رأت اوساط سياسية مسيحية لـ"الديار" ان "معراب تبدو مستعدة لتجاوز الخلاف الايديولوجي العميق مع حزب الله حول القضايا الاستراتيجية في المنطقة والقبول بعلاقة "ربط النزاع" القائمة بين تيار المستقبل وحزب الله، لم يعد من المنطقي بالنسبة الى رئيس حزب القوات سمير جعجع ان تبقى "القوات" وحدها خارج "اللعبة"، لاسباب كثيرة بعضها "نفسي" وبعضها الاخر له علاقة بالتاريخ والمستقبل، التيار الوطني الحر كان سباقا في الساحة المسيحية الى نسج تحالف مع الحزب اثمر بعد سنوات وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا، حزب الكتائب لديه قنوات اتصال "سرية" وعلانية مع الحزب، النائب وليد جنبلاط استطاع بعد احداث السابع من ايار واتفاق الدوحة تنظيم العلاقة مع حزب الله بطريقة جيدة، اما تيار المستقبل المعني الاول في "المواجهة" فدخل بحوارات اثمرت تفاهمات تركت اثارها على الواقع السياسي المحلي بمعزل عن استمرار الاشتباك الاقليمي في سوريا والمنطقة".
واعتبرت الوساط انه "لا يمكن ايضا مقاربة ما تقوم به القوات وما تفكر فيه بمعزل عن التاريخ، يعرف جعجع ان المشكلة الرئيسية لدى حزبه لا ترتبط بالحاضر وانما بالماضي، بعد خروجه من السجن عمل جاهدا لتقديم القوات على غير صورتها التي علقت وما تزال باذهان اللبنانيين في زمن الحرب الاهلية، لم يكن خيار الذهاب الى تبني ترشيح الجنرال عون، فقط نكاية بالنائب سليمان فرنجية فرنجية، او محاولة منه لـ"حرق اوراق" الرجلين، ذهابه الى المصالحة المسيحية كان ضروريا بالنسبة اليه لمحو تلك الصفحة "السوداء" من الصراع الدموي مع الجيش و"الحالة العونية"، امام استحالة تحقيق انتصار لقوى 14آذار بسبب المتغيرات الدولية والاقليمية، اختار الذهاب الى المكان الذي يحقق له انتصارا معنويا، اراد ان يظهر نفسه انه "عراب" الرئاسة الاولى التي اهداها الى "خصمه" التاريخي، ويعتقد اليوم انه نجح في تغيير الصورة النمطية العالقة في الوجدان المسيحي حول تياره السياسي