اشارت الأمينة التنفيذية للاسكوا بالوكالة خولة مطر، في افتتاح المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2017 الذي يعقد حتى 5 الجاري في الرباط - المغرب، تحت عنوان "القضاء على الفقر وتعزيز الازدهار في منطقة عربية متغيرة"، الى "الظروف والصعوبات التي قد تحول دون تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في المنطقة العربية، فتنفيذها يأتي في ظل تحديات جسيمة وازمات مزمنة وناشئة تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والحروب والنزاعات المسلحة التي أدت إلى موجة من اللاجئين والنازحين لم يشهد العالم بضخامتها منذ الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وعدم المساواة".
أضافت: "نتيجة لهذه الظروف، تراجعت في بعض البلدان مكاسب إنمائية استغرق تحقيقها عقودا وباتت مهددة في أخرى. فقد أصبح الصراع واقع المنطقة العربية، حيث يهدد المعيشة والحياة، والتماسك الاجتماعي، والتنوع الثقافي. وكان للحرب تأثير الكارثة على صحة جيل بكامله وتعليمه، وعلى النسيج المجتمعي وعلى المؤسسات، تأثير سيضعف راس المال البشري والاجتماعي العربي، ويضيق فرص التنمية الى امد بعيد".
ولفتت مطر إلى أن "أمامنا خطة لتغيير هذا الواقع بأفضل منه. خطة تسعى إلى تحقيق تنمية بشرية شاملة أساسها الحقوق ورافدها نمو مستدام صديق للبيئة، يحقق العيش الكريم للجميع في عالم يسوده السلم والعدالة والمساواة. لم يعد في إمكاننا الركون على خيار "العمل كالمعتاد" لم يعد يصلح لإحداث التغيير المنشود سواء على المستوى العالمي أو الإقليمي أو الوطني".
كما أشارت إلى أن "التنمية حق للجميع ومسؤولية الجميع، وإن تفاوتتْ المسؤولية بحسب القدرة، هي أيضا على عاتق هذا المنتدى، الذي أقررتم بدوره في دعم تنفيذ خطة 2030 وقررتم ان يكون مساحة لتبادل الخبرات والتجارب، ووسيلة لبلورة خطة عمل والالتزام بتنفيذها بما ينقلنا الى مرحلة متقدمة في تحقيق الأهداف التنموية وطنيا وإقليميا".
وختمت: "لن نتراجع أمام التحديات التي تطاردنا، فإذا نالت من بعض الحاضر لن يكون لها مكان في المستقبل. بجهودنا جميعا، كل من موقعه، نستطيع ان نحول التحديات الى فرصة، ونقدم لشعوبنا وللعالم أفضل ما لدينا من قدرات وتجارب وقيم وصفات".
وتحدث في الجلسة الافتتاحية كذلك رئيس الحكومة في المملكة المغربية سعد الدين العثماني، ومدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي في جامعة الدول العربية ندى العجيزي ممثلة الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد.
ويشارك في المنتدى ايضا وزراء ومسؤولون من عدد من المنظمات الإقليمية والدولية التابعة للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية، وممثلون عن القطاعات الوزارية والبرلمانات العربية، وشبكات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وعدد من الخبراء والمهتمين.
المحاور
ويبدأ المحور الأول بمناقشة ما توصلت اليه المنطقة في عامها الثاني على تنفيذ الخطة، ويلي ذلك عروض حول التجارب الوطنية ومدى تكامل السياسات ومواءمتها مع الخطة الجديدة، وقياس التقدم المحرز، وإشراك مختلف أصحاب المصلحة، ووسائل التنفيذ.
وسيركز المحور الثاني على موضوع "القضاء على الفقر وتعزيز الازدهار في منطقة عربية متغيرة" حيث ستقام مجموعة من الحلقات النقاشية تتناول أبعاد هذا الموضوع من منظور المساواة والعدالة والتوزيع والنمو الاقتصادي والعمل اللائق كعناصر ممكنة لمعالجة الفقر وتحقيق الازدهار، إلى جانب البحث في بعض التحديات التي تواجهها المنطقة في القضاء على الفقر، وتحقيق الرخاء للجميع، بما في ذلك الهشاشة وعدم الاستقرار والنزاعات.
أما المحور الأخير للمنتدى، فسيركز على "سبل" تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وعلى قدرة المنطقة في توفير وسائل التنفيذ الإقليمية من أجل دفع عجلة التنفيذ.
وستشكل كل من توصيات المنتدى المساهمة الرئيسية للمنطقة العربية في أعمال المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة الذي يعقد تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة في نيويورك.
وسيقدم تقرير المنتدى إلى كل من اللجنة التنفيذية والدورة الوزارية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.