التبويبات الأساسية

قبلان في افتتاح مركز الخيرات الطبي في جديدة القيطع عكار: تأليف الحكومة ضرورة وطنية وليس مصلحة سياسية

افتتحت جمعية "خيرات التنمية للخدمات الاجتماعية" مركز الخيرات الطبي في بلدة جديدة القيطع - عكار، بحضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد عبدالامير قبلان على راس وفد، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، المونسنيور الياس جرجس، رئيس حركة "الاصلاح والوحدة" الشيخ ماهر عبد الرزاق، الشيخ غالب طالب، رئيس بلدية جديدة القيطع نافذ العمر، رئيس بلدية برقايل عبد الحميد الحسن، رئيس بلدية مجدلا محمد سعيد الأسمر، العميد المتقاعد عبد الرحمن عبد الرزاق، وعدد من رجال الدين والفعاليات الطبية والاختيارية والبلدية.

بعد قص شريط الافتتاح للمركز، تلاوة عطرة من القران الكريم، ثم النشيد الوطني، فكلمة لرئيس جمعية الخيرات الشيخ غالب خضر الذي رحب بالحضور شاكرا للمفتي قبلان "مشاركته العزيزة جدا في افتتاح هذا المركز الطبي".

وتحدث خضر عن "انطلاقة الجمعية واهدافها التي اتت استجابة لحاجة الاهالي ومساهمة في رفع الحرمان الذي تعيشه عكار".

العمر
ثم القى العمر كلمة اعتبر فيها ان "عمل الخير في شتى المجالات امر مطلوب لانه يساعد في التنمية وفي تعزيز روح الخير في مجتمعاتنا".

وقال: "ان هذا المركز الطبي الذي نتشارك في افتتاحه هو عمل خير طيب يسد حاجة البلدة، وان البلدية مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة".

جرجس
ثم كانت كلمة لـ جرجس حيا قال فيها: "غايتنا جميعا هي الانسان الذي احبه الله وكرمه، واننا في هذه المنطقة نعيش عيشا واحدا نتقاسم الافراح والاحزان، وهذا العمل الطيب اليوم هو من جملة افراحنا وان الله حاضر دائما في كل عمل خير".

زكريا
وتحدث زكريا مشيدا "بهذه المبادرة الطيبة التي بادرت في سبيلها اليوم ثلة مؤمنة في هذه البلدة العزيزة لتأمين سبل العناية الصحية والعلاج للمرضى في البلدة وجوارها". وقال: "كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس انفعهم للناس"، ومن يزرع الخير سيحصد الخير ايضا فطوبى لمن بذل في سبيل الخير".

وتطرق الى الاوضاع السياسية العامة مناشدا "الرؤساء الثلاثة ان تأخذوا زمام الامور والا تلتفتوا الى الطلبات الخاصة من هنا او من هناك، كفى مماطلة، رأفة بهذا الشعب، اسرعوا بتشكيل الحكومة ولا تنتظروا ارضاء أحد".

قبلان
ختاما كانت كلمة لـ قبلان جاء فيها: "بداية لا بد من التنويه بنية الخير، وفاعله، والراضي به والمساعد عليه، وهو باب لشكر من أقام هذا الصرح، ومحله قول الله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا). على أن من يتتبع آيات الله سبحانه وتعالى، والأخبار الواردة عن النبي الأكرم يجد أن أعظم النفقة هي على الإنسان، فالدرهم عليه بسبعمائة ألف، والله يضاعف لمن يشاء. وفي بعضها أن من كان همه رعية الله، كان بأمان الله وأمان نبيه وأوليائه يوم القيامة. لذا، قول الله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) معناه اعملوا الخير، وكونوا من أهله، ومكنوه من أنفسكم وبلادكم، وأعظم الخير ما كان لله، ولأجل الله بخلق الله وناسه ورعيته. على أن الخير يعني تكريم إنسان، تعظيمه، تمكينه من دوره الذي خلق له، إعانته على دهره ومسيرة عمره. لذا، فإن أكبر ما لله بالإنسان علمه، وعيه، عمله، مأكله، مسكنه، أمنه، مداواته، بطاقته الصحية، ضماناته الاجتماعية، وما إلى ذلك مما له دخل بضمان الشيخوخة والضعف والبطالة والكوارث وغير ذلك. وهذه حقوق ضرورية للانسان بالقانون الإلهي، وبقانون الدولة والمجتمع المدني، لدرجة أن وظيفة السلطة بمفهوم الله تعني القيام بحقوق عياله، بعلمهم وعملهم وحاجاتهم المختلفة".

اضاف: "من هنا، فإن السلطة التي تفشل بتأمين هذه الحقوق، تسقط شرعيتها، ولا يجوز دعمها. وعليه، بمبدأ الله أن تخدم الله معناه أن تخدم ناسه ورعيته، فمن تمرد على الإنسان أو ضيع حقوقه فقد خان الله وعليه تمرد. وتحت هذا العنوان، أقول: كل ما ورد في القرآن الكريم من زكاة وخمس وصدقة وحقوق شرعية ورزق وخير، محله مصالح الإنسان، بلا فرق بين مسلم سني وشيعي، بل بين مسلم ومسيحي، بل مطلق إنسان. واليوم بعض فقهائنا يفتون بأن مصارف هذا المال مطلق مصالح الإنسان، ببعد النظر عن دينه وملته وقوميته وطائفته، بل أعظم النفقة ما كان على الإنسان وخيره، وما كان على علمه وصحته ووعيه كان أعظم الأجرين عند الله".

وتابع: "لذا، ها أنا اليوم بينكم ومعكم في هذه البلدة العزيزة، لأؤكد عليكم ما أكده النبي على أصحابه، حيث أشار عليهم أن أحبوا بعضكم، ألفوا جمعكم، وطنوا التعاون فيكم، مكنوا الخير من أنفسكم، تواصوا بالحق والمعروف، أكثروا من الإحسان، فرجوا عن المكروب، أغيثوا الملهوف، أعينوا المحتاج، داووا مرضاكم، اضمنوا الضعيف فيكم، فإن زارع الخير في الدنيا حاصده يوم القيامة. ومن أعان أعانه الله، ومن عفا عفا الله عنه، ومن أعطى أعطاه الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وبكل واقعية أقول لكم: عيشوا اوجاع بلدكم، تضامنوا وتكاتفوا لأن هذا البلد ما خسر إلا حين فرقونا مناطقيا وطائفيا ومذهبيا، مع أن مصلحة الشمال من مصلحة الجنوب، والبقاع من عكار وطرابلس، وبيروت من جبل لبنان، وليس عند الله أن تخدموا مذاهبكم وطوائفكم، بل اخدموا ناس هذا البلد، تصح مذاهبكم، وتزك أديانكم، لأن أفضلكم عند الله أفضلكم لناسه وخلقه. أقول هذا لأنه من صلب ديننا، دين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، دين (ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)، دين (يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، دين (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)".

واردف: "من هنا أطل على أزمة البلد، لأقول: تجربة الماضي أكدت فشل السياسات الإنمائية في البلد، ومعه تحولت ناس هذه القرى وغيرها إلى ضحايا وسط مظاهر احتكارية مخيفة، فالتعليم محتكر، والأسواق محتكرة والمستشفيات محتكرة، والإعلام محتكر، والثروة محتكرة، والوظيفة محتكرة، فيما الجوع والفقر والبطالة والبؤس والتعاسة تجتاح ناس هذا البلد بشكل كارثي، مع أن الثروة الوطنية كبيرة جدا، والإمكانيات أكبر، سواء على مستوى بناء معامل إنتاج الكهرباء، أو التعليم أو الاستثمار الزراعي والصناعي، أو الصحة أو البرامج الإنمائية ومنه حماية اليد العاملة، إلا أن من يدير السلطة حول البلد إلى مقبرة ضرائب ورسوم هستيرية، ومربعات محظوظة، وشركات نافذة تصادر دور الدولة لصالح فئات مخصوصة، كل هذا فضلا عن الضريبة التي طالت البنزين والغاز والسلع الرئيسية لترتفع معها الأسعار بشكل جنوني، وتزيد من حدة الفقر والبؤس والتعاسة، دون أي ضمير وطني، بل دون أي دور فاعل للسلطة سوى الفشل، والفشل المقصود، وبدلا من أن تتحول السياسات الجمركية ضامنا للسلع المختلفة، تحولت عبأ عليها ودمارا لأهلها".

وقال: "بتعبير آخر، ليس في لبنان أزمة سكن، بل أزمة احتكار عقاري، وليس في لبنان أزمة قروض سكنية، بل أزمة حيتان نهبت أموال الفقراء، وليس في لبنان أزمة مستشفيات بل أزمة قرار، وليس في لبنان أزمة فقر بل سياسة تفقير، لذلك نحن مع الشارع الضاغط على السلطة لتعود السلطة سلطة وطن وبلد وناس، نحن مع جوع الفقراء، مع بؤسهم، مع مطالبهم، مع مظلوميتهم، ضد الفساد والهدر والصفقات والطائفية وتقاسم الجبنة والتعامل مع هذا البلد وكأنه متاريس ومشاريع فدرالية. وعليه، نكرر ونؤكد بأن تأليف الحكومة ضرورة وطنية وليس مصلحة سياسية، والوطني هو الذي يفكر بالأجيال، فيما السياسي يفكر بالانتخابات القادمة. لذلك، نريد حكومة مصلحة وطنية، وليس حكومة متاريس سياسية، والوطن ناس وأهل، فإذا جاع أهل هذا البلد ضاع البلد وضاعت الدولة والسلطة".

وختم: "مبارك لكم هذا الصرح، ومع المزيد من المراكز التي تستثمر بالصحة والعلم والعمل، لأن أول الخير خدمة الإنسان".

صورة admin2

admin2