التبويبات الأساسية

أقيم في صالة كنيسة السيدة في بلدة العاقورة قضاء جبيل، لقاء انتخابي للمرشحين عن القضاء في لائحة "التضامن الوطني"، شارك فيه رئيس اللائحة الوزير السابق جان لوي قرداحي والمرشحان الشيخ حسين زعيتر وبسام الهاشم، في حضور نائب رئيس البلدية العميد المتقاعد أسد الهاشم وعدد من فاعليات البلدة والأهالي.

بداية النشيد الوطني، ومن ثم كلمة ترحيبية من قبل المرشح الهاشم، الذي توجه إلى الشيخ زعيتر قائلا: "لا نملك هنا مفاتيح لتسلميها لأحد، لأنكم في الأساس لستم بحاجة إلى مفاتيح لأن الأبواب مشرعة، وأنتم تسكنون في القلب، نحن وإياكم تجمعنا صلة الروح".

أضاف: "أنا سبق وقلت للشيخ نعيم قاسم في العام 2009 تعليقا على وثيقة التفاهم بين التيار الوطني وحزب الله، أنها لم تعلمنا شيئا جديدا، إنما جاءت لتضع إطارا لتجربة نعيشها مع أخواننا الشيعة في المنطقة، وأنتهز هذه الفرصة لأكرر اعتزازنا بوجودنا على نفس اللائحة، في حين أن المتنكرين للعهود، نسوا أن هذه العلاقة العضوية بين الحراك العوني وامتداداته غير المحصورة، كونها حالة شعبية، وبين حزب الله، وبين البيئتين المسيحية والإسلامية في هذه المنطقة، أوصلت إلى انجازات في الانتخابات النيابية الماضية، وكان تتويجها في إيصال رئيس الجمهورية إلى قصر بعبدا. هذه العلاقة نفتخر بها ونبني عليها".

وتابع: "شئنا أن تكون هذه اللحظة مناسبة لإعادة التأسيس، وكما قال سماحة السيد إننا ذاهبون إلى ما بعد بعد 7 أيار، ونكرر هذا الكلام هنا في العاقورة، والمصالح الانتخابية لن تفرقنا، ومن نجح منا سيمثلنا، وسنبقى نعمل كمجموعة على إعادة بناء الدولة وفق أسس صحيحة قائمة على الإصلاح ومحاربة الفساد والسعي للنهوض بهذه المنطقة، التي عانت الكثير من الحرمان، وبإذن الله المرحلة المقبلة ستكون فترة تعويض عما أصابها سابقا".

قرداحي

وقال قرداحي: "جمال هذا الموقع وهذه الجبال يترجم في قلوب هذه المنطقة، وقلوب أبناء العاقورة التي نحبها، ونتواصل نحن وإياهم لنبني معهم محور جبيل- العاقورة الذي يبقى العامود الفقري الأساسي لكل قضاء جبيل وكل بلاد جبيل، وهذه العلاقة بين جبيل والعاقورة تؤمن استقرار وتنمية وتطور كل جبيل، وتجسد فعلا لا قولا الوفاق الوطني الحقيقي، فلن نتمكن من تحقيق الإنماء ومحاربة الفساد وتحصين الدولة اللبنانية وتأمين طموحات الناس وتأمين فرص العمل واستثمارات من دون الاستقرار، الذي يبدأ بالوفاق الوطني، والعاقورة مع جبيل يصنعان الوفاق الماروني- الشيعي الذي يؤمن بدوره الوفاق الوطني الفعلي".

ورأى أن "منطقتنا هي المختبر للعيش الواحد الفعلي، والنجاح فيها له ارتدادات على مساحة الدولة كلها وعلى مساحة الوطن، وكل المشاكل العقارية، التي ضربت وأثرت على العلاقة المارونية- الشيعية في قضاء جبيل، سيتم التطرق إليها ضمن القانون والعدل والحق، وأبناء العاقورة يعرفون ماذا أقصد، ويدنا بيد الشيخ حسين زعيتر، سنواجه هذه المشاكل وفق الحق، ولن نترك أمورا عقارية تلوث العلاقة المارونية- الشيعية وتضرب الوفاق الوطني، ولن نترك هذه الأمور للاستخدام السياسي لأي طرف كان، ولغايات انتخابية آنية، وبعض الأشخاص مستعدون لإشعال البلد من أجل مصلحة آنية، بينما نحن مؤتمنون على البلد، ونعتبر أنفسنا أب وأم الصبي للدفاع عن لبنان".

زعيتر

بدوره، قال زعيتر: "يستحضر في ذهني وقلبي وعقلي آية من الإنجيل، تقول: من آمن بي وإن مات فسيحيا. ودعوتنا في هذه المنطقة الكريمة تشرفنا في حضور معالي الوزير والإخوان الحاضرين، ونحن اليوم في هذه المنطقة، التي نعتبرها هي من أشرف وأكرم المناطق اللبنانية، وهي المظلة والحامية لكل القرى الجبيلية وصولا إلى الساحل".

أضاف: "القاسم المشترك بين جميع الأديان هو الإنسان، والحقيقة الإلهية والدوافع لكل الرسالات، التي أنزلها الله سبحانه وتعالى للانسان والبشر، هي من أجل ان يكون الإنسان على أبهى صورة، وعلى أجملها وأكملها إنسانيا، ولكن الانحراف بدأ مع الغرائز والحسد والحقد والطمع والعدوان. الذي يعطي الحياة هو الإيمان، وهذا ما تعلمناه في المسيحية والإسلام على السواء، الإيمان مع الموت هو الحياة، ونحن دعاة لنحيا، والقرآن دعا أيضا للحياة، ورسالتنا على المستوى السياسي وبكل الأبعاد الوطنية والإنسانية والاجتماعية والطائفية، هي التعايش وأن نعيش وأن نحيا، وما عبر عنه الإمام المغيب السيد موسى الصدر بالتعايش الإسلامي- المسيحي هو ثروة يجب التمسك بها والمحافظة عليها، فهي لم تأت من فراغ وإنما نتيجة نظرة ثاقبة لمجتمعنا اللبناني، الذي حفظ لبنان إلى هذه اللحظة، رغم كل ما جرى في المنطقة منذ تاريخ تأسيس الكيان، فالذي حفظ لبنان هو هذا الوجود وهذا التنوع".

وتابع: "سبق أن قلت للذين تحدثوا عن الأقلية في لبنان، إننا كلنا في لبنان أقليات، لكن الأكثرية الواحدة هي الأكثرية الوطنية اللبنانية، ونحن في لائحة التضامن الوطني، التي ذكاها وأيدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري، وهي أيضا لائحة العهد ولائحة رئيس الجمهورية، ومن أهم الأمور التي كنت أفكر فيها خلال الانضمام إلى لائحة في جبيل أن تكون هذه اللائحة تشبهني وتشبهنا، وبانضمامنا إلى لائحة التضامن التي يرأسها الأخ والصديق والحبيب الوزير جان لوي قرداحي، والأخ والصديق الدكتور بسام الهاشم، وجدت نفسي بين أخوة لي على مستوى الأخلاق والرؤية السياسية والوطنية والعاطفة والمحبة والاحتضان الحقيقي، ورأيت نفسي بين أهلي، بينما الجميع اليوم يفتشون عن مصالحهم في لبنان، ونحن نفتش عن الحياة بكرامة ونفتش أيضا عن مصالح لبنان وليس عن مصالحنا الخاصة، وكل ما يمكن أن يقدم من تضحيات، إن لم تكن بصدق وإخلاص لهذا الشعب لا تعد تضحيات، وليس لها مقام في دائرة القيم الإنسانية".

وأردف: "نعمل بوحي الله وما يجمعنا، والمقاومة قدمت الدماء من أجل أن نجتمع ولا نتفرق، وإنما أن نجتمع على الحق والعدالة والمحبة، ونواجه كل السماسرة، الذين يعيشوا على هوامش هذا الوطن وطوائفه وعائلاته من أجل إسقاط هذه القيمة في مجتمعنا، وسامسرة السياسية كثر في هذه الأيام، هؤلاء فاسدون ولصوص ومصاصوالدماء، الذين يمتصون دماء هذا الشعب، وأرهقوا خزينة الدولة بالديون وما زالوا، ويهدرون مياهنا وثرواتنا وحقوقنا، ولو استطاعوا أن يهدروا دماءنا لأهدروها، فهم ألم يراهنوا على داعش والنصرة وإسرائيل؟ أقول لهم سقطت كل رهاناتكم، والحقيقة هي التي ستبقى، وسماحة الأمين العام عندما تكلم عن القلق والخوف من التغيير الديموغرافي، هل قصد أن هناك طائفة ستحكم لبنان؟ أم حزبا سيحكم لبنان؟ لبنان يحكم بالتوافق والتضامن بين كل أبنائه، ولكن نريد أشخاصا نظيفي الكف وأمناء في السلطة".

واستطرد: "نحن من الداعين إلى أن يكون عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عهدا قويا، فمن يضعف هذا العهد؟ إنهم اللصوص، وإنما هذا العهد سيتابع، هو العهد القوي، ونحن إلى جانبه، وهذه اللائحة هي حجر أساس في جبيل من أجل تقوية رئيس الجمهورية والوقوف إلى جانبه، وكل الذين يسمسرون لمصالحهم وحساباتهم الخاصة، سيسقطون على جوانب الطريق ولن يستطيعوا الاستمرار، اليوم هناك قرار جدي وحقيقي في مكافحة الفساد في البلد، وفي السعي إلى إيقاف الهدر في البلد، ولعب دور داخلي، ولا أحد يسألنا لماذا نحن مهتمون بموضوع المقاومة وتركنا الموضوع الداخلي، فما أنجز على مستوى المقاومة وبالأولوية التي كانت قائمة، هو الذي حفظ لبنان والمؤسسات فيه، وما سينجز في المرحلة القادمة، هو الذي سيعطي لبنان قوته الحقيقية وسيسقط كل الرهانات الداخلية والخارجية على حساب مصالح الناس".

وختم "عندما أتوجه من جبيل إلى هنا، مع العلم أن لي إطلالات على البقاع وبعلبك والشمال وكل المناطق اللبنانية، وعندما كانوا يتكلمون بالإهمال والحرمان، كان هناك مثلان هما بعلبك الهرمل وعكار، ولكن عندما جئت إلى جبيل، وجدت أن الحرمان هنا أكبر بكثير من بعلبك- الهرمل وعكار، فمن هو المسؤول عن هذا الأمر؟ هناك سياسات متعمدة، ونحن اليوم يدا بيد، ولن أكثر الوعود وإنما نحن تخرجنا في مدرسة "الوعد الصادق" والصدق والوفاء، والله بين هاتين القيمتين تجتمع كل القيم، ولن نسقط قيمة بين قيمة الصدق وقيمة الوفاء اتجاه أهلنا وناسنا وكل الطوائف والأحزاب، ونحن سنسعى إلى أن نقيم تكتلا جبيليا من أجل إحياء جبيل بما يليق بها وبأهلها، وهو قضاء يعبر عنه في الصمود والإصرار على البقاء في هذه الأرض، ونحن كلنا عانينا لما تعرضت له البلاد من أقسى الحملات والغزاوات من كل العالم وما زالت، وليس هناك من أحد أقوى من هذا الشعب، والكل يجب أن يكون في خدمة هذا الشعب ليبقى لبنان، وإلا سينحرف عن المسار وسيسقط، والسنة التاريخية والإنسانية شاهدة على ذلك. ما بقي هو القيمة، وهو عيسى بن مريم تمجد اسمه وهو محمد تمجد اسمه، بقيت هذه القيم، ومن خلالها سنحيي مجتمعنا، ونختم: من آمن بي وإن مات فسيحيا".

أسد الهاشم

كما كانت كلمة لنائب رئيس البلدية، تحدث فيها عن واقع المشاعات في العاقورة، نافيا أن "يكون هناك خلافات مع القرى المجاورة"، وقال: "الكل يعرف من هو عم بسام الهاشم، وهو سركيس الخوري الذي كان رئيسا للبلدية ولديه كل الأحكام وصنع تاريخ العاقورة، والخلاف ليس موجودا، إنما نتمنى أن تنفذ الأحكام التي ذكرناها".

صورة editor11

editor11