التبويبات الأساسية

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مهما كان الحدث صغيرا أو كبيرا، إرهابيا أم قضائيا، ماليا أو حياتيا، عاما أم خاصا، مهما كان، تندلع حياله جدالات وسجالات، فيما لا نكاد نرى لا عجنة ولا حتى طحنات.

على ما يبدو هذا هو الواقع على المستوى السياسي حتى الآن، وآخره، ومن دون أي ورقة تين أو توت، ما اندلع من سجالات بعد الحادث الإرهابي في طرابلس، على رغم ما أصيب به المجتمع الطرابلسي واللبناني عموما جراء ما حصل، وعلى رغم أن دماء الشهداء لم تكن جفت بعد.

وعلى سبيل المثال: مصدر حكومي يرد على الوزير أبو صعب الذي لم يتورع عن الرد على الرد، فيعاجله أحمد الحريري برد على رد الرد. وهكذا دواليك. لكن أوساطا مراقبة لا تزال ترى وتؤكد ان التفاهم التسووي المعروف قوي وصامد.

في أي حال، في عز اغتنام الناس ما تيسر لهم من فرحة وبهجة ورهجة وفروها لعيد الفطر السعيد، وتحدوهم معاني التسامح والمحبة والزكاة والصلاة، ندفع الجهل والبغض والتطرف بثوب الإرهاب، لينزع عن العيد صفة "السعيد"، ولينتزع البهجةَ والرهجة من القلوب الوادعة، ولينغص الفرحة على العباد والبلاد، وليسير عكس كل خطب العيد وتبريكاته، وليحاول زرع الخوف في المجتمع مثلما حصل في الفيحاء- طرابلس.

الإرهاب مهر توقيعه في قلب المدينة، عندما تسلل الإرهابي عبد الرحمن مبسوط في أول ليلة من العيد، خارقا الأحياء المبسوطة بالعيد، وليستهدف بنار حقده المتفجر مركزا لقوى الأمن الداخلي أمام سراي عاصمة الشمال، فاستشهد على الفور العريف جوني خليل. كما أطلق الإرهابي النار في اتجاه فرع مصرف لبنان في المدينة، وتابع بإطلاق النار وقنابل يدوية على آلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني.

نتيجة الإندفاع الإرهابي بلغت أربعة شهداء: إثنان من قوى الأمن الداخلي وإثنان من الجيش. وما هي سوى دقائق حتى اتخذت كل التدابير، ونفذت عملية أمنية تم فيها تطويق المبنى الذي هرب إليه الإرهابي، وتحصن في إحدى شققه الخالية من الناس، لكن الإرهابي عمد إلى تفجير نفسه بما كان يحمل من قنابل أو ماشابه، عندما شعر بوصول العناصر العسكرية إليه.

كل المواقف وردات الفعل، من كبار المسؤولين إلى سائر الشخصيات، أدانت واستنكرت، وأكدت أن أي عبث بالأمن سيلقى الرد السريع، وأن ما حصل في طرابلس، لن يؤثر في الاستقرار في لبنان.

رئيس الجمهورية العماد عون رأس في الثالثة بعد الظهر، اجتماعا أمنيا في قصر بعبدا، للبحث في الإعتداء الإرهابي الذي حصل في طرابلس، وأكد وجوب التنسيق والتعاون بين كل الأجهزة، وأن مواجهة الارهاب مهمة متواصلة.

الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، عاين مكان الحادث، موفدا من رئيس الحكومة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حزين هو عيد طرابلس، الذي نغص بهجته ذئب "داعشي" منفرد افترس أربعة عسكريين، ونهش أمن المدينة التي كان أطفالها نياما على حلم العيدية المستحيل.

على نية متابعة ارتدادات الغزوة "الداعشية"، التأم في قصر بعبدا اجتماع أمني برئاسة رئيس الجمهورية، الذي استنكر والعديد من القوى السياسية والرسمية والحزبية والروحية ما ارتكبه الإرهابي عبد الرحمن مبسوط، الحاقد على كل من يرتدي بزة عسكرية، مؤكدين أن ما حصل لن يؤثر على الاستقرار في البلاد.

من بين هؤلاء وزيرة الداخلية ريا الحسن والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، اللذان حرصا على اعتبار ما ارتكبه مبسوط عملا فرديا، وأكدا من طرابلس ألا بيئة حاضنة للارهاب في المدينة.

وزيرة الداخلية اتصل بها رئيس الحكومة سعد الحريري، فيما انتظر وزير الدفاع الياس بو صعب اتصالا مماثلا منه لكن هاتفه لم يرن، الأمر الذي عكس ربط النزاع القائم، وأظهر ان ما حصل في طرابلس أبقى حبال التوتر بين التيارين البرتقالي والأزرق مشدودة، وأخفق في احتواء السجالات بينهما.

من هنا، جاء كلام بو صعب المرمز عن وجوب عدم قيام أي طائفة أو حزب بالضغط من أجل الإسراع في إخراج الموقوفين الذين تدور حولهم الشبهات من السجن. وذلك بعدما أشار إلى أن الإرهابي مبسوط كان موقوفا وتم الإفراج عنه.

وزير الدفاع أعلن انه سيطلب اجراء تحقيق لتبيان كيفية توقيف مبسوط وكيفية الحكم عليه وكيفية الخروج من السجن.

وما كاد بوصعب ينهي كلامه حتى عاجله تيار "المستقبل" برد على لسان مصدر حكومي أكد انه بدل ان يتلهى البعض بالعودة إلى أحاديث ممجوجة عن ضغط على القضاء لاطلاق سراح الارهابي مبسوط، وما إلى ذلك من تلفيقات، والإيحاء بأن طرفا سياسيا قام بذلك بغطاء من شعبة المعلومات، فإن الأجدر بهذا البعض أن يشارك في تضميد جراح أهالي العسكريين والتوقف عن بخ المعلومات المسمومة والتحليلات التي تعكس ما تضمره بعض النفوس تجاه الأمن الداخلي.

هذه المواقف، سبقت إجتماع بعبدا الأمني الذي ضمنه الرئيس عون دعوة للتعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة لأن ذلك ضروري.

في شأن آخر، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية رسميا تجاوب السلطات الإيرانية مع طلب رئيس الجمهورية ميشال عون الافراج عن نزار زكا، مشيرة إلى أنه تم تكيلف اللواء عباس إبراهيم القيام بمهمة تسلم زكا بالتنسيق مع السفارة اللبنانية في طهران. وعلمت الـ NBN أن اللواء ابراهيم ينتظر اكتمال الاجراءات وإبلاغه من السلطات الإيرانية الموعد المحدد ليتوجه خلال الساعات المقبلة إلى طهران، على أن إجراءات العودة يعمل عليها بالتنسيق بين مكتب اللواء ابراهيم والسفارة اللبنانية في طهران لبحث كل التفاصيل المتعلقة بعملية الإفراج.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

شهيدان للجيش اللبناني وشهيدان لقوى الأمن الداخلي، سقطوا دفاعا عن طرابلس وأهلها، في عملية ارهابية نفذها مجرم ضال لا بيئة له سوى بيئة الأشرار الخارجين على قيم الدين والدنيا.

عبد الرحمن مبسوط، ارهابي لا يملك من الرحمن واسم الرحمن شيئا، قرر القضاء على فرحة عيد الفطر المبارك في طرابلس، فكان الجيش ورجال قوى الأمن له بالمرصاد، وانتصروا لطرابلس وكرامتها واعتدالها، وأحكموا السيطرة على الأوضاع وضبط الأمور.

غير أن هناك من وجد في الحادث الارهابي، فرصة جديدة للنفخ في الأحقاد والعودة إلى ركوب أحصنة المزايدة والتفريق بين الجيش وقوى الأمن الداخلي، وإطلاق إيحاءات تعيدنا بالذاكرة إلى زمن الحديث عن "الداعشية" السياسية والحملات التي نظمت على تيار "المستقبل" في هذا السياق.

فبعد ساعات قليلة من نجاح الجيش والقوى الأمنية برفع كابوس الارهاب عن طرابلس، انبرت أصوات من لون برتقالي، توجه الاتهامات يمينا ويسارا وتسحب من أدراج الشر كلاما طواه الزمن عن بيئات حاضنة للارهاب، وعن الضغوط السياسية التي مورست لاطلاق الموقوفين الاسلاميين.

الوزير الياس بو صعب، انضم على طريقته لهذه الجوقة، وقال في معرض كلامه عن الارهابي مبسوط، انه سجن أقل من سنة بحكم صدر عن المحكمة، وهو لا يريد أن يستبق التحقيقات لكن كل الضغوط التي كان يجري الحديث عنها وكل التدخلات التي يحكى عنها تتبين نتائجها في مثل هذه الأوقات.

ربما الوزير بو صعب "آخد على خاطرو" أن الرئيس سعد الحريري اتصل بوزيرة الداخلية وقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي ولم يتصل به، فأخذته حميته إلى القول لست منتظرا أن يتصل بي، وهو ربما يعتبر نفسه معني بقوى الأمن أكثر. وبغض النظر عما إذا كان الاتصال بوزير الدفاع مجديا أو غير مجد، فمن الواضح أن الوزير الجهبذ أراد أن يسجل بين كل فقرة وفقرة من كلامه، سقطة سياسية من الطراز الرفيع، وهو قرر أن يتحدث عن قوى الأمن الداخلي باعتبارها محمية حريرية، وقد فاته أن الرئيس الحريري رئيس للوزراء وأنه مسؤول عن كافة القوى العسكرية والأمنية، وأن محمية الوطن عنده تتقدم على كل المحميات الطائفية والحزبية.

نعم، الرئيس الحريري معني بقوى الأمن الداخلي، وهذا أمر يشرف أي مسؤول في الدولة اللبنانية، لكن تاريخه في السلطة وخارج السلطة يؤكد دوما انه معني بكل القوى العسكرية والأمنية، وبالجيش اللبناني تحديدا، الذي يبقى عنوانا للشرف والتضحية والوفاء، وهناك من يريد وضعه في خانته السياسية وتجيير اسمه ودوره وتضحياته لخدمة بعض الغايات السياسية الرخيصة.

فليتوقفوا عن التمييز بين المؤسسات، فليس هناك في هذه الدولة من هو ابن حرة وابن جارية، فالقوى العسكرية والأمنية بكل أجهزتها وقطاعاتها تعمل تحت سقف الدولة، وبأمرة القيادة السياسية للدولة وهي ليس مشاعا مفتوحا للاقتسام والمحاصصة.

سؤال أخير للوزير بو صعب، وكل الذين انتفضت غرائزهم لنبش البيئة المذهبية للارهابي عبد الرحمن مبسوط؛ هل تعلم يا معالي الوزير من هي المحكمة التي أصدرت الحكم على عبد الرحمن مبسوط لسنة ونصف السنة؟، وهل تعني أن المحكمة العسكرية كانت متهاونة في الحكم الذي صدر؟، ولماذا لم تسأل رئيس المحكمة العسكرية عن آلية اصدار الأحكام في المحكمة لدى زيارتك لها قبل يومين من الحكم بقضية سوزان الحاج وغبش؟، أم أن الغبش عندما يغطي العيون تنشأ عنه زلة لسان يمكن سحبها من التداول عندما تدعو الحاجة؟.

الوجع الذي حل بطرابلس صبيحة عيد الفطر المبارك، كان يستحق من بعض السياسيين والمعلقين والاعلاميين قليلا من الرأفة بمشاعر الناس وببراءة الدم الطاهر الذي انسكب فوق تراب الفيحاء، بمثل ما يستحق الكثير الكثير من الإحساس بالمسؤولية وتجنب السقوط من جديد في متاهات المزايدات الرخيصة.

فلا جيشي أقوى من جيشك ولا أمني أحسن من أمنك. لبنان القوي لا يعني لبنان الرؤوس الحامية. قليلا من التواضع والحكمة والتروي. نحن جميعا في حمى جيش واحد وقوى أمنية واحدة، نحن في حمى الدولة، ونقطة على السطر.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ملأ الارهاب الخنادق بين السياسيين بدماء العسكريين، عندما ضرب مقتلا في طرابلس فأصاب به لبنان باربعة شهداء رسموا التنسيق بين الأجهزة الأمنية بالدم، بعيدا عن المتاريس السياسية.

ولأنه عمل ارهابي منشأه مدارس ومناهج تكفيرية مرعية، خرج عبدر الرحمان مبسوط، الارهابي العتيق منذ العام 2015، المتمرس بارهابه بين ساحات سوريا ولبنان، المعروف عند الأجهزة الأمنية، الموقوف في سجن رومية، والخارج منه باخلاء سبيل بعد أن أشبع تطرفا ككثيرين، خرج من انسانيته كوحش "داعشي" يغدر بأربعة فرسان أتوا من أقاصي الجنوب والبقاع والمتن ليحموا الأمن في طرابلس الفيحاء، فعادوا شهداء مخضبين بدمائهم المصابة برصاصات التحريض.

لم يكن بعض السياسيين والمعنيين على مستوى الحدث، بل ذهبوا لتحليلات وتبريرات لا ترتقي إلى مستوى الدماء التي بذلت، فاشتبكت التغريدات والتصريحات حتى كادت تفصل دماء الملازم أول الشهيد في الجيش اللبناني حسن فرحات والشهيد المجند ابراهيم صالح، عن دماء رفيقيهما في قوى الأمن الداخلي الشهيد جوني خليل والشهيد يوسف فرج.

وإلى أن يفرج الله على اللبنانيين الواقعين بين خطر الارهاب ورهاب الأداء لدى بعض الطبقة السياسية، تبقى الأسئلة هي الملاذ: ألا تستدعي فاجعة طرابلس التنبه والترفع لدى الطبقة السياسية وإبعاد القوى العسكرية والقضائية عن الزواريب الضيقة؟. ألا تستحق دماء العسكريين ومئات اللبنانيين النظر القضائي والأمني الدقيق لكل من أصابته لوثة الارهاب حتى يشفى منها، وإن أدى محكوميته أو نالته الشفاعة السياسية؟.

ويبقى الأمل بما أكده رئيس الجمهورية، خلال اجتماع مجلس الأمن المصغر، من أن حادث طرابلس لن يؤثر على الاستقرار في البلاد، مع ضرورة تكثيف المتابعات الأمنية للمشبوهين، والمبادرة إلى تنفيذ عمليات استباقية عند الضرورة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مهما كان الإرهاب قويا، فشهداء الجيش والقوى الأمنية دائما أقوى، والنموذج اللبناني الذي ينبذ التطرف دائما أقوى، وإيمان اللبنانيين بالانفتاح والتسامح والمحبة دائما أقوى.

إنها المعادلة التي كرستها مرة جديدة عاصمة لبنان الثانية في الساعات الأخيرة، بعدما أرستها معارك لبنان مع الإرهاب في السنوات الماضية، منذ الضنية عام 2000 إلى نهر البارد عام 2007 وصولا إلى عبرا عام 2013 والجرود الشمالية الشرقية عام 2017، حيث سطر أبطال الجيش والقوى الأمنية بطولات، وقدموا التضحيات، ورسموا بالدماء دائرة أمان أمنية حول الوطن، فشل الإرهاب في خرقها أمس، ولو أن الألم كبير... وهي دائرة ثبتها اليوم من جديد الاجتماع الأمني الذي ترأسه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا.

غير أن دائرة الأمان السياسي الضرورية أيضا، حفاظا على الاستقرار، باتت وفق أوساط معنية، تحتاج إلى تحصين، خصوصا من منطق التحريض، ولاسيما التحريض الطائفي، القائم في الأساس على كلام افتراضي لم يقل، وهو- أي منطق التحريض- ما اعتمد في المدة الأخيرة من قبل البعض، لتظهر نتائجه بوضوح. فالتجارب أثبتت على الدوام قيام رابطة سببية بين تحريض من جهة، وتطورات مؤسفة من جهة أخرى. وأضافت الأوساط أن على رئيس الحكومة أن يبادر إلى ضبط الأمور، حرصا على مصلحة الوطن، لأن ما يصدر عن جهات معينة، لا هدف له إلا حماية الفساد ومخالفة القانون، وللمزايدة السياسية، ومواصلة عملية شد عصب لا تنتهي عادة إلا بما لم يكن في الحسبان.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا عيد في لبنان، فما حصل ليل أمس في العاصمة الثانية، سرق بهجة العيد وجعله يصطبغ باللون الأحمر، لون الدم. أربعة شهداء للجيش وقوى الأمن الداخلي وعدد من الجرحى، سقطوا نتيجة عملية نوعية لذئب منفرد، لا يستطيع أحد حتى الآن التأكيد ما إذا كان منفردا في المطلق. لكن المؤكد أن منفذ العملية انضم إلى "داعش"، ثم عاد إلى لبنان حيث سجن لفترة، فأضحى حاقدا على القوى الأمنية والعسكرية قبل أن يطلق سراحه.

فكيف أطلق سراح هذا الرجل الخطر، وبأمر من من؟، وعلى أفتراض أن لا تهمة ثبتت عليه، ألم يكن من الواجب أن يبقى تحت الرقابة اللصيقة حتى لا يرتكب جريمته الرباعية ليل أمس؟. ثم كيف يصدف أن سجن رومية يتحول يوما بعد يوم بؤرة للارهابيين، بحيث يخرج الإرهابي منه أخطر مما دخله؟.

لكن السؤال المحوري يبقى: أين الأجهزة الأمنية مما حصل؟، فمنذ العام 2015 لم تحصل عملية إرهابية في لبنان، فمن المسؤول عن عودة شبح الإرهاب؟، وهل صحيح أن قلة التنسيق بين الأجهزة الأمنية وانشغالها بمناكفة بعضها بعضا، ساهما في نجاح عملية البارحة. والأهم، واضح من الردود السياسية أن المناكفات لم تتوقف، فهل هذا ما تريده الحكومة، أن تؤمن الغطاء السياسي، بل الفوضى السياسية للارهاب والإرهابيين، بعدما جعلت العسكريين والأمنيين بفقدون الثقة بدولة تتشاطر لتسرق عرق جبينهم ودم تضحياتهم؟.

في منحى آخر، نزار زكا سيعود حرا في اليومين المقبلين. ووفق معلومات "ام تي في"، فإن العملية تتحقق بعد مسعى للوزير جبران باسيل مع "حزب الله" أفضى إلى اتفاق، هكذا طلب الرئيس عون من نظيره الإيراني إطلاق سراح زكا، فاستجاب الطرف الإيراني، على أن يتولى اللواء عباس إبراهيم الشق العملاني اللوجستي.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فطر مبارك... لكن في المقابل، عاش لبنان ساعات عصيبة بين "الذئاب المنفردة" و"الذباب الإلكتروني". "ذئب منفرد" بحسب تعريف وزيرة الداخلية ريا الحسن، انقض على عنصرين من قوى الأمن الداخلي، وفي اشتباك مع الجيش تسبب في استشهاد اثنين منهم... و"الذئاب المنفردة" مصطلح استخباراتي يعني قيام شخص لا يخضع لتنظيم هرمي، يقوم بالتخطيط والتنفيذ ضمن إمكاناته، ولهذا لا يمكن ضبطه مئة في المئة.

مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وصف الإرهابي بأنه كان في حالة نفسية غير مستقرة وأن عمله إفرادي. ولكن بعيدا من توصيف الحادثة الإرهابية فإن ما بعد الحادثة بدا كأنه أخطر من الحادثة في حد ذاته، فهي شكلت مادة سجالية إضافية بين تيار "المستقبل" وبين تكتل "لبنان القوي" ولاسيما الوزير الياس بو صعب. فإثر الحادثة اتصل رئيس الحكومة بكل من وزيرة الداخلية وقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي، هذا ما جعل وزير الدفاع "يأخذ على خاطره"، لكنه لم ينم على ضيم بل صرح قائلا: "لم يتصل بي رئيس الحكومة سعد الحريري بعد الحادث الأمني، ولست منتظرا أن يتصل بي".

هذا الموقف استدعى ردودا عنيفة من تيار "المستقبل"، بدءا بمصدر حكومي رفيع قائلا: "الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس كل الوزارات ولا يحتاج لدروس في الأصول والمسؤوليات من أحد، وهو معني بالاهتمام بكل المؤسسات شاء من شاء وأبى". وما لم يقله المصدر قاله أحمد الحريري بلهجة أقسى إذ قال: "الوزير الياس بو صعب المسمى وزيرا للدفاع ليس من صلاحياته أن يحدد لرئيسه مع من يتكلم". لكن الرد الذي يستدعي التوقف عنده والذي يضع علامة استفهام على استمرار التسوية، هو ما قاله نائب "المستقبل" سامي فتفت الذي انتقد التعرض لصلاحيات رئيس الحكومة، ليختم: "أصبح من واجب من تسبب بالمشكلة إقناع الناس أنه ما يزال يريد التسوية".

وهكذا، بين "الذئاب المنفردة" والتغريدات و"الذباب الألكتروني"، هناك أربعة شهداء في الأرض، وهناك استقرار يخشى أن يصبح شهيدا، وموازنة يخشى أن تكون ضحية اللاستقرار.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو الارهاب بكامل قواه العقلية، الإرهاب المقصود، المبسوط بثماره الدموية، ومن غير الجائز أن يمنح أسبابا تخفيفية وأن يعطى تبريرا يستند إلى اضطرابه العقلي. فعبد الرحمن مبسوط لديه كل القدرة على القتال والقتل، والتحصن في شقة رصد فراغها من ساكنيها، ويتمتع بشهادة القتل المحلف في الرقة، وبترحال بين سوريا وتركيا.

هو حتى لحظاته الأخيرة ظل مخاطبا الأمن بالفصحى، وجد متسعا من الوقت ليحب ويقدم على الطلاق في آن. واختتم ليلة طرابلس العصيبة، بمدونة المرآة، وبكل رومانسية الاعتراف ما قبل الموت. ومن كانت له هذه الخصال والقدرات النفسية والجسدية، فهو حكما مدرك طريقه، وينفذ تعاليم وأفكارا نشأ عليها. يقتل بفخر، موعودا بجنة من صنع جماعته، وليست مسجلة في دوائر السماء.

وعبد الرحمن الذي لا يشبه اسمه، لن يستحق من السياسيين والأمنيين اليوم منحه عفوا دماغيا، ومن مثله لا تسري عليه تبريرات اللواء عماد عثمان الذي قال إن حالته النفسية كانت غير مستقرة، ونحن لا نستطيع أن ندخل إلى عقول الناس، وصل إلى مرحلة يأس، وتصرف تصرفا جنونيا، وهذا عمل إفرادي. والعمل الإفرادي كررته وزيرة الداخلية ريا الحسن التي زارت طرابلس برفقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي.

لكن الفرد الذي قتل جماعة، ليس بالضرورة معزولا عن تنسيق وتخطيط من بؤرته الأمنية، وعليه فإن مواقف الحسن وعثمان يخالفهما كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اجتماع الأمن المركزي، حيث اطلع على تفاصيل الاعتداء الإرهابي، وعلى مجريات التحقيقات التي أظهرت أن خلفياته ثأرية من الجيش والقوى الأمنية.

وبناء على استنتاج رئاسي، فإن من حق اللبنانيين أن يطرحوا السؤال الذي عم البلاد أكثر من حلول العيد، فلماذا أطلق سراح إرهابي بحجم المبسوط؟، وأي قوانين تلك التي تهدر دماء الشهداء مرتين؟، وكيف نصدر العفو السياسي ونغدق الأسباب الموجبة على حادث راح فيه خمسة شهداء بوفاة ملازم أول اليوم؟.

ودماء الخمسة هم مناصفة بين عسكر وقوى أمن، وضعوا أياديهم على زناد واحد، دافعوا عن مدينة واحدة ووطن واحد، بخلاف من يتنازع ويشطر قضيتهم اليوم إلى اثنتين، إلى مؤسستين وسياستين متعاديتين، إلى وزيرين وفرعين وجبهتين. ودماؤهم الأغلى هي أسمى من أي خلاف وأرفع من انشقاق وزير الدفاع عن قوى الأمن وشعبة، ومن حرب الداخلية على الخارجية، ومن اصطفاف الأزرق ضد البرتقالي.

وما على القطعات الأمنية والعسكرية، سوى الالتفات إلى عدو واحد عاد بعد غفوة، هدد بالأمس مدينة، وبإمكانه أن يهدد غدا كل الوطن، واتركوا متسعا للحزن على من رحلوا في ليلة عيد، حتى لا نقول إنكم سياسيون من الفئة التي لا تستحق شهداءها.

هو حادث إرهابي نعم، الفاعل مجهز بحزام عقلي وبكامل وعيه نعم، وللناس وذوي الشهداء كل الحق في أن يطرحوا التساؤل عن تساهل السلطة في منح الغفران سابقا تجاه العملاء لاسرائيل، ولاحقا مع المولوي ومن يعادله ارهابيا، واليوم بنزع العقل عن الجريمة الكاملة.

صورة editor14

editor14