التبويبات الأساسية

كتبت نتالي إقليموس في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "أكثر من 500 أستاذ متعاقد ينتظرون... وملف العُمداء على نار حامية": "خطوة لـ إِدّام 10 لوَرا". على هذا المنوال يسير ملفّ تفرّغِ الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية. وكأنّ التحرّكات والمطالبات التي نظّموها منذ العام 2014 المرّةَ الأخيرة التي حصَل فيها التفرّغ، واللقاءات التي عقَدوها والزيارات التي قاموا بها إلى رسميّين "حِبر ع ورق". وأمس كان الطريق المؤدّي إلى القصر الجمهوري الشاهدَ على تحرّكِهم. في موازاة ذلك، وبعيداً من الإعلام، أنهت اللجنة المكلّفة درسَ ملفّاتِ الأساتذة المرشّحين لمناصب العُمداء في كلّيات "اللبنانية"، ومع نهاية الأسبوع ستنطلق المرحلة الأولى من الانتخابات. في هذا السياق، علم أنه لم يتمّ اعتماد المعايير نفسِها بين الكلّيات.

كصَحراء ذبَحتها شمسُ الظهيرة، وقفَ الأساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية في "البورة" المحاذية للمفرَق المؤدّي إلى القصر الجمهوري، تحت وطأةِ الشمس يناشدون، ينادون، آملين بأن تصل أصواتهم إلى رئيس الجمهورية ميشال عون. وقفوا وسط تدابير أمنية مشدّدة، وانتشارٍ أمنيّ كثيف، على رؤوسهم قبّعات دُوِّن عليها "التفرغ حقنا"، منهم من يلوّح بعلم لبنان، وآخَرون بعَلم الجامعة اللبنانية.

في التفاصيل
يواصل متعاقدو اللبنانية، الذين بلغَ عددهم نحو 580، مستوفين الشروط، تحرُّكَهم مطالبين بحقّهم بالتفرّغ، فبعدما اعتصموا في بهو المبنى المركزي للجامعة الأسبوعَ المنصرم، وبعدما تعذَّر عليهم الاعتصام في وسط بيروت لتزامُنِ تحرّكِهم مع انعقاد جلسة انتخاب اللجان النيابية، اختاروا أمس التحرّكَ باتّجاه القصر الجمهوري في بعبدا. منذ العاشرة صباحاً بدأ الأساتذة بالتوافد من كلّ حدبٍ وصوب، رَكنوا سياراتهم على بُعد أمتار وساروا على أقدامهم في أرضٍ تُرابية تملأها الردميات والحصى، لبلوغ الساحة المخصّصة للاعتصام.

"لا لاستغلال واستنزافِ الأستاذ الجامعي"، "إنْ أردتم إصلاحاً فنحن مصلِحو النفوس والعقول"، "أليس من المعيب تحويلُ الصرحِ الأكاديمي إلى محاصَصة طائفية"، "أفرِجوا عن حقّي وأطلِقوا سراحَ ملفّ التفرّغ". هذه عيِّنة مِن الشعارات التي رَفعها المعتصمون، ولكنّ ما في قلوبهم مِن وجع أضعافُ ما رَفعوه. في هذا السياق، يُعرب الأستاذ عماد غملوش عن حرقةِ قلبه قائلاً: "ينتظر الدكتور في "اللبنانية" نحو 3 سنوات لينالَ مستحقّاته، على سبيل المثال في 2 تموز الجاري تقاضَينا رواتبنا عن العام الجامعي 2015-2016 ، المؤسف أنّنا ننتظر كلَّ هذا الوقت لنتقاضى أتعابنا، عِلماً أنّ لكلّ منّا عائلةً، مسؤوليات ومستحقّات، والمعيشة صعبة جداً". وأضاف: "لو أنّنا نتقاضى شهرياً وبشكل طبيعي، لم نكن لنبديَ كلَّ هذا الإلحاح، ولَانتظرنا من دون "كلّ هذه البهدلة"، ولكن منذ العام 2014 مكانك "ع الأرض يا حكم"، بصعوبة نُعلّم أولادنا".

"الجمهورية"

صورة editor11

editor11