التبويبات الأساسية

بحفل رومانسي فرنسي، افتتح الفنان مارك لافوان «مهرجانات بيبلوس الدولية»، أول من أمس، مطلاً على جمهور يعرف أغنياته، وبعضهم تابعه منذ ما يقارب 35 عاماً. ثمة عائلات جاء منها جيلان، الأم وبناتها، خصوصاً أن الجنس اللطيف كان يغلب على الحضور.
أطل لافوان بملابسه السوداء مرافقاً موسيقييه الأربعة في أغنيات، منها جديد مثل «ما بابو» التي استمع إليها الحضور للمرة الأولى، ومنها ما يعرفونه جيداً ورددوه معه. وبدا لافون مقتنعاً بأنه هنا يستطيع أن يغني أغنيته «إنها فرنسا» التي تختلط فيها المذاقات والأمزجة والعادات، كما أغنيته «باريس» التي يمر فيها بأزقة عاصمة النور وشوارعها ويصعد إلى المترو ويجلس في مقاهيها ومطاعمها الحميمة وصولاً إلى برج إيفل، معدداً معالمها الأثيرة.
لافوان فرنسي حتى الثمالة، وهو في لبنان في بلد شقيق، كما قال. وعلى أي حال منذ بداية الثمانينات بقي هذا الفنان يسير على خط واحد لا يريد أن يغيّره، سرّع موسيقاه قليلاً، لكنه بقي أميناً لكلمات أغنياته التي تتحدث عن الحب والمرأة والأماكن التي يعرفها، وفيها الكثير من النوستالجيا، والذكريات والرومانسية.
في بيبلوس غنّى «نعيش أو لا نعيش»، نعيش الحلم بأي ثمن وبأي طريقة. كما غنى «الأسبوع المقبل» التي يسير فيها مع حبيبته على نهر السين، ويجلسان في مقهى فيرلين. ومما غنّاه أيضاً أغنيته المعروفة «ترنحي معي» مسدياً النصائح لحبيبته عما عليها أن تفعل حين تشعر بالحر وهي معه.
وقف لافوان على المسرح ما يقارب الساعة مؤدياً وراقصاً، قبل أن يودّع جمهوره دون أن يقدم لهم أغنيته التي لم تضاهها أيٌّ من أغنياته شهرة رغم إصداره 12 ألبوماً. هي الأغنية الأيقونة «لها عيون كالمسدس، لها نظرات تقتل». خرج لافوان من المسرح مع موسيقييه كأنه لن يعود أبداً. هم هكذا الفنانون يجدون أبداً الطرق التي تحمس متفرّجيهم وعشاقهم. لكنّ أحداً لم يُرد أن يغادر المدرجات قبل أن يستمع إلى تلك الأغنية الأثيرة التي ربما جاء من أجلها. وبعد تصفيق ونداءات، عاد لافوان مع فريقه لتستمر الحفلة نصف ساعة أخرى، ولم يأتِ دور أغنية «صاحبة النظرات القاتلة» إلا في النهاية، حيث اشتعلت المدرجات، وعلت الهتافات، وردد الحاضرون الكلمات التي يحفظونها جيداً.
وحفل لافون الافتتاحي سيتلوه ما تبقى من البرنامج الجبيلي لهذا الصيف حيث سيقدم يوم 20 من الحالي العرض الذي أنتجته «بي بي سي» ويضم خمسين موسيقياً وستة من المغنين يؤدون أجمل أغنيات فرقة «كوين» الإنجليزية. ويوم 26 يستضيف المهرجان شربل روحانا الذي يرافق عوده صوت ملحم زين، ويقدمان حفلاً مشتركاً يحمل عبق الأندلس وموشحاتها وموسيقاها. وبعده حفل كبير يحييه الـ«دي. جي» الشهير مارتن جاريكس أمام عشرة آلاف متفرج يوم 3 أغسطس (آب). وجاريكس المؤلف والمنتج والموسيقي الذي يبلغ من العمر 22 عاماً سيقدم عرضاً هو الأضخم على الإطلاق منذ انطلقت مهرجانات جبيل. ويوم 7 أغسطس يقام حفل للفرقة الهولندية «وثن تنتاشن». أمّا الحفلة قبل الأخيرة، فهي عودة للمرة الثالثة إلى «بيبلوس» لفرقة الروك العربي البديل «مشروع ليلى» وسيشاركهم مغنون يؤدون أغنياتهم الخاصة. والختام سيكون مع عازف التشيلو الشهير «يو يو ما» الذي سيعزف باخ منفرداً، وهي من الحفلات المنتظرة جداً من محبي الموسيقى الكلاسيكية، لما للرجل من سمعة تسبقه إلى «بيبلوس».

الشرق الاوسط

صورة editor14

editor14