التبويبات الأساسية

اكتشف علماء الآثار في بوليفيا مقبرة نادرة وفريدة تحتوي ليس فقط على رفات الشامان الهنود، بل وأيضا على وسائل طقوسهم وكمية قياسية من مختلف أنواع المواد المهلوسة.
ويشير خوسيه كابريليس من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا في المقال الذي نشرته مجلة PNAS ، "كنا نعلم أن المواد المهلوسة لعبت دورا مهما في الحياة الدينية للشعوب التي عاشت في مناطق وسط وجنوب جبال الأند. ولكننا لم نكن نتصور بأنهم كانوا يستهلكون هذا الكم الكبير والمتنوع منها والجمع بينها. هذا أكبر اكتشاف لهذه المواد في أمريكا الجنوبية حتى الآن".وكانت الشعوب القديمة تستخدم هذه المواد في الطقوس الدينية أو في حياتها اليومية، فمثلا استغلت قبائل الإنكا هذه المواد في تهدئة الأطفال أثناء تقديمهم قرابين للآلهة.
ويضيف كابريليس، أنه منذ فترة طويلة يهتم العلماء بهذه التقاليد ودورها في مجتمع الهنود الحمر والشعوب البدائية الأخرى. لأن استخدامها لم يكن فقط "للتحدث إلى الأرواح"، فمثلا لوحظ أن البيغمي (الأقزام- طول الرجل لا يزيد عن 130 سم. والمرأة عن 121 سم.) يدخنون ويتناولون أوراق القنب للتخلص من طفيليات الأمعاء.كما عثر علماء الآثار خلال عمليات الحفر على كيس جلدي كبير فيه مواد وأدوات مختلفة يمكن أن يطلق عليها "عدة الشغل" للشامان. ووجد العلماء في الكيس جميع ما كان يحتاجه الشامان من أشرطة وعظام اللام وسكاكين وغليون التدخين وضفائر من الشعر البشري، وأوراق أشجار مجففة وكيس مصنوع من رؤوس ثلاثة ثعالب بداخله مزيج نباتي لم تحدد مكوناته.وقد كشفت نتائج التحاليل التي أجراها العلماء، بأن الكيس الكبير عمره نحو ألف سنة، أي في فترة سيطرة مملكة بوكين على هذه المنطقة، وعاصمتها مدينة تيواناكو الأسطورية، التي تعتبر الموطن الأولي لحكام إمبراطورية الإنكا.
ووفقا للعلماء، كانت هذه المواد المهلوسة تستخدم في نشر نفوذ الإمبراطورية القديمة. وهذا يعني أن العلماء سيحددون مكونات "أفيون الشعوب".

صورة editor2

editor2