كتبت نجلة حمود في "سفير الشمال" تحت عنوان " فاجعة عائلة أسعد تسلط الضوء على القموعة.. الى متى هذه الفوضى؟": "سلطت الحادثة المفجعة التي أصابت عائلة أسعد إثر وفاة الشابين إبراهيم أسعد وعمه محمد أسعد، أثناء قيامهما بنزهة الى منطقة القموعة، الضوء مجدداً، على غابة القموعة والفوضى العارمة التي تشهدها، والتي تجري أمام أعين السلطة المحلية، والقوى الأمنية. حيث يسجل كل عام حوادث مؤسفة تودي بحياة الأبرياء جراء الاهمال والفوضى، وغياب أدنى معايير السلامة العامة التي من شأنها أن تحمي الزوار والسياح الذين يتوافدون لزيارة أجمل الغابات اللبنانية على الاطلاق.
شاء القدر أن يوارى أبناء أسعد الثرى في بلدتهم بيت أيوب بعد سنوات من الهجرة الى أستراليا، وهما أتيا قبل أيام الى لبنان في زيارة سياحية فقصدوا القموعة ليلقيا حتفهما إثر إصطدامهما بحائط وإنقلاب “جات سكي”، بسبب السرعة القوية نتيجة عدم سماكة الثلوج.
هي منطقة القموعة التي تتربع فوق القرى العكارية، وتتدرج في الارتفاع من 1500 حتى 1700 مترا عند السهل الفريد من نوعه في حوض المتوسط لجهة ارتفاعه، وكونه مزنراً بمجموعة من التلال والهضاب التي تلفه بشكل شبه دائري، وتغطيه الثلوج شتاءً، بينما يتحول إلى بحيرة طبيعية في الربيع، فيشكل مقصدا لمحبي السياحة البيئية وللباحثين عن الاستجمام.
هو الحادث الثاني الذي يسجل في أقل من عام، إذ لم يمض عام على وفاة الطفلة رهام التي لقيت حتفها في شهر آب المنصرم أثناء رحلة إستجمام في القموعة. وتحولت النزهة العائلية الى مأتم مهيب علت فيه الصيحات المدوية للواقع المؤلم.
حوادث صدم، إصابات جراء سقوط الزائرين عن الدراجات رباعية الدفع. وكل ذلك يجري وسط صمت السلطة المحلية وعجزها عن القيام بخطوات من شأنها ضبط الأمور في سهلة القموعة وحماية الزائرين. ووسط صمت الجهات المعنية من وزارات، باتت في علم الغيب وآخر ما يعنيها حياة المواطنين، فيتم تأجير الدراجات والسيارات من دون أي شروط قانونية ودون توفر شروط الحماية، فمن إفتتح موسم التزلج في المنطقة؟ وكيف يتم تأجير الآليات من دون رقابة؟ ومن المسؤول عن هذه الفوضى؟ وكم حادثة يجب أن تسجل حتى نتعظ من المآسي؟
في ظل أجواء من الحزن والأسى، وإحترام حرمة الموتى إذ تكاد تكون المرة الوحيدة التي لم يسجل إطلاق نارأثناء مراسم الدفن، شيعت بلدة بيت أيوب والقرى المجاورة بشيبها وشبابها الفقيدين، كما اجتمع بعض الاصدقاء من ايطاليا واستراليا لوداعهما وللالتفاف حول المصاب الأليم الذي لن يمحى من وجدان العائلة".