التبويبات الأساسية

أسهمت طائرة ركاب مدنية في إنقاذ طاقم سفينة ضلت طريقها في عرض المحيط الهادي. فجراء عطل في محركات الباخرة وأجهزة اللاسلكي المزودة بها، أصبحت تائهة، سائبة، تتلاطمها الأمواج والتيارات البحرية من دون أن يقدر طاقمها على السيطرة على مسارها. كما لم يكن في وسعهم تحديد موقعها، نظراً لتوقف عمل أجهزتها الإلكترونية. وظلت على ذلك المنوال طوال أسبوع، وأوشك الماء العذب والمؤنة على النفاد. ما يعني موت البحارة موتاً بطيئاً محتوماً.

ولم يتمخض عن طلعات القوات الجوية الأسترالية إيجاد الباخرة السائبة. فالبحث عن جسم في المحيط اللامتناهي أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. هكذا، التمست السلطات الأسترالية من الطائرات المدنية المارة من مناطق يحتمل وجود الباخرة فيها، أن يبلغوا عنها في ذلك النهار المشمس.

ومن بين الطائرات المدنية التي تلقت البلاغ، كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكندية تحلق في رحلة بين ڨانكوڨر الكندية وسيدني الأسترالية. لكن، رغم صحو الجو، من المستبعد لمح باخرة من ارتفاع أكثر من 10 آلاف متر. هكذا، بعد حساب كمية الوقود المتبقية، التي تبين أنها تكفي لساعتي طيران إضافيتين، قرر قائد الطائرة خفض الارتفاع إلى ألف متر، فحسب، وهي عملية بالغة الدقة وعسيرة الإنجاز لطائرة مدنية كبيرة.

بدأت الطائرة تحوم في أجواء المنطقة، وطُلب من ركابها المشاركة في البحث عبر الكوّات، فأخرج بعضهم نواظير من حقائبهم اليدوية. وبالفعل، تمكنوا من لمح الباخرة التائهة. فتمّ إرسال إحداثيات موقعها إلى البحرية الأسترالية، التي هرعت لإنقاذها مع طاقمها.

أدت المبادرة إلى تأخير الوصول إلى سيدني ساعة ونصف الساعة. لكن، لم يتذمر الركاب من ذلك التنغيص، بل أعربوا عن ارتياحهم لإسهامهم في إنقاذ حياة بشر.

صورة editor11

editor11