السياسة هي لصالح الناس وليست لصالح فئة وهي لبناء مجتمع وليست لبناء الدور والقصور، هي لتطوير اقتصاد المجتمع وتأمين الناس. لقد زرع المعلم بذور الثورة في نفوس طلابه، بفكره ودروسه فكان منها الكبار الكبار في عالم الحقوق بكافة أشكاله، فكان منها دولة الرئيس نبيه بري، وآخرين من المفكرين والمجتهدين والمشرعين والقضاة والمحامين، لكن المعلم ترك التدريس باكرا، واختار تعليم الأمة وتهذيب النفوس والعقول وإغنائها بأصول الكرامة والعزة، فكان الطريق الأصعب".

وتابع: "عندما سئل كمال جنبلاط عن قول الناس فيه، أجاب:انا انسان وكفى، لكن انساننا هذا، انسان طامح، عندما نظر في الأفق، رأى أن وضعه وحياته ومجتمعه لا يرضي طموحه، فتطلع الى الأفق وعزم على التغيير، هذا الإنسان الذي يقول عنه الحديث الشريف: "أكثر الناس بلاء الأنبياء، ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل"، تعبيرا عن معاناة الذين يريدون ان يغيروا مجتمعهم، ولا يكفيهم ما هم فيه فيعانون من العابثين في هذا المجتمع. ومن جهتنا، نحن ننظر الى الأفق، لا نجد ما يرضينا، ما يلبي طموحنا، ما يقنعنا وهنا نختلف، فئة تستسلم للوضع الحاضر، وفئة أخرى، تفوق الفئة الأولى، لا تقبل بما يجري في المجتمع، لكنها تتهرب من المواجهة، وفئة ثالثة لا ترضى، فتبحث عن التغيير، وإن كان البعض منها يخطىء بالوسيلة، ونحن ان شاء الله من الفئة الثالثة، فمنهم، يا معلم، من ثار معك، ومنهم من ثار مع غيرك من العظماء والكبار كالإمام موسى الصدر، لكن تبقى كلماتك حافزا لكل ثائر، لكل باحث عن التغيير للبنان أفضل، ونحن لا ننسى عندما قلت: "ان كنت قد ثرت فبملء وعيي وإدراكي، ولم أفقد أعصابي لذلك لن أعتذر" كذلك تبقى مواقفك ومواجهتك ونضالك من أجل الحرية والإستقلال والشرف والكرامة دافعا لكل مؤمن بأن لبنان وطن نهائي لكل أبنائه وهو بلد عربي".

أضاف: "أيها المعلم ان كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية تتبنى شعارك: "بلى، هناك غالب، وهناك مغلوب"، فالغالب هو الحق والمغلوب هو الباطل، الغالب هو الإصلاح والمغلوب هو الفساد، الغالب هو الوحدة الوطنية الشعبية والمغلوب هي الفتنة والعصبية الطائفية، ونحن السائرون على نهجك، ان شاء الله من الغالبين، وصولا الى تحقيق الدولة المدنية المواطنة الحقة والمجتمع الفاضل. أيها الزميل، مع الإحترام الكبير والفارق الشاسع طبعا ان القاعة تشمخ عاليا باسمك، اما بالنسبة لنا، ما ذهبت لتعود، وما نسيناك لنتذكرك لكن أردنا ان نضع وساما على صدر هذه الجامعة الوطنية،
واسمك مرصع بدماء الشهداء وخالد بتاريخ لبنان الى أبد الآبدين، فاخترنا اسمك كاستحقاق لنا من الرتبة الإستثنائية، وزينا به لوحة هذه القاعة".

حبيب

ثم القى العميد حبيب كلمة قال فيها: "في يوم كمال جنبلاط الجامعي الجامع، اعذرونا ان احترنا في أمرنا، فهل يكفي ان يطبع اسم المفكر الشهيد على حجر حتى يتم تكريمه؟
وهل يقبل المنطق استذكار من استشهد، وهو العابر فوق جسر الموت الى الحياة، ليسجل بنضاله اللامتناهي ثورة الانتصار على الزمن؟ وأين الفرح، يا سادة، وطريق الحرير المؤدي لقراءة الوجود الانساني في الهند لم يعد آمنا؟ بالنسبة الينا، في كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية، نكرم في كمال جنبلاط المفكر والاستاذ الجامعي والمحامي والحكيم والثائر والأديب والصحافي والشاعر والانسان والقائد وصاحب الحلم الكبير للوطن الصغير. نكرم في كمال جنبلاط مدرسة متجددة، متواصلة الاجيال والدروب، شعاعا لا ينطفىء، ونورا على قمة مرتفع، ونبراس مسيرة نضالية حملت كل العناوين المتعبة من القدس الى كل العالم. نكرم في كمال جنبلاط لبنانيا عريقا، وعربيا ديمقراطيا، وصاحب رسالة انسانية، التحفت الارض مع العمال، وتعبدت السماء مع فلسطين، وقرأت الوجود الانساني من خلال معادلات تكاملت بين اللبنانية والاستقلال، والعروبة والديموقراطية، والعلمانية والايمان، والمساواة والعدالة. نكرم في كمال جنبلاط سياسيا من نوع آخر، سياسي اعتمد الثقافة لإقامة الحكم الصالح. فرحه الكبير يكمن ليس في الانتصار على الخصم، بل في الانتصار على الجهل. أراد لبنان وطنا عربيا ديموقراطيا علمانيا. وها هو يصرخ في آذاننا اليوم: "اسمعوني الاصلاح قبل ان نخسر لبنان، الاصلاح هذه المرة، يجب ان يكون جذريا والانسب لنا في المستقبل القريب، والوسيط، وإلا حصدنا المحن والويلات كلها"، أراد تحرير الانسان العربي من سجانه لأن الصنمية لا تحرر فلسطين، بل تغتال العقل، فكان تغييب كمال جنبلاط اهانة للمستقبل. نكرم في كمال جنبلاط استاذا جامعيا، وضع في أولويات الحزب التقدمي الاشتراكي، وبخاصة المبدأ الخامس منه، انشاء جامعة نموذجية. فكان نضاله مع الطلاب من أجل تطوير الجامعة واستحداث كليات تطبيقية فيها".

واردف: "لو نظر الينا اليوم لتسأل بحسرة عن غياب الاتحاد الطلابي، وتكاثر الفروع، وشح الموازنة، وغياب الاستقلالية في ظل عقلية المجالس الملية. أظنه يتساءل بمرارة عن ازدياد اعداد المعاهد العليا الطائفية من دون رقابة او ضن في تطبيق قانون التعليم العالي. وجوابا على كل تلك التساؤلات نقول: انه على الرغم من كل العثث، الجامعة بخير عددا وعدة، وخريجونا يعملون، ولكن في اصقاع الارض، تاركين للطبقة السياسية مهمة محاصرة المجتمع المدني، وتدمير التعليم الرسمي بكل مراحله، وتصحر الارض، وتراكم النفايات السياسية، الباقي في وجدان الجامعة اللبنانية نكرمه بدعوة أساتذة الفكر السياسي المعاصر الى تدريس فكر كمال جنبلاط في قسم العلوم السياسية. وهكذا، يصبح كمال جنبلاط بلا قبر، يخرج اليكم كل ليلة فاقرأوه. اقرأوا شاعر القمح الاخضر وآكله حتى لا تأكلوا زوانا يابسا او شوانا او حجارة.
بيننا زعماء كثر، ونواب كثر، ووزراء كثر، وطائفيون كثر، ومذهبيون كثر، كمال جنبلاط وحده المعلم. فلا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن الحي بين الاموات.
رجل حدوده العالم يحاكي الانسان في كل زمان ومكان، قائد عنوانه فلسطين، مناضل في صفوف العمال والمتعبين في الارض، ومثقف ساهم في بناء صرح اسمه الجامعة اللبنانية، جامعة كل لبنان".

خلف

وكانت كلمة لرئيس رابطة اصدقاء كمال جنبلاط الوزير السابق عباس خلف قال فيها: "بين المعلم كمال جنبلاط والجامعة اللبنانية قصة امتدت احداثها لترافق المعلم في مختلف مراحل نضاله السياسي وعطائه الفكري. كمال جنبلاط آمن بالتطور والوعي والحرية والعدالة وتكافؤ الفرص، ولذلك سعى طيلة عمله السياسي، لتوفيرها للبنانيين بهدف نقل لبنان من التخلف الى التقدم، وتمكينه من مواكبة المستجدات العلمية والفكرية والتقنية والحقوقية. واذا عدنا الى بدايات نضاله نراه، بمناسبة تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي سنة 1949 يقول في مقدمة ميثاق الحزب: "في حقل تثقيف النشء يخصص الحزب للمعرفة في برنامجه القسط الوافر فيعلن اهمية الفكر وضرورة تأسيس المعاهد والجامعات والمختبرات للعلم العالي، والاستديوهات والمعاهد للفنون الجميلة، ويسعى لتأمين مجانية التعليم الابتدائي والثانوي للجميع، وتأمينه في التعليم العالي للمتفوقين بنسبة تفوقهم". هذا ما فكر بتحقيقه للشباب اللبناني في العام 1949، وهذا ما لم يغب يوما عن فكر كمال جنبلاط وسعيه طيلة مرحلة نضاله وحتى استشهاده في العام 1977. فسواء داخل الحكم عندما تسلم وزارة التربية سنة 1960، ام خارج الحكم عند قيادته للمعارضة الوطنية، ثابر بإصرار على المطالبة دوما بضرورة تأمين التعليم للجميع وبأفضل الوسائل والظروف.
ولدى تسلمه مسؤولية وزارة التربية الوطنية في السادس من ايلول 1960، اكد في برنامج عمله "ضرورة اعتبار وزارة التربية الوطنية أساسا جوهريا في تكوين الذهنية الاجتماعية اللبنانية وبالتالي في توحيد المفاهيم الوطنية، وتركيز وحدة الشعب اللبناني، وفي هذا السبيل يجب العناية بالتعليم العالي وتعزيز الجامعة اللبنانية وتوسيع فروعها"، وفي 26 تشرين الثاني من العام نفسه اعلن ان "هناك مشروعا لانشاء المدينة الجامعية وضعناه ولا نزال نسعى لتنفيذه عن طريق جعل كافة بنايات الاونيسكو في بيروت تابعة للجامعة اللبنانية، ومطالبة وزارة الدفاع بتسليمنا بعض ثكنات الجيش القريبة من الاونسكو لكي نحقق هذه المدينة الجامعية، ويصبح للطلاب مكان يسكنون فيه، وليصبح لفروع الكليات وللكليات في الجامعة الامكنة اللازمة والمختبرات لأجل تطوير هذه الجامعة الناشئة، وانشاء فروع جديدة فيها للهندسة التطبيقية والعلوم الاجتماعية".
وفي 21 نيسان 1961 وقف كمال جنبلاط ضد الاضراب الذي اعلنه المحامون لمنع فتح معاهد تدرس الحقوق باللغة العربية في الجامعة اللبنانية وفي جامعة بيروت العربية. وبرعايته انطلقت هذه المعاهد، ولتأكيد اهتمامه ورعايته مارس التدريس في معهد الحقوق التابع للجامعة اللبنانية. وها هي الجامعة اللبنانية ومعهد الحقوق يعيدان كمال جنبلاط اليهما عبر هذا التكريم".

وأردف: "استطاع كمال جنبلاط، اثناء توليه وزارة التربية ان يحقق جزءا من برامجه التي اتاحت للكثيرين من ابناء المناطق والطبقات الاجتماعية المحدودة الدخل فرص تحصيل العلم بمختلف مراحله، من خلال نشر التعليم الابتدائي والثانوي وتعزيز الجامعة اللبنانية، بعد ان كانت هذه الامكانية محصورة بأبناء الطبقات الميسورة القادرين على تحمل كلفة التعليم الباهظة في المدارس الخاصة وفي الجامعات الاجنبية. ولكن ما تحقق، على اهميته لم يرض طموحات كمال جنبلاط، ولذلك واصل السعي وها هو مثلا في العام 1967، كزعيم للمعارضة، يتصدى من جديد لمشكلة التعليم وقضاياه، ويطرح مشروعا متكاملا لاصلاح التعليم وتطويره. فلنستمع اليه يقدم لمشروعه بهذه العبارات: "في مطلع كل عام دراسي تطرح قضايا التعليم ومن بينها مشاكل الجامعة اللبنانية المطروحة منذ سنوات دون ان تجد حلا. اصبحت الجامعة اللبنانية قادرة اليوم على استيعاب حوالي 30% من مجموع الطلاب الجامعيين، ولكنها ما زالت تعاني من طغيان الفروع النظرية على الفروع العلمية، وفقدان الكليات التطبيقية عدا معهد الفنون الذي باشر عمله سنة 1965. فمعهد الحقوق وحده يستوعب حوالى اربعة آلاف طالب من اصل ستة آلاف وخمسمائة طالب في الجامعة . ولذا فمن المهام الملحة المطروحة على القوى الوطنية الاهتمام بوضع الجامعة اللبنانية والضغط على السلطة للاستجابة لمطالب القيمين عليها. وليس من الجائز، على ما جاء في شكوى رئيس الجامعة من مخاطر تخفيض موازنة الجامعة ، ووقف مشاريع الابنية الجامعية ، واعادة مشروع تنظيم الجامعة الى المجلس النيابي بعد ان استغرقت دراسته واقراره ثلاث سنوات، رافقها اضطرار اساتذة الجامعة لاعلان الاضراب مرتين ." هذا ما عبر عنه كمال جنبلاط عن معاناة الجامعة اللبنانية سنة 1967، فهل خرجت الجامعة من معاناتها اليوم بعد تسعة واربعين عاما؟ نترك لكم ولرئيس الجامعة وادارتها مهمة الاجابة عن هذا التساؤل".

وقال: "ان المشروع المتكامل لاصلاح التعليم الذي اعلن عنه كمال جنبلاط سنة 1967 تضمن الآتي: اعداد المعلمين، وواقع المعلم، والمباني المدرسية والتجهيز المدرسي، والبرامج الدراسية والكتاب المدرسي، وانظمة الامتحانات، والرعاية الصحية في المدارس، وبالطبع الاعتناء بالجامعة اللبنانية لجهة المباني الجامعية والجهاز التعليمي، والنقص في المعاهد التطبيقية التي قال عنها انها تغني مئات الطلاب عن السفر سنويا الى الخارج ملتمسين الدراسة في الفروع غير المتوفرة في لبنان، وينفقون ملايين الليرات التي من الاجدر ان تبقى في لبنان، والأدهى من كل ذلك بقاء عدد وافر من هؤلاء الدارسين في الخارج، وهذه خسارة كبرى للبنان من جميع النواحي.
ولقد أولى المعلم كمال جنبلاط قضية استقلال الجامعة اللبنانية اهتماما خاصا حيث قال: "ان الاوضاع الادارية والمالية للجامعة اللبنانية، كما هي عليه اليوم، تعرقل الكثير من اسباب نمو الجامعة واندفاعية العمل في شؤونها الخاصة. فبالرغم من ان مرسوما جمهوريا صدر منذ العام 1959 يقضي باستقلالها ماليا واداريا، فان الجامعة لا تتمتع بهذا الاستقلال لأن السلطة السياسية لا تطبقه فعليا. من هنا الاستياء الكبير والشكوى من جانب القيمين على شؤون الجامعة من رؤساء وعمداء واساتذة وقيامهم بتحرك مطلبي، امتصته السلطة بوعد اعداد قانون تنظيمي جديد يكرس فيه الاستقلال المنشود للجامعة في مهلة اسبوعين (اوائل شباط 1959) . وها نحن اليوم في ايلول 1967 والمشروع ما زال ينتظر اعادة النظر والاقرار".

وتابع: "ونحن بدورنا اليوم، نسأل وفي العام 2016، هل تحقق للجامعة اللبنانية الاستقلالية المطلوبة ماليا واداريا ، واتيح لها حرية اتخاذ القرارات بعيدا عن مداخلات السياسيين؟
نحن، في رابطة اصدقاء كمال جنبلاط، وعلى خطى المعلم الشهيد كمال جنبلاط ، سنبقى اوفياء لجامعة الوطن وداعمين لكل جهد يهدف الى تطويرها واعلاء شأنها ورفع مستواها، على امل ان يتحقق يوما حلم كمال جنبلاط بأن تتمكن الجامعة اللبنانية من احتضان معظم الطلاب الجامعيين من كافة الاختصاصات، وان تصبح أرقى مؤسسة للتعليم الوطني في لبنان، وتساهم في وضع البرامج الدراسية المتكاملة لمختلف مراحل التعليم والمتوافقة مع حاجة كافة القطاعات الانتاجية في لبنان".

السيد حسين

ثم كانت كلمة السيد حسين، فقال: "نستحضر فكر كمال جنبلاط لبناء حياة مدنية، حياة انسانية بعيدا من العصبيات. ادرك هذا الرجل الكبير مدى الاختلاف بين الحياة البدائية والحياة المدنية، فانطلق باحثا ومفكرا في أدب الحياة ارتقاء بانسانية الانسان. فما احوجنا اليوم الى برنامج كمال جنبلاط المرحلي، برنامج الحركة الوطنية اللبنانية، ومن مداميكه: النظام النسبي للانتخابات النيابية وصولا الى صحة التمثيل الشعبي، واللامركزية الادارية لاطلاق التنمية من خلال طاقة الانسان المبدع والملتزم بقضايا وطنه.
لقد مر على هذا البرنامج اكثر من 40 عاما وما نزال نتحبط في صغائر الامور او لنقل دهاليز الزواريب المظلمة. ارادنا كمال جنبلاط منفتحين على الحياة والعالم تحت نور الشمس ولم يخف تأييده لكل حركة تحررية في العالم ورفضا للاستعمار بشكليه القديم والحديث.
وكيف تنسى الجامعة اللبنانية دفاع كمال جنبلاط عن دورها واسهامه في انطلاقتها عندما درس مادة الاقتصاد السياسي في كلية الحقوق، فهذه الكلية مطالبة بأن تبقى في الصف الوطني الاول دفاعا عن حقوق الانسان وايمانا بمبدأ المساواة بين المواطنين في اطار المواطنة الحقة.
لكمال جنبلاط ورفاقه اياد بيضاء على جامعتنا الوطنية منذ ستة عقود، والجامعة العريقة هي التي تخلد علماءها وتمجد ذكرى المفكرين الكبار الذين افنوا عمرهم من اجل قضايا الشعوب. انه يوم للارتفاع الى مستوى الانتماء الوطني والانتماء العربي والانتماء الانساني والعالمي بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعشائرية والاقليمية الجهوية. انه يوم للعودة الى مفهوم الشعب الذي هو مجموع المواطنين لا مجموع الجماعات، والى مفهوم الدولة التي تعني الانتظام العام في عمل مؤسساتها والتي تكرس سيادة القانون فوق اوهام التنازع الفئوي، والى مفهوم الامة التي تريد مكانا لها في هذا العالم المتغير، أمة تدير ظهرها لكل الفتن التي تورث القتل والدمار وتنفتح على العلوم والمعارف الحديثة بلا عقد موروثة.

واوضح السيد حسين ردا على ما قاله الوزير السابق خلف "أن معظم ما قاله المعلم كمال جنبلاط عن مشكلات في الجامعة اللبنانية ما زال قائما وكأننا بعد اربعين سنة نعيش المشاكل نفسها. مع الفراق ان الجامعة اليوم انتفضت فكلية الطب التي ناضلنا من اجلها سنة 1974 هي الكلية الاولى في لبنان اليوم وكذلك كليات طب الاسنان والصيدلة والصحة العامة يتخرج منها افضل الخريجين الذين يتألقون داخل وخارج لبنان. وكلية العلوم الاقتصادية التي لم تكن موجودة، عدد طلابها اليوم اكثر من سبعة الاف طالب، وعدد طلاب الجامعة اللبنانية للعام الحالي 72 الف وخمسماية طالب في مختلف الاختصاصات والفروع، والحقيقة تفرض علي كرئيس للجامعة اللبنانية القول ان لا ننسى باني هذا المجمع الجامعي الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلينا ان نعترف بالفضل لرجاله، وهذه من معالم فكر كمال جنبلاط وهي الوفاء لاهل الوفاء والوفاء للوطن".

وختم قائلا: "ان الجامعة اللبنانية مقهورة ومغلوبة ومنتهكة ومهمشة بذات الاساليب والطرق لكن في النهاية الفقراء سينتصرون، وكما قال كمال جنبلاط ان الفقير سينزل الى الشارع من اجل التغيير الانساني".
ثم تلا نص القرار الصادر عن مجلس الجامعة اللبنانية بتسمية قاعة الاحتفالات في كلية الحقوق باسم قاعة الشهيد المعلم كمال جنبلاط.

صافي

ثم القى ممثل النائب جنبلاط صافي كلمة قال فيها: "مبادرة إطلاق اسم الشهيد كمال جنبلاط على احدى قاعات كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، تأتي في هذاالوقت لتؤكد على امرين أساسيين: الاول يتعلق براهنية فكره السياسي، والثاني يرتبط بالحاجة لإعادة قراءة كمال جنبلاط والتمسك بمشروعه السياسي، الذي يبقى بارقة الأمل الوحيدة في هذا الشرق الذي تضربه الظلامية من كل حدب وصوب. المبادرة هذه، تأخذنا من جديد الى احلام كمال جنبلاط وتطلعاته الراقية لمستقبل البشرية، تأخذنا الى عالمه الفكري والانساني، الذي بناه في إطار مقاربة علمية ونقدية، وذلك من اجل اشتراكية اكثر إنسانية. في إطار مقاربة، تخطت المكان والزمان واستطاعت ان تجمع الى روح الشرق مهد الأديان السماوية التوحيدية، روح التغيير الفكري والسياسي الذي أنتجه عصر الأنوار في أوروبا".

وتابع: "استطاع كمال جنبلاط من خلال مقاربته هذه ان يتميز عن نظرائه في الشرق في غير مجال، وتمكن من ان يحدد بدقة السياسة ودورها، لتكون عنده "وسيلة لخدمة الانسان وليست غاية بحد ذاتها"، كما اعتبر مرتبة الضمير الإنساني فوق كل المراتب السياسية والحزبية وهو القائل: بأنه "اذا خير الانسان بين حزبه وضميره عليه ان يختار ضميره، لان الانسان يستطيع ان يحيا بلا حزب ولكنه لا يستطيع ان يعيش بلا ضمير.
تميز كمال جنبلاط عن سياسيي هذا الشرق، في موقفه من الحريات السياسية والفكرية، فإذا كان قد اعتبر ان الحريات السياسية على أهميتها يجب ان تمارس في حدود الأنظمة والقوانين، فانه في المقابل، رفض القبول بوضع أية حدود لحرية الفكر لان مصدرها العقل. من هنا، رفض كمال جنبلاط الدخول الى السجن العربي الكبير، واحتقر الى حد بعيد حراسه الذين وصلوا الى السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية والذين تساقطوا لاحقا الواحد تلو الاخر".

واردف صافي: "مقاربة كمال جنبلاط الفكرية، أظهرت الخواء الفكري لعدد كبير من الايديولوجيات الشمولية التي اختبأت وراء شعار العروبة والوحدة والاشتراكية، لإعادة انتاج سلطات قوضت كل فرص التقدم وحولت الاوطان الى ملكيات عائلية استحوذت على الناس والعباد.
اما قواعد مدرسته في ممارسة السياسة، فكانت أشد فتكا في الطبقة السياسية الحاكمة، لاسيما نظرته في مقاربة الخدمة العامة، لذلك نراه، يعري في ممارسته للسياسة، طبقة من الحكام قدمت المصالح الخاصة وجمع الثروات غير المشروعة على مصالح الناس وتطلعاتهم.
الحاجة الى فكر كمال جنبلاط ومشروعه السياسي اليوم كحاجة الانسان الى الهواء النقي، والحاجة كبيرة ايضا الى اعادة احياء تراث المفكرين المتنورين في الشرق أمثال محمد عبدو، جمال الدين الافغاني، طه حسين، شكيب إرسلان، محمد حسين فضل الله، محمد مهدي شمس الدين وغيرهم، وذلك لوقف الانحدار الفكري والسياسي الذي يسير فيه المشرق العربي والإسلامي، لوضع حد لهذا الصراع المذهبي القاتل، الذي أخذ يدمر حضارتنا وتراثنا الكبيرين. الحاجة كبيرة إيتها السيدات والسادة الى وقف استخدام الدين في الخيارات السياسية، الى قراءة الدين الاسلامي، قراءة عصرية، والى اعمال سلطة العقل، وعدم الانجرار الى مشاريع فئوية، لكي نفتح الطريق لإزالة خطوط التماس القائمة بين المذاهب الاسلامية، والاعتراف بالتنوع الاسلامي كمصدر غنى، بدل السعي الى الغاء الاخر، والتأسيس لقيام شموليات دينية تعيد انتاج القهر والظلم الذي أنتجته الشموليات القومية في غير مكان من هذا العالم العربي".

وقال: "كمال جنبلاط كم نحن بحاجة الى مشروعك، لإنقاذ بلدنا من هذا الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي وصلنا اليه، كم نحن بحاجة لكي نمتلك الشجاعة الأدبية لنعترف، بان نظام التقاسم الطائفي في لبنان قد وصل الى نهايته مفهوما وممارسة، وان مشروع الإصلاح السياسي الذي وضعته للنظام اللبناني عام 1975 لا يجد له منافسا، بل مازال يشكل طريق الخلاص الوحيد لبناء دولة عصرية، نظامها السياسي مبني على المواطنة التي تضمن تكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق والواجبات. دولة، تحتكم الى الدستور في عمل مؤسساتها ومواجهة الاستحقاقات الدستورية، دولة لا تتعطل فيها الانتخابات الرئاسية او غيرها من الاستحقاقات في إطار لعبة تتقاطع فيها المصالح الشخصية والمذهبية وتلك ذات البعد الإقليمي".

واضاف: "هذه المناسبة التي تجمعنا اليوم تؤكد على استمرار اهتمامنا بالجامعة اللبنانية ومستقبلها، هذه الجامعة التي خاض كمال جنبلاط ورفاقه معارك سياسية كبيرة من اجل قيامها، والتأكيد على دورها الوطني في صناعة النخبة الفكرية والعلمية وإعداد الكوادر للقطاعين العام والخاص. كان خيار السلطة بإعاقة قيام الجامعة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، خيارا سياسيا مرتبطا الى حد بعيد بالانقسامات التي كانت قائمة بين قوى اليمين وقوى اليسار، وبالنظرة الى دور الدولة في المجالات المختلفة لاسيما منها المجال التربوي. في المقابل كان خيار كمال جنبلاط والقوى الوطنية آنذاك دعم التعليم الرسمي في مراحله كافة، واعتباره جزءا لا يتجزأ من الوظيفة الاجتماعية للدولة، ومحركا لعملية تطوير المجتمع وخلق دينامية التغيير من خلال العلم والوعي. وفي هذا الإطار، شكل دعم الحركة الطالبية في الجامعة نقطة ارتكاز في مشروع كمال جنبلاط التحديثي، لاسيما عندما اثبتت هذه الحركة، قدرتها على تخطي كل أشكال الانقسامات العامودية وغيرها وتوحدت في مواجهة سلطة، كان هدفها الأساسي اعاقة قيام الجامعة وحرمانها من سبل ووسائل تطورها".

ولفت الى ان "الحزب التقدمي الاشتراكي، يصر اكثر من اي وقت مضى على دعم مسيرة الجامعة ومواكبة صعودها في المجالات كافة. وفي هذاالاطار، ندعو الدولة الى ان تحسم خيارها في مقاربة الجامعة اللبنانية والتوقف عن سياسة اللاموقف، التي سمحت في مرحلة معينة باتخاذ قرارات أدت الى قيام جامعات لا تمتلك الحد الأدنى من المعايير الأكاديمية. لقد آن الاوان بأن تتعامل القوى السياسية كافة مع الجامعة الوطنية على مستوى طموحات الشباب وتطلعاتهم للمستقبل، وان تنظر اليها بوصفها المساحة المشتركة التي لا غنى عنها في فهم الاخر وتكريس القيم المدنية، بدلا من التعامل معها كساحة للمنافسة السياسية والخدماتية.
نعرف ان ولايتكم قد شارفت على النهاية، ولا نريد بالطبع ان نحملكم شخصيا مسؤولية تعثر قيام مشروع متكامل لإصلاح الجامعة، اذ ندرك الظروف والتعقيدات السياسية والمالية والإدارية التي احاطت بالجامعة منذ توليتم رئاستها. وفي المقابل نعول على دوركم في اعادة استحقاق الانتخابات الطلابية الى مساره الطبيعي، ونقول بكل صراحة، لم نر اي مبرر لقرار مجلس الجامعة في تأجيل الانتخابات الطلابية وربط هذا الاستحقاق بالاتفاق على صيغة اتحاد الطلاب. لذلك، نأمل منكم وقبل نهاية عهدكم ان تصححوا هذه المسألة وتضعوا الانتخابات الطلابية على المسار الذي يليق بالجامعة وطلابها".

وقال: "نتطلع حضرة الرئيس ايضا الى دوركم في قرار مجلس الجامعة المزمع اتخاذه في شهر تموز المقبل لتسمية المرشحين الخمسة لتعيين خلف لكم في رئاسة الجامعة، ليكون هذا القرار على مستوى التحديات التي تواجه الجامعة، ونأمل ان يكون خلفكم من الذين يتمتعون بالفكر المدني حرصا على مستقبل الجامعة وعلى حماية التنوع فيها، وان تكون لديه إرادة ورؤيا واضحة لجامعة قادرة على مواكبة المتغيرات في عالم يتحول بسرعة، في عالم أصبحت فيه تكنولوجيا المعلومات أساسا لكل تطور وتقدم. على اي حال، سيواكب وزراء الحزب هذه العملية في مجلس الوزراء في حينه، وسيتم التعامل مع هذه المسألة بشكل يلبي متطلبات جامعة القرن الواحد والعشرين".

وتابع: "اسمحوا لي قبل ان اختم كلمتي ان أعرج قليلا على السياسة لاقول، ان نجاح الدولة في اجراء الانتخابات البلدية ومستوى المشاركة الشعبية في هذا الاستحقاق، قد أسقطا كل الذرائع لتمديد جديد للمجلس النيابي، وبالتالي فان التوافق على قانون انتخابي يرتب مسؤولية وطنية على الكتل النيابية كافة. من هنا فان الحزب التقدمي الاشتراكي ما زال يؤيد الخطوط العريضة التي تم التوافق عليها بين الحزب وبين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، مع التأكيد على حقنا في ان لا تذهب اي صيغة في الإطاحة بالحقوق التمثيلية للاقليات، وهذه من المسلمات التي نتمسك بها.
اما في ما يتعلق بنتائج الانتخابات البلدية والظواهر التي رافقت هذه العملية، فإننا نعتبر بان على الأحزاب كافة ان تدرس بعناية الرسائل التي وجهت من الناس عبر صناديق الاقتراع والتي لم توفر أحدا، ولعل من ابرز الظواهر التي يجب مقاربتها بطريقة جدية هي صعود ظاهرة المجتمع المدني، التي برأي قد فرضت نفسها من خلال هذا الاستحقاق، ولن يستطيع اي حزب بعد اليوم ان يتجاهل هذا التطور في تركيبة الاجتماع السياسي اللبناني. اما الظاهرة الثانية، التي أود مقاربتها من خلال السؤالين التاليين: لماذا يتغلب في القرن الواحد والعشرين الانتماء العائلي على الانتماء السياسي في الانتخابات البلدية؟ الا يعبر ذلك عن فشل الأحزاب في الانتقال بالناس من الولاءات التقليدية الى الولاءات السياسية والوطنية؟ الجواب على هذين السؤالين يبقى برسم الأحزاب وطريقة إدراكها لخطورة هذا المنحى، الذي ان استمر، يفقد العمل الحزبي والسياسي جوهره الحقيقي".

وختم: "وأخيرا، باسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الاستاذ وليد جنبلاط اتوجه من رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين ومن عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية الدكتور كميل حبيب، بالشكر العميق للمبادرة التي قضت بإطلاق اسم الشهيد كمال جنبلاط على هذه القاعة، كما اتوجه بالشكر، الى مدير الفرع الاول الأسبق والحالي والى الزملاء كافة في الفرع، والذين بذلوا الجهود الكبيرة في وضع هذه المبادرة موضع التنفيذ. اختم كلمتي هذه بالتأكيد مرة جديدة على ان الحزب ورئيسه، هما على استعداد دائم لمواكبة الجامعة وتطورها بما يخدم هذه الشريحة من الشباب اللبناني، التي ورغم كل هذا الوضع البائس ما تزال تراهن على الدولة ومؤسساتها وفي طليعتها الجامعة اللبنانية".

صورة admin2

admin2