ليكن صيامنا صومًا وحالنا أفضل ووطننا آمنًا

بقلم: نضال شهاب رئيسة تحرير مجلة كل الفصول
الصيام إختلاف في الطقوس والتقاء بالمعاني،
الصيام فريضة دينية مهمة في مختلف الأديان ، قد تختلف طقوسه وتقاليده من دين لآخر، لكن أهدافه الدينية والروحية تتحد حول الفناء والتكفير عن الذنوب.
هو رمضان الشهر الذي فرض الله عز وجل فيه الصوم على الذين آمنوا ، هو الشهر الذي تقترب فيه نفحات الرحمة والمغفرة ،هو العبادة الجليلة التي ترقى بها النفوس وتصفو وتزكو.
وهو زمن الصوم ، زمن السير نحو الفصح، زمن تجديد الإيمان والرجاء والمحبة، زمن الإيمان بالله...
للصوم مكانة سامية فى المسيحية والإسلام ومختلف الأديان،فبه تُغلق أبواب النار وتُفتح أبواب السماء .
وليكن صيامنا صومًا وليس إمتناعًا عن الطعام والشراب... فالله عز وجل أمر سيدة نساء العالمين مريم (ع ) أن تقول إني نذرت للرحمن صومًا، فالصوم هو حفظ اللسان وطيب الكلام وقول الحق والبيان ،ويأتي الصوم مع الصيام على مدار العام، وقال تعالى "الصوم لي وأنا أجزي به" وقال الرسول الأكرم (ص) من حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم
في هذا الشهر المبارك الذي دعينا فيه لضيافة الله
والذي يتزامن وشهر الصوم عند أهلنا المسيحيين لا يسعنا إلا أن ندعو المولى الكريم أن يزيح هذه الغمة عن الأمة ،ويفتح على قلوبنا ، ويغرس بها محبة بعضنا البعض وإلتفافنا حول لبناننا الذي ينزف ألمًا ويزف أبطالًا ،ويواجه أهله مرارة الهجرة الداخلية والخارجية...
عند غروب هذا اليوم من شهر شعبان يرى العالم الإسلامي الهلال بالآلة أو بالعين المجردة، ويغمض بأكثريته بصره عن غزة وجراحاتها ،عن جنوب العزة ،عن أطفالٍ جياع يواجهون أقصى ألام الحياة .
فرفقًا أيها المتأسلمون بأهلنا في غزة وجنوبنا الحبيب، رفقًا بيتيم وأرملة ومشرد ونازح ومحتاج... لم يجدوا ما يسد رمقهم.
الصوم يا كرام هو الإلتفاف نحو الوطن نحو بعضنا البعض ، نحو رفضنا للطائفية والعنصرية ...الصوم هو الإحساس بمعاناة بعضنا البعض فوضعنا في لبنان لا نحسد عليه ، وعلى من تسلموا زمام الأمور أن يعملوا لمصلحة المواطن الذي عانى ما عاناه من الألم والجوع والظلم والحرمان من أبسط حقوقه في الحياه، فلبناننا الحبيب يمر بأزمات إقتصادية وأمنية متلاحقة، فرضت علينا تحديات جسيمة جعلتنا ندرك يقينا أن الإلتفاف حول الوطن والإستقواء بمكتسباته ومقدراته هو السبيل الوحيد ليس فقط للعبور من تلك الأزمات ومواجهة التحديات، بل لتحقيق حلم بناء الوطن القوي المعافى وفقًا لما نصبو ونحلم.
في هذه الأيام المباركة لا يسعنا إلا أن نتقدم من أهلنا المسيحين والمسلمين بالتهنئة والتبريك،ونقول
اللهم أهل علينا شهر الصوم بالأمن والإيمان والسلامة والسلام.